الحوثيون يتجاهلون تحذيرات واشنطن باستهداف ناقلة في البحر الأحمر
واشنطن - قال الجيش الأميركي في بيان إن صاروخ كروز مضادا للسفن أطلق من منطقة يمنية يسيطر عليها الحوثيون أصاب ناقلة تجارية، مما تسبب في حريق وأضرار لكن لم تقع خسائر بشرية فيما يأتي الهجوم بعد يومين من تهديد وزير الخارجية انتوني بلينكن باللجوء الى عملية عسكرية لردع الحوثيين عن تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
واوضح مسؤول أميركي إن الهجوم على الناقلة ستريندا وقع على بعد حوالي 60 ميلا بحريا (111 كيلومترا) من شمال مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن في حوالي الساعة 2100 بتوقيت غرينتش. فيما أكد مسؤول ثان إن ستريندا تحركت دون مساعدة في الساعات التي أعقبت الهجوم.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تشرف على القوات الأميركية بالشرق الأوسط في بيان نُشر على منصة التواصل الاجتماعي إكس "لم تكن هناك سفن أميركية في الجوار وقت الهجوم، لكن (المدمرة البحرية الأميركية) ماسون استجابت لنداء استغاثة إم/تي ستريندا وتقوم حاليا بتقديم المساعدة".
وترفع ناقلة الكيماويات علم النرويج، ولم يتسن التواصل حتى الآن مع الشركة النرويجية التي تملكها موينكل كيميكال تانكرز أو شركة هاسنا تانكرز التي تشغلها للتعليق خارج ساعات العمل.
وقد كشفت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء أن السفينة النرويجية التي اعترضت الحوثيين مسارها في البحر الأحمر، "كان من المقرر أن تصل ميناء أسدود (جنوب إسرائيل) مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل".
من جانبه قال مكتب التجارة البحري البريطاني في منشور على إكس في وقت مبكر من يوم الثلاثاء إنه تلقى تقريرا عن كيان يعلن نفسه على أنه البحرية اليمنية ويأمر سفينة بتغيير مسارها إلى ميناء يمني.
وقالت خدمة التتبع تانكر تراكرز على إكس إنها تشتبه في أن السفينة "ناقلة نفط محملة ومتجهة شمالا".
وافاد المكتب في وقت سابق من يوم الثلاثاء إنه تلقى بلاغا عن نشوب حريق على سفينة بالقرب من مضيق باب المندب غرب ميناء المخا في اليمن. وأشارت التقارير إلى سلامة الطاقم، حسبما جاء في منشور على إكس.
وأكد ميناء أسدود الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إن الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على السفن التجارية تمثل تهديدا لطرق الشحن العالمية وحركة النقل البحري إلى إسرائيل رغم عدم وجود تأثير مباشر لها على سير العمل بالموانئ.
وقال في بيان "نؤكد أننا نبذل قصارى جهدنا من أجل... الحفاظ على الطرق مفتوحة إلى إسرائيل رغم تحديات الحرب".
أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية الثلاثاء أن سفينة فرنسية كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر أسقطت الاثنين مسيّرة كانت تهدد الناقلة النرويجية مضيفة في بيان أن الفرقاطة "لانغدوك" متعدّدة المهام "اعترضت ودمرت مسيّرة كانت تهدد بشكل مباشر ستريندا" ثم "تموضعت لحماية الناقلة، وحالت دون محاولة اختطاف السفينة".
وقالت شركة موينكل للشحن البحري اليوم الثلاثاء إن ناقلة الكيماويات ستريندا التي تعرضت لهجوم قبالة سواحل اليمن وقع الاختيار عليها مبدئيا من شركات مستأجرة لنقل شحنة من ميناء أسدود الإسرائيلي في يناير كانون الثاني عام 2024.
وأضافت الشركة في بيان "بناء على توصية مستشارينا الأمنيين، تقرر حجب هذه المعلومات حتى تصل السفينة وطاقمها إلى المياه الآمنة".
واعلن بلينكن في حوار مع قناة "ابي ي نيوز" الاحد أن واشنطن فرضت عقوبات على الحوثيين تستهدف أفراداً وكيانات في اليمن ودول أخرى، مؤكداً أن بلاده "ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية جنودها ومواطنيها وكذلك النقل البحري" دون أن يستبعد خيار التحرك العسكري.
وبدورها هددت اسرائيل باستخدام القوة ضد الحوثيين لردعهم عن شن هجمات ضدهم حيث لوّح أوفير جندلمان متحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بـ"استخدام القوة" في التعامل مع ما أسماه "تهديد" الحوثيين في اليمن.
وقال في مؤتمر صحفي "بشأن هجمات الحوثيين على سفن شحن دولية، فإن هذه الهجمات تشكل تهديدا على التجارة الدولية وعلى إسرائيل وسيتم التعامل مع هذا التهديد بالقوة".ولم يدل جندلمان بمزيد من المعلومات بشأن كيفية "التعامل بالقوة" مع هجمات الحوثيين
وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي افاد السبت بأن الدولة العبرية ستقوم بالرد عسكريا على هجمات المتمردين في اليمن إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ضدهم.
ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مدير عام ميناء إيلات على البحر الأحمر جدعون جولبر إن ثمانين إلى خمسة وثمانين في المئة من أرباح ميناء ايلات تأتي من استيراد السيارات وتهديدات الحوثيين تسببت في عرقلتها.
وكشف ان هجمات المتمردين في اليمن أدت إلى خسارة الميناء بنحو أربعة عشر ألف سيارة منذ منتصف الشهر الماضي وحتى اليوم.
كما كشف إعلام عبري الثلاثاء أن إعادة توجيه مسار السفن المرتبطة بإسرائيل بعيدا عن مضيق باب المندب، يعني مسافة إضافية ستتحملها السفن تبلغ 13 ألف كيلومتر.
وتواجه السفن المرتبطة بإسرائيل تكاليف إضافية مرتبطة بإعادة توجيه مسارها بعيدا عن مضيق باب المندب، الذي يشهد هجمات تنفذها جماعة الحوثي اليمنية، على كل رحلة بحرية ترتبط بإسرائيل.
وذكرت صحيفة "غلوبس" المختصة بالاقتصاد الإسرائيلي، في تقرير، أن العديد من شركات الشحن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى إسرائيل، أعادت توجيه مساراتها حول إفريقيا، وهو "ما أضاف 13 ألف كيلومتر".
واتخذت عديد شركات الشحن القادمة لإسرائيل، مسار رأس الرجاء الصالح جنوبي "جنوب إفريقيا" ومنها إلى مضيق جبل طارق، وصولا إلى الموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط. كما اتخذت عديد السفن المغادرة والمتجهة إلى آسيا، ذات المسار العكسي، عبر مضيق جبل طارق ثم إلى رأس الرجاء الصالح.
وأشارت الصحيفة أن هذه المسافة تعني عدة أسابيع من تأخير تسليم الشحنات، "بالإضافة إلى تكاليف الإبحار الإضافية، وبالتالي ارتفاعات على أسعار هذه الشحنات".
وتدخلت الجماعة المتحالفة مع إيران في الصراع الذي تسربت تبعاته في أنحاء الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إذ هاجمت سفنا في ممرات ملاحية حيوية وأطلقت طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل نفسها.
وقال الحوثيون يوم السبت إنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، بغض النظر عن جنسياتها، وحذروا جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وأظهرت بيانات من شركة كبلر لتتبع السفن أن ستريندا تحمل زيوتا نباتيا ووقودا حيويا من ماليزيا، وكانت متجهة إلى البندقية في إيطاليا. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت ستريندا لها أي علاقات مع إسرائيل.
وتقول الجماعة، التي تحكم معظم مناطق اليمن، إن هجماتها هي إظهار الدعم للفلسطينيين وتعهدت بمواصلتها حتى توقف إسرائيل هجومها على قطاع غزة الواقع على بعد أكثر من ألف ميل من صنعاء.
والحوثيون هم إحدى جماعات عدة في "محور المقاومة" المتحالف مع إيران والذي يستهدف أهدافا إسرائيلية وأمريكية منذ أن هاجمت حركة حماس إسرائيل.
وخلال الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول، تعرضت ثلاث سفن تجارية لهجوم في المياه الدولية، مما دفع مدمرة تابعة للبحرية الأميركية إلى التدخل.
كما استولوا الشهر الماضي على سفينة شحن ذات ملكية بريطانية وكانت لها صلات بشركة إسرائيلية.
وأدانت الولايات المتحدة وبريطانيا الهجمات على السفن وألقتا باللوم على إيران لدورها في دعم الحوثيين. وتقول طهران إن حلفاءها يتخذون قراراتهم بشكل مستقل. وطالبت السعودية الولايات المتحدة بضبط النفس في الرد على الهجمات.