انهيار جديد لليرة التركية يُعبد الطريق لركود اقتصادي حاد

زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا تمهد لتباطؤ اقتصادي حاد قد يصيب السياحة والصناعات التحويلية وقطاع الخدمات الضخم.
تركيا تدفع فاتورة مغامرات أردوغان العسكرية في سوريا وليبيا
انتشار كورونا يعمق جراح الاقتصاد التركي المتعثر

إسطنبول - تراجعت الليرة التركية الاثنين إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر/أيلول 2018 مسجلة انخفاضا حادا في ذروة أزمة متعددة الرؤوس تعاني منها تركيا بسبب التدخلات العسكرية الخارجية وتدخلات الرئيس رجب طيب أردوغان في السياسة النقدية، متجاهلا كل تحذيرات الخبراء من ركود اقتصادي شديد.  

وليس واضحا حتى الآن ما إذا كانت أنقرة ستضطر لمراجعة تدخلها العسكري في كل من سوريا وليبيا، لكن الكلفة العالية لهذه المغامرة العسكرية أثقلت في المقابل كاهل البلاد التي تئن أصلا تحت وطأة ركود اقتصادي آخذ في التفاقم.

ومع ارتفاع التكلفة المادية وتفاقم الخسائر في صفوف القوات التركية في سوريا ومقتل المزيد من المرتزقة الذين أرسلهم أردوغان للمستنقع الليبي، يسود التوتر الساحة التركية منذ فترة إلا أن الرئيس التركي لايزال يحكم قبضته الأمنية والعقابية على كل من يعارض سياساته وتدخلاته الخارجية.       

ومن المنتظر أن تمهد زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا داخل البلاد لتباطؤ اقتصادي حاد قد يصيب السياحة والصناعات التحويلية وقطاع الخدمات الضخم.

وبحلول الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش، بلغت الليرة 6.5985 مقابل الدولار، منخفضة من 6.5480 يوم الجمعة ومتجهة لسادس هبوط في آخر ثماني جلسات. وفقدت العملة التركية حوالي عشرة بالمئة منذ بداية العام وهو ما يتماشى مع خسائر 2019 الذي اتسم بالتقلب.

وبلغ عدد الوفيات في تركيا جراء فيروس كورونا 30 حالة حتى أمس الأحد مع تأكد 1236 إصابة. وأوقفت السلطات الرحلات الجوية إلى نحو 70 بلدا وأغلقت مدارس ومقاه وحانات وعلقت صلاة الجماعة وأرجأت مباريات ومناسبات رياضية.

وقال متعامل في سوق العملات "النزوح العالمي من المخاطر والاتجاه صوب الدولار قوي للغاية بسبب فيروس كورونا. نحن أيضا لا يمكننا تحديد متى ينتهي ذلك"، مشيرا إلى تكبد بعض عملات الأسواق الناشئة الأخرى مثلي خسائر الليرة.

ودفعت أزمة عملة بلغت أوجها في أغسطس/آب 2018 الاقتصاد التركي للركود، لكنه تعافى بقوة في الجزء الأخير من العام الماضي. وفقدت الليرة في المجمل 36 بالمئة من قيمتها في العامين الأخيرين.

ووجه انتشار فيروس كورونا ضربة موجعة للاقتصاد التركي ومن ضمنه واحد من أهم قطاعاته هو قطاع الطيران، حيث قال إلكر أيجي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية أمس الأحد إن 85 بالمئة من طائرات نقل الركاب التابعة للخطوط التركية غير مستخدمة حاليا، بعد أن اضطرت السلطات إلى حظر الرحلات الجوية مع أكثر من 60 بلدا بسبب تفشي فيروس كوفيد 19.

ونقل تلفزيون 'سي ان ان ترك' عن أيجي قوله إنه تقرر منع من تزيد أعمارهم عن 65 عاما من السفر على رحلات الخطوط التركية بعد أن فرضت أنقرة يوم السبت حظر تجول على مواطنيها من كبار السن.