ايران تحرض ثم تتبرأ من تبعات استهداف الاميركيين في العراق

المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، يدعي أن بلاده غير متورطة في الهجمات الأخيرة على القواعد الأميركية في العراق في وقت تشير فيه كل الدلائل لمسؤولية المجموعات المرتبطة بطهران.
المندوب الإيراني يحاول تحميل الولايات المتحدة تبعات التوتر الأخير والتصعيد في المنطقة
تصريحات المسؤولين الايرانيين وتهديداتهم المتكررة للتواجد الاميركي شاهدة على حجم التدخل في العراق

نيويورك - رغم التهديدات التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون سواء السياسيون أو العسكريون باستهداف المصالح الأميركية في كل مكان وليس في العراق ثأرا لمقتل كل من الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني او عالمها النووي فخري زاده تتنصل طهران اليوم من هجمات الميليشيات.
وفي هذا الصدد قال المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي ان بلاده غير متورطة في الهجمات الأخيرة على القواعد الأميركية في العراق لكنه في نفس الوقت اتهم القوات الأميركية بانتهاك القانون الدولي بسبب الضربات الجوية التي تستهدف الفصائل الموالية لإيران في المنطقة وخاصة العراق.
ويأتي رد المندوب الايراني ردا على الاتهامات التي وجهها المندوب الأميركي الذي حمل طهران مسؤولية دعم هجمات المجموعات المسلحة غير الحكومية في العراق.
وقال المندوب الإيراني وفق ما نقلته روسيا اليوم "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تشارك، بشكل مباشر أو غير مباشر، في أي هجوم مسلح من قبل أي كيان أو فرد، ضد الولايات المتحدة في العراق، وعليه فإننا نرفض أي مزاعم بأن إيران شاركت، صراحة أو ضمنا، في هجوم على القوات الأميركية في العراق، وإن مثل هذه التهم لا أساس لها على الإطلاق، وليس لها أية اعتبار قانوني، وباطلة ".
وحاول المندوب الإيراني تحميل الولايات المتحدة تبعات التوتر الأخير والتصعيد في المنطقة بالحديث عن تورط واشنطن في الهجمات التي طالت مسلحين قرب الحدود السورية في 25 فبراير/شباط الماضي.
ويظهر جليا أن إيران مستمرة في سياسة المناورة اد لطالما شن مسؤولون رفيعون انتقادات ضد واشنطن بل إن المرشد الأعلى علي خامنئي وجه تهديدات صريحة للقوات الأميركية ليس في العراق وحسب ولكن في منطقة الخليج برمتها.
وكان ابرز تهديد أطلقته قيادات عسكرية حيث أفاد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني محمد صالح جوكار إن الصواريخ الإيرانية يمكنها الوصول للسفن الحربية الأميركية في الخليج في خضم الأزمة فترة الرئيس السابق دونالد ترامب سنة 2019 وهو ما اثار تكهنات حينها بامكانية اندلاع حرب مدمرة.
كما هدد السفير الإيراني ايراج مسجدي في مرات عديدة القوات الأميركية في العراق داعيا الى سحبها وهو ما أثار انتقادات كبيرة من قبل مسؤولين عراقيين وقوى سياسية مناهضة للتدخل الإيراني في العراق لكن المجموعات المسلحة المرتبطة بطهران والتي ينتمي كثير منها الى الحشد الشعبي لا تزال تنفذ المخططات الايرانية بل وتقوم بعروض عسكرية في شوارع العراق رافعة اعلام المسؤولين الايرانيين وصورهم.
ورغم كل الدلائل التي تشير الى تحريض ايراني على استهداف القوات الأميركية وسفارة واشنطن في المنطقة الخضراء عبر اذرعها لكن طهران لا تزال تعاند في مشهد سريالي يكشف حجم الألاعيب الايرانية التي لم تعد خافية على المجتمع الدولي.
وتريد ايران الضغط على إدارة بايدن لتقديم تنازلات فيما يتعلق بالملف النووي كما انها ترفض العودة الى الاتفاق لسنة 2015 دون رفع العقوبات وهو لا يزال غير مطروح من الجانب الأميركي.