انهيار قياسي لليرة يشعل الغضب في لبنان

العملة اللبنانية تسجل انخفاضا قياسيا غير مسبوق منذ دخول البلاد دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف ملامسة عتبة عشرة آلاف ليرة مقابل الدولار.
العملة اللبنانية تفقد نحو 85 بالمئة من قيمتها في خضم أزمة هي الاسوأ في تاريخ لبنان
الحد الأدنى للأجر الشهري في لبنان اصبح يوازي نحو 68 دولارا
أكثر من نصف السكان باتوا تحت خط الفقر
محتجون يتهمون الطبقة السياسية بتجويع اللبنانيين

بيروت - أشعل انهيار قياسي في قيمة الليرة اللبنانية اليوم الثلاثاء، الغضب في الشارع اللبناني حيث قام عشرات المحتجين مساء بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة والحجارة في عدة مناطق بينها بيروت وصيدا جنوبا وطرابلس شمالا وفي بلدات في البقاع،

وهتف البعض "ثورة ثورة"، الهتاف الذي اعتادوا عليه خلال الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدها لبنان ضد الطبقة السياسية كاملة في أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وقالت متظاهرة قرب بيروت لإحدى القنوات المحلية "يدفعونا نحو التسول، يجوعوننا.. بقينا في المنزل كل الفترة الماضية ثم حصل انفجار المرفأ ولم يشكلوا حكومة.. عجزنا مع هذه الطبقة الحاكمة".

سجّلت الليرة اللبنانية الثلاثاء انخفاضا قياسيا غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام، إذ لامس سعر الصرف في مقابل الدولار عتبة العشرة آلاف في السوق السوداء.

ومنذ صيف العام 2019، على وقع الانهيار الاقتصادي الأسوأ في لبنان منذ عقود، بدأت الليرة تتراجع تدريجا أمام الدولار تزامنا مع أزمة سيولة حادة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار. ولا يزال سعر الصرف الرسمي يساوي 1507 للدولار.

ما يحصل في السوق سوداء جنون

وقال أحد الصرافين إن سعر الصرف في السوق السوداء تراوح الثلاثاء بين 9900 وعشرة آلاف.

ولخّص آخر الوضع بالقول "ما يحصل في السوق سوداء جنون".

وكان سعر صرف الليرة انخفض إلى 9800 خلال الصيف، قبل أن يعاود الارتفاع تدريجياً. وحافظ خلال الأسابيع الماضية على معدل يتراوح بين ثمانية آلاف و8500 للدولار.

ويأتي الانخفاض القياسي في سعر الصرف الثلاثاء غداة إعلان مصرف لبنان بدء مراجعة أوضاع البنوك بعد انتهاء مهلة حددها لها من أجل زيادة رأسمالها، ضمن خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي.

وطلب المصرف المركزي في تعميم صيف 2020 من المصارف زيادة رأسمالها بنسبة عشرين في المئة بحلول نهاية شباط/فبراير. كما طلب منها تكوين حساب خارجي حر من أي التزامات لدى بنوك المراسلة في الخارج لا يقل عن ثلاثة في المئة من مجموع الودائع بالعملات الأجنبية.

وفي حال عدم التزام المصارف بتلك المعايير، فتصبح أسهمها ملكاً لمصرف لبنان.

لا سياسات لوقف الانهيار!

وذكرت صحيفة "الأخبار" المحلية الثلاثاء أن تسارع انهيار الليرة يعود إلى مجموعة عوامل "على رأسها سحب المصارف لمبالغ كبيرة جداً من الدولارات من السوق".

وتصدر وسم "دولار" موقع تويتر في لبنان. وسخر كثيرون من انخفاض سعر الصرف في بلد يشهد شللاً سياسياً منذ استقالة الحكومة بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس. ولم تتمكن القوى السياسية حتى الآن من الاتفاق على شكل الحكومة الجديدة التي كُلف رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري تشكيلها.

وغرّدت الباحثة في مركز كارنيغي مهى يحيى "في هذه الأثناء تنهار ليرة لبنان أكثر فيما الجمود السياسي مستمر ولا سياسات لوقف الانهيار! دعم الفقراء اللبنانيين المثقلين بالتضخم لا يكفي".

وينعكس الانخفاض في قيمة العملة المحلية على أسعار السلع والمواد الغذائية وكل ما يتم استيراده من الخارج. وقد ارتفعت أسعار السلع بنسبة 144 في المئة، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي.

وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.