ايران تلعب ورقة اليورانيوم بانتظار بايدن

الولايات المتحدة تصف استئناف تخصيب اليورانيوم في ايران الى 20 بالمئة بالابتزاز النووي، ونتانياهو 'لن يسمح ابدا' لايران بإنتاج السلاح النووي.
أكبر انتهاك ايراني للاتفاق النووي بموازاة التصعيد مع واشنطن
المفوضية الأوروبية: ابتعاد كبير عن التزامات ايران

دبي - قالت الحكومة الإيرانية الاثنين إنها استأنفت تخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء نسبته 20 بالمئة في منشأة نووية تحت الأرض، في تحرك ينتهك الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى وربما يعقد جهود الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن لمعاودة الانضمام إلى الاتفاق.
وقال بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل إن الخطوة تهدف إلى تطوير أسلحة نووية وإن إسرائيل لن تسمح لطهران بذلك.
ويتزامن قرار التخصيب، وهو أحدث انتهاك إيراني للاتفاق، مع تصاعد التوتر بين طهران والولايات المتحدة في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس دونالد ترامب.
وبدأت طهران تقليص التزامها بالاتفاق في 2019 ردا على انسحاب ترامب منه في 2018 ومعاودة فرض العقوبات الاميركية التي رُفعت بموجبه.
وكان الهدف الرئيسي للاتفاق هو تمديد الوقت الذي ستحتاجه إيران لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية، إذا اختارت ذلك، إلى عام على الأقل بدلا من شهرين أو ثلاثة أشهر تقريبا. كما رفع الاتفاق العقوبات الدولية عن طهران.
واعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي في تصريحات للتلفزيون الرسمي بثت الثلاثاء "قرابة الساعة السابعة (من مساء الإثنين، 15:30 تغ)، بلغنا مستوى 20 بالمئة".
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الاثنين أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الجبلي إلى درجة نقاء تبلغ 20 بالمئة.
وقالت الوكالة في بيان بشأن تقرير أُرسل إلى الدول الأعضاء فيها بعد ظهر الاثنين "إيران بدأت اليوم ضخ اليورانيوم-235 المخصب بالفعل حتى 4.1 في المئة في ست مجموعات من أجهزة الطرد المركزي في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم من أجل رفع مستوى التخصيب إلى 20 في المئة".
وكانت هذه الخطوة واحدة من خطوات عديدة ورد ذكرها في قانون أقره البرلمان الإيراني الشهر الماضي ردا على مقتل أكبر عالم نووي في البلاد، والذي حملت طهران المسؤولية فيه لإسرائيل.
وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر يقول "يمكننا العدول عن إجراءاتنا تماما عندما يتحقق الالتزام الكامل من الجميع (الموقعين على الاتفاق)".
وتقول إيران انها يمكنها التراجع سريعا عن انتهاكاتها إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة عليها. وقال بايدن، الذي سيتولى السلطة يوم 20 يناير/كانون الثاني، إن الولايات المتحدة ستعود للاتفاق إذا التزمت به إيران بالكامل.
وقد تعرقل الخطوة الإيرانية بدرجة أكبر جهود إنقاذ الاتفاق، إذ أن انتهاكاتها أقلقت على نحو متزايد أطرافا أخرى موقعة عليه، مما دفعها إلى حث طهران على التصرف بمسؤولية.
لكنها قد تكون أيضا تجمع أوراقا للمساومة يمكن التفاوض عليها في محادثات مع إدارة بايدن.
وانتقدت الولايات المتحدة إعلان إيران، قائلة إن ذلك من أشكال "الابتزاز النووي".
وقال متحدث باسم وزارة باسم الخارجية الاميركية "تخصيب إيران لليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة في فوردو محاولة واضحة لتعزيز حملتها للابتزاز النووي، وهي محاولة مآلها الفشل المستمر".
وفي بروكسل، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية "الخطوة، إذا تأكدت، ستشكل ابتعادا كبيرا عن التزامات إيران".
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأول من يناير/كانون الثاني إن طهران أبلغتها بأنها تخطط لاستئناف التخصيب بنسبة تصل إلى 20 بالمئة في موقع فوردو الذي يقع في بطن جبل.
وكانت إيران قد انتهكت في وقت سابق الحد الأقصى لنقاء اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق وهو 3.67 في المئة، لكنها رفعت التخصيب إلى 4.5 في المئة فقط في ذلك الحين، أي أقل بكثير من مستوى 20 في المئة و90 في المئة وهو مستوى النقاء اللازم لصنع أسلحة.
وتعتقد وكالات المخابرات الاميركية ووكالة الطاقة الذرية أن إيران كان لديها برنامج أسلحة نووية سري ومنسق أوقفته عام 2003. 
وفي بيان من القدس، قال نتانياهو إنه لا يمكن تفسير قرار إيران المتعلق بالتخصيب سوى أنه محاولة "لمواصلة تنفيذ نيتها تطوير برنامج أسلحة نووية".
وتابع قائلا "لن تسمح إسرائيل أبدا لإيران بإنتاج أسلحة نووية".