انفجار جديد في إيران يستهدف منشأة للطاقة

سادس حادث من نوعه في منشأة للطاقة تشهده إيران منذ الأسابيع الماضية والثاني في إقليم أصفهان لكنه لم يسفر عن إصابات.

طهران - قالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن انفجارا وقع في محطة كهرباء بإقليم أصفهان بوسط إيران اليوم الأحد دون حدوث إصابات، في احدث سلسلة لانفجارات وحرائق غامضة شهدتها مواقع حساسة في البلاد خلال الأسابيع الماضية.

وقال مدير شركة الكهرباء في أصفهان لـ"إرنا" إن الانفجار نجم عن تلف محول في محطة الكهرباء بمدينة إسلام أباد في أصفهان.

ووقعت عدة انفجارات وحرائق حول منشآت عسكرية ونووية وصناعية في إيران منذ أواخر يونيو/حزيران أثارت 

والأربعاء، ذكرت "إرنا" أن النيران اشتعلت في ثلاث سفن على الأقل في ميناء بوشهر بجنوب إيران دون الإعلان عن سقوط ضحايا.

وتشهد إيران منذ فترة حرائق وانفجارات غامضة طالت بعضها منشآت صناعية أو نووية من دون أن تكشف الحكومة الإيرانية عن طبيعتها في الوقت الذي تواجه فيه عقوبات أميركية قاسية وضغوطا غربية لجرّها إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد بقيود صارما بما يتيح كبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والتي تعتبرها واشنطن أنشطة تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي.

وقال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيرانية، غلام رضا جلالي، إن طهران لا تستبعد أن تكون الانفجارات ناجمة عن عمليات تخريبية من قبل مجموعات المعارضة أو فرضية هجمات سيبرانية من قبل الولايات المتحدة.

لكن مسؤولين إيرانيين آخرين اعتبروا أن الانفجارات نتجت عن هجمات تقف وراءها إسرائيل.

وكانت ايران توعدت الاثنين الماضي بالردّ بحزم على أي جهة يثبت تورطها في الحريق الذي شهده مجمع نطنز النووي بأصفهان بالتزامن مع حريق آخر اندلع في مجمع صناعي في شمال شرق البلاد، حيث يوجد مجمع لصهاريج مكثفات الغاز انفجر أحدها.
وحريق الأحد هو السادس في سلسلة حرائق وانفجارات طالت مواقع حساسة في شهر يوليو/تموز، حيث أعلنت السلطات الإيرانية في الثالث من الشهر الحالي اندلاع حريق في مبنى بمجمّع نطنز النووي في وسط البلاد خلّف "أضرارا مادية جسيمة" و"قد يبطئ" عملية تصنيع أجهزة طرد مركزي متطوّرة لإنتاج اليورانيوم المخصّب.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولَين اثنين في المخابرات الأميركية قولهما إن "ترميم المنشأة لإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى ما كان عليه قبل الانفجار، قد يستغرق عامين"، متوقعين أن يكون التفجير قد تم عبر عبوة ناسفة أو عبر هجوم إلكتروني.
وفي الرابع من يوليو/تموز ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن حريقا شب في محطة للطاقة في جنوب غرب البلاد تسبب في تعطل محول بمحطة الطاقة بمدينة الأهواز وانقطاع جزئي للتيار الكهربائي عن المدينة
والأحد الماضي، أفادت السلطات الإيرانية أن حريقا اندلع بمنشأة للمواد البتروكيماوية بجنوب غرب إيران بسبب عزاه مسؤولون لتسرب نفطي لكنه لم يتسبب في سقوط ضحايا.

والحرائق في فصل الصيف أو الانفجارات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة أو تماس كهربائي، حوادث تقع من حين إلى آخر في أنحاء العالم، إلا أنها ربما تشكل حدثا استثنائيا غير عابر في إيران بسبب التوترات القائمة في المنطقة والتي محورها طهران.
ولم تقدم الحكومة الإيرانية رواية مقنعة حول هذه الحوادث خاصة منها تلك التي وقعت في منشآت عسكرية أو نووية أو صناعية وكلها مواقع حساسة.
وفي ظل التكتم الإيراني الرسمي تبقى كل الاحتمالات واردة، فإما أن تلك الحوادث عرضية أو أنها تخريبية سواء من داخل إيران أو من خارجها.
والمثير في هذا المشهد التزام الجهات الرسمية الصمت أو تقديم روايات غير مقنعة في تفسير أسباب الحادث، ما يطرح سؤالا ملحا: ما الذي تخفيه إيران؟.
وجاءت تلك الحوادث على اثر توتر بين وكالة الطاقة الدولية وإيران بعد أن رفضت الأخيرة تفتيش منشأتين نوويتين وفقا لما ينص عليه الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو/ايار 2018 وتكابد الدول الأوروبية المشاركة فيه لمنعه من الانهيار.
وبالتزامن مع سلسلة الحرائق أعلن أحمد قرباني رئيس محكمة الثورة في كرمان جنوب شرقي إيران عن اعتقال "عدد من عناصر أجهزة المخابرات الأجنبية وعدد من أعضاء الجماعات المعارضة" في المدينة والحكم عليهم، وفق موقع 'إيران انترنشنال' الإخباري الإيراني المعارض.
ورغم ان ايران دائما ما تلمح لتورط اسرائيل والولايات المتحدة في مثل تلك الانفجارات والحرائق لكن ليس هنالك دليل حقيقي يمكن التعويل عليه لتوجيه تلك التهم في وقت تنفي فيه تل ابيب وقوفها وراء تلك الحوادث.