انهيار تاريخي للدينار الجزائري على وقع المظاهرات

العملة الجزائرية تسجل اكبر تراجع منذ الاستقلال وسط تحذيرات من انهيار القدرة الشرائية للمواطنين.
قيمة العملة الجزائرية في السوق الموازية تقدر بـ218 دينارا مقابل يورو واحد
بوتفليقة يعود للجزائر بعد تلقي العلاج في سويسرا في رحلة محاطة بالسرية

الجزائر - تهاوت قيمة الدينار الجزائري إلى مستويات قياسية وذلك على وقع الاحتجاجات الشعبية الرافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية خامسة.

وقالت صحيفة الخبر الأحد أن العملة شهدت تراجعا تاريخيا لم تسجله منذ الاستقلال.

واشارت الصحيفة الجزائرية ان "قيمة العملة الوطنية في السوق الموازية مقابل العملة الأوروبية الموحدة اليورو تقدر بـ218 دينار مقابل يورو واحد".

وحذرت الصحيفة من انهيار القدرة الشرائية للمواطنين بسبب تأثير انهيار الدينار على ارتفاع أسعار المنتجات والبضائع.

وقالت صحيفة الخبر أن "المستوى المسجل في الوقت الراهن لم يبلغه الدينار الجزائري حتى خلال فترات الذروة التي تعرف بارتفاع الطلب على العملة الصعبة".

المستوى المسجل في الوقت الراهن لم يبلغه الدينار الجزائري حتى خلال فترات الذروة التي تعرف بارتفاع الطلب على العملة الصعبة

وأكد التجار الجزائريون ان تهاوي الدينار الجزائري يعود للازمة السياسية التي تمر بها البلاد على وقع إصرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الترشح لفترة رئاسية خامسة رغم الرفض الشعبي والمظاهرات المستمرة.

ويواصل الجزائريون مظاهراتهم ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة رغم تحذيرات قائد هيئة أركان الجيش الجزائري ونائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح الذي استحضر نظرية المؤامرة على أمن واستقرار البلاد، مشيرا إلى أن هناك جهات لا تريد أن تنعم الجزائر بالأمن الذي تحقق في عهد الرئيس بوتفليقة.

ويتلقى بوتفليقة العلاج منذ اسبوعين في مستشفى في جنيف ونادرا ما ظهر علنا منذ أن أصيب بجلطة في 2013.

وهبطت طائرة حكومية جزائرية في مطار كوينترين بجنيف الأحد بعدما توقع مصدر في العاصمة الجزائرية عودة بوتفليقة إلى البلاد.
وشوهدت الطائرة جلف ستريم التي أقلت بوتفليقة إلى جنيف في 24 فبراير/شباط هبطت في المطار وسط وجود مكثف للشرطة. ولم تظهر أي سيارة إسعاف أو موكب يقل الرئيس البالغ من العمر 82 عاما.

وأصدر بوتفليقة تحذيرا للمحتجين قال فيه إن الاضطرابات، التي دخلت أسبوعها الثالث، قد تتسبب في فوضى في البلاد.

وعرض بوتفليقة الحد من ولايته بعد الانتخابات وتعهد بتغيير "النظام" الذي يدير البلاد لكن حركة الاحتجاج غذت مشاعر الاستياء لدى القطاعات المختلفة خاصة الطلبة والشباب.

وعبر بعض قدامى حلفاء بوتفليقة، ومن بينهم أعضاء في الحزب الحاكم، عن دعمهم للاحتجاجات مما كشف عن انقسامات داخل النخبة الحاكمة التي كان يعتقد أنها تكتل منيع.

وبدأ أعضاء في حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم منذ الاستقلال، ينفضون من حول الرئيس المنتهية ولايته والانضمام للاحتجاجات الرافضة لترشحه لولاية رئاسية خامسة، في خطوة تعكس حجم الخلافات والانقسامات التي تعصف بجبهة التحرير على خلفية تنامي الحراك الشعبي.

وذكر تلفزيون 'الشروق' المحلي الخاص أن عدة نواب من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر استقالوا من عضوية الحزب لينضموا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة، فيما كشف موقع 'تي ايس ايه' أن جبهة التحرير سجلت قرابة سبع استقالات في صفوفها.