انقسامات في مجلس الأمن حول تجديد تفويض البعثة الأممية لليبيا

الولايات المتحدة تعرب عن أسفها لغياب إجماع دولي حول تجديد تفويض البعثة الأممية في ليبيا بعد اعتراض روسي، فيما قد يكون الانسداد نتيجة لمخاوف موسكو من عدم بقاء يان كوبيش على رأس البعثة.
دبلوماسيون: روسيا لوحت باستخدام الفيتو ضد تجديد تفويض البعثة
مجلس الأمن يوافق بالإجماع على مجرد تمديد تقني للبعثة الأممية

نيويورك - أعرب نائب سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة الأربعاء عن أسف بلاده لعدم وجود إجماع في مجلس الأمن الدولي بشأن تجديد تفويض البعثة الأممية في ليبيا بعد اعتراض روسي.

وتأتي الانقسامات في مجلس الأمن بينما تمر ليبيا بظرف سياسي دقيق مع اقتراب موعد الانتخابات العامة (الرئاسية والتشريعية) وهو مسار ضمن خارطة الطريق التي تم إقرارها خلال الحوار الليبي الذي تم برعاية أممية وبإسناد من المجتمع الدولي والذي أفضى في خواتمه إلى ولادة سلطة تنفيذية جديدة تشمل حكومة وحدة وطنية يقودها رجل الأعمال عبدالحميد دبيبة ومجلسا رئاسيا يقوده الدبلوماسي السابق محمد المنفي.

وليس واضحا مدى تأثير هذه التطورات على المسار الانتقالي، لكنها تأتي بينما تكابد حكومة دبيبة لتجاوز انقسامات داخلية وسجالات حول القانون الانتخابي وسط خلافات بين أعلى هيئتين هما المجلس الأعلى للدولة (في طرابلس) ومجلس النواب (في طبرق).

وكان المجلس الأعلى الذي يرأسه خالد المشري (ينتمي للإخوان المسلمين) قد اتهم مجلس النواب برئاسة المستشار عقيلة صالح بالتفرد بالقرار، منتقدا قانون انتخاب الرئيس.

وفي غياب اتفاق بين أعضاء مجلس الأمن، اضطرت المملكة المتحدة المسؤولة عن الملف إلى تأجيل عرض مشروع قرارها بشأن تمديد تفويض البعثة لمدة عام واحد، ووافق مجلس الأمن بالإجماع في الصباح على مجرد "تمديد تقني" حتى 30 سبتمبر/أيلول.

وبعد التصويت، قال نائب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جيفري ديلورنتيس "بعد المشاورات البناءة والإيجابية هذا الشهر نشعر بخيبة أمل لاستحالة التوصل إلى توافق لاعتماد تفويض جديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم، خاصة في هذا الوقت المهم بالنسبة لليبيا".

وتابع الدبلوماسي الأميركي "ندعو جميع أعضاء المجلس إلى العمل معا بجد لاعتماد تفويض ينفذ التوصيات الأخيرة" الصادرة عن لجنة مستقلة تابعة للأمم المتحدة، مضيفا "لا يمكننا أن نخذل الشعب الليبي في هذه اللحظة الحرجة".

وأشار على وجه الخصوص إلى دعوة الوثيقة الصادرة عن اللجنة لإحداث تغيير هيكلي في عمل البعثة بنقل مقر مبعوث الأمم المتحدة إلى طرابلس. وأكد جيفري ديلورنتيس أن هذا التغيير الجديد لا يحدد مسبقا من سيتم تعيينه لهذه الوظيفة.

وفرضت الإدارة الجمهورية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خلافا لرأي 14 من شركائها في المجلس، ثنائيا على رأس البعثة هما مبعوث مقره في جنيف (السلوفاكي يان كوبيش منذ يناير/كانون الثاني) ومنسق في طرابلس (الزيمبابوي ريزيدون زيننغا).

وقال دبلوماسيون الثلاثاء إن موسكو لوحت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد تجديد تفويض البعثة ولم تقبل الصيغة المقترحة بشأن الدور المستقبلي للمبعوث وانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا.

وقد يكون الانسداد نتيجة لمخاوف موسكو من عدم بقاء يان كوبيش في المنصب، وفق أحد الدبلوماسيين.

ونفى نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بولانسكي أي إعاقة للدعم الدولي لليبيا قبل الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول القادم.

وقال إنه يتعين الاستفادة من الأيام الخمسة عشر القادمة "لإيجاد أرضية مشتركة"، مؤكدا "جهود روسيا الدؤوبة" من أجل التوصل إلى "تسوية في ليبيا" واحترام الرزنامة الانتخابية.

وتحاول ليبيا تجاوز عقد من العنف منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وقد توقف القتال في صيف 2020 وتم إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن الانقسامات عادت منذ ذلك الحين لتطفو على سطح الأحداث، ما يثير شكوكا في تنظيم الانتخابات نهاية العام.