ايادي واشنطن وطالبان على الزناد بعد اتفاق تاريخي

الجيش الأميركي يشن غارة جوية على عناصر طالبان للمرة الاولى منذ قرابة الاسبوعين ردا على هجمات نفذتها الحركة المتمردة على القوات الأفغانية.

كابول - شن الجيش الأميركي الأربعاء غارة جوية استهدفت مقاتلي طالبان للمرة الأولى منذ 11 يوما ردا على هجمات نفذتها الحركة المتمردة على القوات الأفغانية في ولاية هلمند الواقعة جنوبا، وفق ما أعلن متحدث عسكري أميركي.
وكتب المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان سوني ليغيت على تويتر "شنت الولايات المتحدة ضربة جوية في 4 آذار/مارس ضد مقاتلي طالبان في نهري سراج بولاية هلمند، والذين كانوا يهاجمون قوات الأمن الأفغانية".
وأضاف "نحن ملتزمون في سبيل السلام لكن لدينا مسؤولية الدفاع عن شركائنا الأفغان".
وتابع "في يوم 3 آذار/مارس لوحده، أطلقت طالبان 43 هجوما ضد نقاط تفتيش تابعة للقوات الأفغانية في هلمند" المحافظة الجنوبية التي تعتبر احد أبرز معاقلها.
وذكر بانه اذا كان المتمردون يقولون "إنهم يقاتلون من أجل تحرير أفغانستان من القوات الدولية، فان اتفاق 29 شباط/فبراير يحدد انسحابا يستند على أساس عدة شروط" يجب ان يلتزموا بها.
وقتل 20 جنديا وشرطيا أفغانيا على الأقل في سلسلة هجمات لطالبان ليلا، وفق ما أكد مسؤولون حكوميون الأربعاء، وذلك بعد ساعات على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أجرى محادثة "جيدة جدا" مع زعيم الحركة المتمردة.
وقال صفي الله أميري عضو مجلس ولاية قندوز إن "مقاتلي طالبان هاجموا ثلاثة مواقع للجيش على الأقل في منطقة إمام صاحب في قندوز الليلة الماضية وقتلوا 10 جنود وأربعة شرطيين على الأقل". كما هاجم المتمردون الشرطة في ولاية أوروزغان (وسط) ليل الثلاثاء وأكد المتحدث باسم الحاكم زرقاي عبادي "قتل ستة شرطيين وأصيب سبعة بجروح".

اتفاق بين اميركا وطالبان يظل هشا
اتفاق بين اميركا وطالبان يظل هشا

وقد وقع الأميركيون وحركة طالبان السبت في الدوحة اتفاقا تاريخيا تعهدت بموجبه واشنطن بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرا مقابل ضمانات من حركة طالبان.
لكن خلافات ظهرت حول بند تبادل الأسرى أثارت تساؤلات عما إذا كانت المفاوضات بين كابول وحركة طالبان ستنطلق.
ويتضمن الاتفاق التزاما بتبادل خمسة آلاف سجين من طالبان تحتجزهم الحكومة الأفغانية مقابل ألف أسير وهو أمر اعتبره المسلحون شرطا مسبقا للمحادثات، لكن الرئيس أشرف غني رفض أن يقوم بذلك قبل بدء المفاوضات.
وتابع الكولونيل ليغيت على تويتر أن "قادة طالبان وعدوا المجموعة الدولية بانهم سيحدون من العنف وليس بزيادة الهجمات".
وتشير هذه التطورات الى هشاشة الاتفاق الذي وقع برعاية قطرية خاصة وان المشاورات تعطلت في السابق مرات عديدة بفعل هجمات تورطت فيها طالبان في مواجهة القوات الاميركية.
ومنذ توقيع الاتفاق لم تتوقف طالبان عن ادعاء "الانتصار" على الولايات المتحدة. وشنت أكثر من 12 هجوما على قواعد للجيش الأفغاني منذ إنهاء الهدنة المحدودة.