انهيار في إمدادات النفط الفنزويلي ينذر بشحّ في المعروض

منظمة الدول المصدرة للنفط تعلن أن كاراكاس أبلغتها بأنها ضخت 960 ألف برميل يوميا في مارس بانخفاض نحو 500 ألف برميل يوميا عن فبراير وهو انخفاض قياسي من شأنه أن يدفع تحالف 'أوبك +' لمراجعة اتفاق خفض الإنتاج.  

روسيا عازمة على زيادة إنتاجها رغم اتفاق الخفض مع أوبك
اجتماع حاسم لأوبك في يونيو يحدد مصير اتفاق خفض الإنتاج
العقوبات الأميركية هوت بإنتاج فنزويلا النفطي إلى أدنى مستوى

لندن - أبلغت فنزويلا منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن إنتاجها النفطي انخفض إلى مستوى متدن جديد لم يشهده منذ فترة طويلة في الشهر الماضي بسبب العقوبات الأميركية وانقطاع الكهرباء، مما يعزز تأثير تخفيضات الإنتاج العالمية ويزيد من شح المعروض.

وساهمت تخفيضات الإنتاج من منظمة أوبك وشركائها بقيادة روسيا إلى جانب تخفيضات غير طوعية من فنزويلا وإيران في صعود أسعار الخام 32 بالمئة هذا العام، مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط على المنظمة لتقليص جهود دعم السوق.

وفي تقريرها الشهري الصادر اليوم الأربعاء، قالت أوبك إن فنزويلا أبلغت المنظمة أنها ضخت 960 ألف برميل يوميا في مارس/آذار بانخفاض نحو 500 ألف برميل يوميا عن فبراير/شباط.

ويمكن أن تزيد البيانات الجدل داخل ما يطلق عليه تحالف 'أوبك+' بشأن ما إذا كان سيبقي على تخفيضات الإنتاج بعد يونيو/حزيران، فيما كان مسؤول روسي قد أشار هذا الأسبوع إلى أن موسكو تريد ضخ كميات إضافية في حين تقول أوبك إن القيود يجب أن تستمر.

وتخفض أوبك وروسيا ومنتجون آخرون من خارج المنظمة الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا من أول يناير/كانون الثاني ولمدة ستة أشهر. ومن المقرر أن يلتقي المنتجون يومي 25 و26 يونيو/حزيران لأخذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيمددون الاتفاق.

وأشار كيريل ديمترييف أحد كبار المسؤولين الروس الذين دعموا الاتفاق مع أوبك يوم الاثنين الماضي إلى أن روسيا تريد رفع الإنتاج عندما تجتمع مع أوبك في يونيو/حزيران مع تحسن الظروف في السوق وتراجع المخزونات.

وعادت أوبك وحلفاؤها إلى خفض الإنتاج في 2019، وسط قلق من أن يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي والطلب إلى تخمة جديدة في الإمدادات. وخفضت المنظمة في التقرير تقديراتها لنمو الطلب العالمي بمقدار 30 ألف برميل يوميا إلى 1.21 مليون برميل يوميا وعزت ذلك إلى تباطؤ في الاقتصادات المتقدمة.

وفي تطور من شأنه أن يهدئ مخاوف أوبك من حدوث تخمة جديدة في المعروض، قالت المنظمة إن مخزونات النفط في الدول المتقدمة انخفضت في فبراير/شباط بعد زيادة في يناير/كانون الثاني.

وتقترب أرقام إنتاج التي أعلنتها فنزويلا من التقديرات الخارجية التي تقول إن الانهيار الاقتصادي في البلاد ألحق ضررا بقطاعها النفطي أكبر مما قدرته فنزويلا.

ويهبط إنتاج فنزويلا التي كانت في الماضي من بين أكبر ثلاثة منتجين في أوبك، منذ سنوات بسبب الانهيار الاقتصادي والاضطرابات الأمنية والسياسية.

وفي مارس/آذار، انخفضت الإمدادات جراء العقوبات الأميركية على شركة النفط الحكومية الفنزويلية 'بي.دي.في.إس.إيه' التي تهدف لإقصاء الرئيس نيكولاس مادورو، إضافة إلى انقطاعات في الكهرباء.

وتم استثناء فنزويلا وإيران وليبيا من الخفض الطوعي للإنتاج بموجب اتفاق أوبك وحلفائها، نظرا لأن إنتاج الدول الثلاث قد ينخفض بأي حال من الأحوال.

ويبلع نصيب أوبك من الخفض 800 ألف برميل يوميا مقارنة مع مستويات أكتوبر/تشرين الأول 2018، وتظهر أرقام أخرى في التقرير أن المنتجين خفضوا بأكثر من المستهدف.

وتستخدم أوبك نوعان من البيانات لمراقبة إنتاجها، الأرقام التي تقدمها كل دولة عضو في المنظمة وتلك التي تكشف عنها مصادر ثانوية تشمل وسائل الإعلام المعنية بالقطاع. ويرجع هذا إلى إرث من الخلافات القديمة حول الكميات الحقيقية التي تضخها الدول.

وبشكل عام، انخفض إنتاج أوبك 534 ألف برميل يوميا إضافية إلى 30.022 مليون برميل يوميا، بحسب أرقام المصادر الثانوية. ولم يكن هذا الهبوط بقيادة فنزويلا وإنما بقيادة السعودية التي تخفض الإمدادات طوعيا بأكثر من المتفق عليه لدعم السوق.

ونتيجة لذلك، حققت الإحدى عشرة دولة الأعضاء في أوبك المشاركة في خفض الإنتاج التزاما بالخفض المتفق عليه بنسبة 155 بالمئة في مارس/آذار، لتزيد نسبة الامتثال للاتفاق عن مستواها في فبراير/شباط.