ايران تفاجأت بالضربة الإسرائيلية في سوريا وسكتت

بعد تدمير شبه كامل للمواقع العسكرية الايرانية في سوريا، ايران باتت تدرك ان اي تصعيد جديد من طرفها يعني تنفيذ التهديد الاسرائيلي بإطاحة النظام السوري.
ضربة كبيرة للنفوذ العسكري الايراني في سوريا
لم تتأكد الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ على الجولان
الغارات الاسرائيلية ترافق الضغوط الدبلوماسية في النووي الايراني

القدس – قال الرئيس الايراني حسن روحاني ان بلاده لا تريد "توترات جديدة" بعد الغارات الاسرائيلية واسعة النطاق على المواقع العسكرية الايرانية في سوريا التي اعلنت اسرائيل انها اسفرت عن تدمير شبه كامل للقواعد الايرانية في سوريا.

وشنت اسرائيل ليل الاربعاء الخميس عشرات الغارات الجوية على أهداف قالت انها ايرانية في سوريا وذلك ردا على اطلاق صواريخ على الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان ونسبته الى ايران.

وفي حين لم تتأكد بعد الجهة المسؤولة عن اطلاق الصواريخ على الجولان، قالت اسرائيل انها اكتفت بالرد، نافية سقوط اي من الصواريخ في الهضبة السورية المحتلة.

وقال معلقون ان ايران أدركت ان اي تصعيد جديد من طرفها يعني مواجهة شاملة مع اسرائيل قد تؤدي الى اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، حليف ايران منذ عشرات السنين.

كما تترافق المواجهة العسكرية في سوريا مع تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران والذي زاد من الضغوط على الجمهورية الاسلامية لوقف تدخلاتها المباشرة في الشرق الاوسط وخصوصا سوريا واليمن ولبنان.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الهجوم الاسرائيلي كان رسالة واضحة للرئيس السوري بشار الاسد مفادها أنه إذا تحركت القوات السورية ضد إسرائيل "فسوف نتحرك ضده".

واعتبر نتانياهو  في شريط فيديو على موقع تويتر ان ايران "تجاوزت خطا احمر وردنا كان متناسبا. جيش الدفاع شن هجوما واسعا جدا ضد أهداف إيرانية في سوريا".

وأكد الجيش الاسرائيلي انه لا يسعى الى التصعيد إلا انه مستعد لكل الاحتمالات.

من جهته، أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني ان بلاده لا تريد "توترات جديدة" في المنطقة وانها "عملت على الدوام على خفض التوترات في المنطقة".

كما أعلن رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي في لشبونة ان "الهدف الاساسي من هذه الهجمات التي تدعمها الولايات المتحدة هو تحويل انتباه الرأي العام عن سلوك الرئيس الاميركي وقراره الخروج من الاتفاق" النووي الايراني.

قوات اسرائيلية على حدود سوريا وسط التوتر مع ايران
وضع قابل للتفجر

'حالة استنفار قصوى'

أسفرت الضربات الاسرائيلية على عدة مناطق في سوريا عن مقتل 23 مقاتلا على الاقل بينهم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصرا من القوات الموالية له، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.

وقال المرصد "قتل ما لا يقل عن 23 مقاتلا بينهم خمسة من قوات النظام أحدهم ضابط و 18 آخرين ما بين سوريين وغير سوريين في الغارات الاسرائيلية بعد منتصف الليل في عدة مناطق في سوريا".

بينما قالت وزارة الدفاع الروسية ان الجيش الاسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلاً على مواقع في سوريا، موضحة ان الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ.

وقالت الوزارة ان هذه الضربات جرت في 10 أيار/مايو بين الساعة 1:45 و3:45 بالتوقيت المحلي "بذريعة الرد على إطلاق نار استهدف مواقع إسرائيلية في الجولان" واستهدفت "مواقع للقوات الإيرانية ومواقع على صلة بمنظومة الدفاع الجوي السوري في منطقة دمشق وفي جنوب سوريا".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء انه طلب من السلطات في هضبة الجولان المحتلة فتح وتحضير الملاجئ المضادة للصواريخ بسبب "انشطة غير مألوفة للقوات الايرانية في سوريا". وقال إنه "تم نشر منظومات دفاعية كما ان القوات الاسرائيلية في حالة استنفار قصوى في مواجهة خطر هجوم".

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت اسرائيل مرارا أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا، لكن الاستهداف طال مؤخراً مواقع يتواجد فيها ايرانيون.

ويقاتل في سوريا منذ سنوات مقاتلون ايرانيون ومن حزب الله اللبناني الى جانب الجيش السوري وساهموا في تغيير المعادلة على الارض لصالحه.

ولطالما كررت اسرائيل أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا.