ايران تخترق حدود التخصيب وتهدد بانتهاكات أخرى للاتفاق النووي

روحاني يطلق رسميا المرحلة الثانية من 'خطة خفض التعهدات' المتعلقة بتخصيب اليورانيوم الى نسب أعلى من الحدود المتفق عليها في فيينا قبل اربع سنوات.

طهران - أكدت إيران الأحد أنها ستباشر خلال النهار تخصيب اليورانيوم بنسبة محظورة بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي، مهددة بالتخلي عن تعهدات أخرى "خلال ستين يوما".
وأعلن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي للصحافيين أن إيران ستستأنف "خلال ساعات" تخصيب اليورانيوم بمستوى "أعلى من 3,67%"ريثما تتم تسوية بعض التفاصيل التقنية.
ولم يكشف كمالوندي عن رقم محدد لدرجة نقاء اليورانيوم 235 التي تعتزم إيران تحقيقها من خلال عمليات التخصيب، مكتفيا بالقول إنه تلقى الأمر بالتخصيب بالقدر الذي تحتمه "حاجات" البلاد.
وأكد مستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي السبت أن حاجات بلاده الحالية من أجل "أنشطتها السلمية" تحتم تخصيب اليورانيوم بنسبة 5% لتغذية مفاعل محطتها الكهربائية الوحيدة العاملة بالطاقة النووية في بوشهر بجنوب غرب إيران.
وفي مواجهة تنديد الأسرة الدولية، تؤكد طهران أن الهدف الوحيد من قرارها هو "إنقاذ" الاتفاق النووي الموقع في تموز/يوليو 2015 في فيينا.
وقرار استئناف تخصيب اليورانيوم بمستوى محظور هو أحد عناصر الرد الإيراني على القرار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أيار/مايو 2018 بالانسحاب من الاتفاق بشكل أحادي وإعادة فرض العقوبات الأميركية التي رفعت عن طهران بموجبه.
وأمهل نائب وزير الخارجية عباس عراقجي شركاء إيران في الاتفاق النووي "ستين يوما" للتوصل إلى "حل" يلبي مطالب بلاده، "وإلا سنطلق المرحلة الثالثة" من خطة خفض التعهدات.
وتتعلق مطالب إيران بشكل أساسي بتمكينها من مواصلة بيع إنتاجها النفطي ومزاولة التجارة مع الخارج بالالتفاف على العقوبات الأميركية.
ولم يوضح عراقجي أي التزامات جديدة تعتزم بلاده التخلي عنها، مكتفيا بالقول أن ذلك سيكشف في الوقت "المناسب".

عراقجي: بإمكاننا التراجع في اي لحظة اذا تحققت مطالبنا
عراقجي: بإمكاننا التراجع في اي لحظة اذا تحققت مطالبنا

وأشار إلى أن بإمكان إيران الرجوع في أي لحظة عن تدابيرها في حال تحقيق مطالبها.
وتم توقيع اتفاق فيينا بين إيران ومجموعة الست المؤلفة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) إضافة إلى ألمانيا.
وتعهدت إيران بموجب الاتفاق بعدم امتلاك السلاح النووي والحد بشكل كبير من أنشطتها النووية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي كانت تخنق اقتصادها.
وبرر ترامب خروجه من الاتفاق متهما إيران بأنها لم تتخل عن خططها لحيازة السلاح النووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، وبالتدخل في دول الشرق الأوسط.
وأدت إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران اعتبارا من آب/أغسطس 2018، إلى إبعاد الشركات الأجنبية التي عادت إلى البلد بعد 2016، وتسببت بانكماش اقتصادي كبير.
ومع تشديد العقوبات الأميركية، أعلنت طهران في 8 أيار/مايو بعد عام بالتمام على الانسحاب الأميركي، التخلي عن اثنين من التعهدات التي قطعتها في فيينا، يضعان حدا اقصى لمخزونها من المياه الثقيلة قدره 1,3 طن، ولمخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب قدره 300 كلغ.
وأرفقت طهران هذا الإعلان بتحذير يمهل شركاءها 60 يوما لمساعدتها على الالتفاف على الحظر الأميركي ولا سيما على صادراتها النفطية، وإلّا فسوف تخالف التزامين آخرين منصوص عليهما في الاتفاق.
وتسعى إيران من خلال هذه الخطوة لإحداث صدمة. فإن كان الاتفاق جيدا كما يؤكد الأوروبيون، لا بد للأطراف الآخرين أن يتخذوا التدابير اللازمة لإنقاذه.
وإزاء عدم استجابة الشركاء لمطالب بلاده، تجاهل روحاني الدعوات إلى "ضبط النفس" والتحلي بـ"المسؤولية" وأعلن الأربعاء أنه اعتبارا من 7 تموز/يوليو ستعاود بلاده تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 3,67% "بقدر ما يلزم وبحسب ما تتطلب احتياجاتنا".
وأرفقت إيران إعلانها بتحذير يمهل شركاءها ستين يوما لمساعدتها في الالتفاف على الحظر الأميركي، وإلا فسوف تبدأ بتخصيب اليورانيوم بمستوى يفوق 3,67% وتستأنف مشروع بناء مفاعل أراك العامل بالمياه الثقيلة.

إيران تجازف برفع ملفها النووي إلى مجلس الأمن المخول إعادة فرض العقوبات

وحول هذه النقطة الثانية، قال عراقجي الأحد إن إيران لن تنفذ تهديدها في الوقت الحاضر، مفضلة مشروع تحويل موقع أراك الذي نص عليه اتفاق فيينا، مشيرا إلى تحقيق "تقدم" مشجع حول هذه النقطة خلال الأشهر الأخيرة.
وبمخالفتها التزاماتها، تجازف إيران برفع ملف برنامجها النووي إلى مجلس الأمن الدولي المخول إعادة فرض العقوبات التي رفعت عنها.
ويسعى الأوروبيون والصينيون والروس لتسوية المسألة بدون إحالتها إلى مجلس الأمن، وقد حذرت طهران بأن مثل هذه الخطوة ستعني سقوط الاتفاق.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لروحاني في مكالمة هاتفية السبت عن "قلقه الشديد من مخاطر إضعاف الاتفاق" و"العواقب" التي ستترتب على ذلك، بحسب ما أفاد بيان للإليزيه.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إعلان إيران بأنها ستزيد مستوى تخصيبها لليورانيوم بأنه خطوة "بالغة الخطورة".
واضاف في تصريحات علنية لمجلس الوزراء "تلك خطوة بالغة الخطورة. انتهكت إيران تعهدها الرسمي بموجب (قرارات) مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعدم تخصيب اليورانيوم بما يتخطى مستوى معينا".
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أنها أخذت علما بإعلان إيران الأخير.
وأفادت الوكالة المكلفة التثبت من التزام إيران بالتزاماتها، في بيان "سيرفع مفتشونا تقريرا إلى مقرنا ما إن يتثبتوا" من واقع هذا القرار.
وقال كمالوندي أن المفتشين الدوليين سيتثبتون منذ صباح الإثنين من أن إيران تخصب بنسبة أعلى من 3,67%.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد اجتماع طارئ في 10 تموز/يوليو بطلب من الولايات المتحدة لبحث انتهاك إيران لبنود الاتفاق.
ويرتقب رد الفعل الأميركي بقلق وسط التصعيد العسكري بين واشنطن وطهران في الخليج.
وحذر ترامب الأربعاء على تويتر موجها كلامه للإيرانيين "يجدر توخي الحذر في إطلاق التهديدات، فقد تنقلب عليكم كما لم تنقلب على أحد من قبل!".