انهيار الليرة يزعزع نفوذ تركيا في أعزاز السورية

انخفاض قيمة الليرة التركية أثر بشدة على أصحاب المتاجر ومنظمات الإغاثة الطبية والمقاتلين الذين يحصلون على رواتبهم بهذه العملة في شمال سوريا.
صعوبات جديدة للموظفين الذين عينتهم السلطات المدعومة من تركيا
تدخل القوى الإقليمية في الحرب السورية يؤدي إلى تغيير أحوال الناس على الأرض

أنقرة ـ أثر انخفاض قيمة الليرة التركية بشدة على أصحاب المتاجر ومنظمات الإغاثة الطبية والمقاتلين الذين يحصلون على رواتبهم بهذه العملة في منطقة بشمال سوريا سيطر عليها مقاتلو المعارضة عام 2016 بمساعدة الجيش التركي.

وتقع هذه المنطقة بين مدينتي عفرين وجرابلس بمحاذاة حدود تركيا وقد تخلت أنقرة عن دورها العسكري في هذه المنطقة للقيام بدور على مدى أبعد يهدف لإرساء الاستقرار بها وربط اقتصادها بالاقتصاد التركي.

ومولت أنقرة خدمات طبية وتعليمية هناك ودربت الشرطة المحلية وفي الآونة الأخيرة ضمت عدة فصائل معارضة معا في فصيل مسلح جديد واحد.

وتسبب فقد الليرة التركية نحو 40 في المئة من قيمتها أمام الدولار حتى الآن خلال هذا العام في صعوبات جديدة للموظفين الذين عينتهم السلطات المدعومة من تركيا ويتلقون أجورهم بالليرة بما في ذلك قوات الأمن.

وقال غسان كنو (23 عاما)، وهو مقاتل ضمن صفوف الجيش السوري الحر من أعزاز، إن الرواتب تتغير باستمرار وليست مستقرة. وأضاف أن المقاتل يتقاضى راتبه ويذهب الى السوق ليشتري فلا يكفيه لمدة أسبوع.

وبدأ الهبوط السريع لقيمة الليرة التركية وسط مخاوف من تأثير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على السياسة النقدية لكنها انخفضت إلى مستويات قياسية بسبب خلاف بين الولايات المتحدة وأنقرة.

ويتركز هذا الخلاف على مصير قس أميركي محتجز في تركيا بتهم متعلقة بالإرهاب. وفرضت واشنطن بسببه رسوما جمركية على بعض الواردات التركية.

ويعطي تقلب الليرة التركية مثالا جديدا يوضح كيف يمكن أن يؤدي تدخل القوى الإقليمية أو العالمية في الحرب السورية إلى تغيير أحوال الناس على الأرض.

وإلى جانب تركيا فإن لكل من إيران وروسيا والولايات المتحدة قوات في سوريا كما أنها تقدم أشكالا أخرى من الدعم في مناطق تسيطر عليها جماعات معارضة تدعمها.

رواتب لا تتماشى مع الحاجيات اليومية

وقال محمد هادي حسانو (25 عاما)، من مدينة أعزاز الواقعة على بُعد عدة كيلومترات من الحدود التركية ويعمل في مجال الصرافة، إن الليرة التركية كان لها قوتها في الداخل السوري حتى الشهرين الماضيين حيث بدأت في التراجع تدريجيا وكانت 800 ليرة تركية تساوي 100 ألف ليرة سورية بينما أصبحت تساوي اليوم 40 ألف ليرة سورية.

وفي حين يشتكي الناس الذين يحصلون على الرواتب بالليرة من أن رواتبهم لم تعد تشتري الكثير، فإن أصحاب المتاجر يشعرون أيضا بالإحباط.

وقال نادر أبو حسين، وهو تاجر جملة للمواد الغذائية ومنتجات التنظيف في أعزاز، إن الأسواق تضررت بشدة بسبب انخفاض سعر صرف الليرة، مضيفا أن الأسواق كانت بطيئة حتى خلال عيد الأضحى. ويؤكد الواقع السياسي والعسكري المحلي أن تقلب سعر الليرة سيظل يلعب دورا مهما في أعزاز.