اهمية الديمقراطية في الإدارة الداخلية للحزب

قواعد الانضباط الحزبي أساس في نجاح الحزب الديمقراطي الكردستاني.

الاحزاب تمثل عنصرا مهما من عناصر الديمقراطية فلا بد من وجود المبادئ والمؤسسات والآليات التي يلزم وجود حد أدنى منها في الحزب حتى يكتسب صفة الديمقراطية.

ومفهوم الديمقراطية داخل الحزب واسع يدعو الى اساليب مشاركة أعضاء الحزب في المناقشات الداخلية واتخاذ القرارات وتحديد سياسات الحزب.

والحزب الذي يؤمن بهذه الاجراءات الديمقراطية ينجح في اختيار مرشحين اكثر كفاءة وقبولا لدى المواطنين وبالتالي تحقق نجاحا انتخابيا وتعزز الثقافة الديمقراطية في المجتمع.

ويعد انتخاب رئيس الحزب هام جدا في تحديد مسار الحزب وتأثيره وصورته في المجتمع عند إجراء انتخابات العامة، بمعنى آخر ان منصب رئيس الحزب له تأثير كبير على اداء وشعبية الحزب.

قد يطرح تساؤل عن مدى تأثير الديموقراطية داخل الحزب على وحدة الحزب وكفاءته؟ اذ لا يجوز ان تنفق الجهود بعد التنافس في وقت المؤتمر الحزبي إلا على الأولويات الأساسية للنجاح الانتخابي والحكومي. بمعنى اخر ان يشكل الحزب بعد المؤتمر جبهة موحدة امام الناخبين والاحزاب المعارضة وان يقوم الحزب بدور الجسر لملئ الفجوة بين المواطنين والحكومة. ومن الجدير بالقول وجود صعوبة في اختيار نموذج محدد للديموقراطية الداخلية على الاحزاب فليس هناك مقياس واحد يناسب كل الاحزاب وان كيفية الإدارة الداخلية للحزب يعود الى وضع وظروف النظام السياسي والمجتمعي.

وعن نجاح الحزب الديمقراطي الكردستاني في الانتخابات العامة واليوم في الانتخابات الداخلية للحزب يعود بالدرجة الاولى الى وجود قواعد للانضباط الحزبي والذي بدوره عزز لحمة الحزب وتمسكه الامر الذي يستبعد وجود اي نزاع او انشقاقات داخلية.

ومن الجدير بالذكر ان الأحزاب الكردستانية نشأت في ظروف غياب الديمقراطية في الدولة وجاءت نشأتها كحاجة وطنية واجتماعية ملحة وحصلت على مساندة وإجماع اغلب الشعب الكردي وعلى أهدافها كالديمقراطية ومقاومة الاستبداد والإقصاء والإهمال الذي تعرض له الشعب كله، واعتمدت هذه الاحزاب على قيادات تاريخية وزعامات اجتماعية.

وارى ان الاحزاب العريقة كالحزب الديمقراطي لها دور مهم وحيوي اساسي في الحياة السياسية والاجتماعية. وهنا سؤال يفرض نفسه: هل ان تطبيق النظرية الديموقراطية يعتبر معيارا للحزب ليحتل موقعا مؤثرا؟