
ايران تستعرض قوتها في هرمز وسوريا
طهران – قال قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، إن إيران تسيطر تماما على الخليج ومضيق هرمز، في إعلان تسعى من وراءه طهران للتلويح بكارت إغلاق المضيق كرد على ضغط العقوبات الأميركية التي من المرجح أن تستهدف قريبا صادراتها النفطية. وبالتزامن مع اتفاق التعاون العسكري بين إيران وسوريا الذي أعلن الاثنين أيضا.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن قائد البحرية بالحرس الثوري قوله، الاثنين، إن "إيران تسيطر تماما على الخليج ومضيق هرمز".
وجاءت هده التصريحات بعد أيام من تأكيد الحرس الثوري الإيراني، إطلاقه مناورات واسعة في مياه "الخليج الفارسي".
وقال الناطق الرسمي باسم الحرس الثوري في الخامس من أغسطس آب الجاري "تم إجراء التمارين بهدف السيطرة على سلامة الممرات المائية وحماية برنامج تدريبات التقويم السنوي للحرس الثوري"، وذلك وفقا لوكالة "فارس" الإيرانية.
وسبق أن هدد مسؤولون إيرانيون بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي رئيسي لتجارة النفط، ردا على أي أعمال عدائية أميركية.
إذ أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في يوليو حزيران بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة إذا مضت واشنطن قدما في هدفها المتمثل في إجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني، في موقف أشاد قاسم سليماني قائد العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني قائلا إنه مستعد لتطبيق مثل تلك السياسة إذا لزم الأمر.

وقال سليماني آنذاك "أقبّل يدك (موجها كلامه لروحاني) للإدلاء مثل هذه التصريحات الحكيمة التي جاءت في وقتها، وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم الجمهورية الإسلامية".
وتلوح طهران بكارت إغلاق مضيق لمواجهة ضغوط العقوبات الأميركية التي بدأ سريان بعضها فيما من المنتظر أن يبدأ تطبيع العقوبات الموجهة لصادراتها النفطية في تشرين الثاني نوفمبر القادم.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في أيار/مايو انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الدولية في 2015 والذي تم بموجبه تعليق العقوبات.
وفرضت واشنطن عقوبات جديدة استهدفت صناعة السيارات الإيرانية وتجارة الذهب والمعادن الثمينة ومشتريات طهران من الدولار الأميركي ودخلت حيز التنفيذ في مطلع آب/أغسطس، فيما قال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض حزمة أخرى من العقوبات، ستكون أقوى، في نوفمبر تشرين الثاني وتستهدف مبيعات النفط والغاز اللذين يلعبان دورا أساسيا في الاقتصاد الإيراني.
وبهذا الإعلان والمناورات العسكرية التي أجراها الحرس الثوري تحاول إيران استعراض قوتها أمام العالم بهدف الضغط على الدول التي يمر نفطها من مضيق هرمز والإيهام بأن تهديدها بغلق المضيق في حال منعها من تصدير نفطها سيخرج عن دائرة الكلام ويدخل حيز التنفيذ رغم تقديرات المراقبين أن طهران لن تجرأ على هذه الخطوة.
ولم تتوقف التحركات الإيرانية في حدود المضائق، ففي خضم التوترات الكبيرة بينها وبين الولايات المتحدة التي شملت الملف السوري أيضا، أعلنت عن توسع اتفاق عسكري مع دمشق في وقت تشدد فيه واشنطن على ضرورة انسحابها من الأراضي السورية.
وأعلنت وكالة تسنيم للأنباء أن إيران وسوريا وقعتا اتفاقا للتعاون العسكري خلال اجتماع بين وزيري دفاع البلدين في دمشق.

وأضافت الوكالة أن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي بدأ زيارة تستغرق يومين إلى دمشق الأحد للقاء الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين عسكريين كبار.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الأسبوع الماضي إن على إيران سحب قواتها من سوريا.
وقال مسؤولون إيرانيون بارزون إن وجودهم العسكري في سوريا جاء بناء على دعوة من حكومة الأسد وليس لديهم أي نية فورية للخروج.
ويرى مراقبون أن إيران تحاول من جهة الخروج من عزلتها الإقليمية والعالمية بالدخول في مثل هذه الاتفاقيات لتأكيد استمرار وجودها كلاعب هام في ملف على غاية في التعقيد كالملف السوري وللرد على الطلب الأميركي بانسحابها من سوريا.
كما يرون أنها تسعى من وراء كل هذا لاستعراض قوتها أمام العالم وإظهار أن ضغوط العقوبات الأميركية لا تثنيها ولا تؤثر بالقدر المتوقع، رغم كل التقارير التي تثبت حالة الارتباك الإيرانية الكبيرة على المستوى السياسي والشعبي على خلفية فرض العقوبات وما تبعه من خروج جماعي لشركات عالمية كانت داعما أساسيا لاقتصادها.