ايطاليا ترد على 'عدوان' فرنسي بإرسال الشرطة إلى الحدود

وزير الداخلية الايطالي يطالب فرنسا بتوضيحات سريعة وكاملة ومقنعة بعد بث شريط مصور يظهر دورية فرنسية توغلت وراء الحدود لصد مهاجرين.

روما - نشر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني مساء الجمعة شريطا مصورا يظهر صد مهاجرين على الحدود الفرنسية مشيرا الى "عمل عدائي" محتمل فيما اعتبرت فرنسا الاجراء طبيعيا.
وأعلن سالفيني إرسال الشرطة الإيطالية للقيام بدوريات على الحدود مع فرنسا لمنع دخول مهاجرين تريد فرنسا طردهم.
ويظهر المقطع المصور الذي ترافقه مقطوعة موسيقية مؤثرة وقام بتصويره أحد سكان كلافير صباح الجمعة، سيارة تابعة للشرطة الفرنسية يترجل منها ثلاثة أشخاص قبل ان تعود أدراجها نحو فرنسا الواقعة على بعد عشرات الأمتار.
وعلق الوزير على الشريط عبر شبكات التواصل الاجتماعي "لا يمكن تصديق ذلك، يجب بثه على أوسع نطاق" مضيفا "هل أخطات سيارة الشرطة الفرنسية هذه المرة أيضا الطريق؟ ماكرون! أجب".
وقال "من هم هؤلاء الأشخاص؟ من أين أتوا؟ لماذا لم يتم إعلامنا؟ سنجد أنفسنا أمام استفزاز وعمل عدائي ما لم نحصل على توضيحات سريعة وكاملة ومقنعة".

هل أخطات سيارة الشرطة الفرنسية هذه المرة أيضا الطريق؟ ماكرون! أجب".

وكتب سالفيني على مواقع التواصل الاجتماعي "ستكون لهذا التجاوز الجديد للسلطات الفرنسية تداعيات : تم إرسال سيارات دورية الى كلافيار لحراسة الحدود".
وجاء إعلانه هذا مترافقا مع صور نشرها يظهر فيها عناصر من الشرطة الايطالية يقومون بأعمال حراسة، في المكان نفسه الذي كانت سيارة للشرطة الفرنسية أنزلت فيه ثلاثة مهاجرين صباح الجمعة.
وتابع الوزير الايطالي "لا يوجد اتفاق ثنائي إيطالي فرنسي مكتوب ورسمي يتيح القيام بعمليات من هذا النوع. واذا كان (الرئيس الفرنسي ايمانويل) ماكرون يتكلم عن إجراء عادي فإن الحكومة التي كانت قبلنا هي التي تتحمل المسؤولية".
وأضاف "لقد تغيرت الأمور ولن نوافق بعد اليوم على اقتياد أجانب يعتقلون في الاراضي الفرنسية الى ايطاليا من دون أن تتمكن الشرطة الايطالية من التحقق من أوراقهم الثبوتية".
وأصدرت مديرية الشرطة الفرنسية في إقليم أعالي الألب بيانا اوضحت فيه بأنه "إجراء بعدم السماح بعبور الحدود من جميع النقاط وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الشرطة الفرنسية والشرطة الإيطالية وللقانون الأوروبي".
وأشارت المديرية الى أنه تم رفض دخول الأشخاص الثلاثة عند نقطة عبور مونجينيفر التي تبعد 500 مترا وتم إبلاغ مركز الشرطة في باردونيتشا القريبة".
ويتم رصد وترحيل آلاف المهاجرين الذين يحاولون العبور الى فرنسا، سنويا. وتعد عمليات الترحيل هذه إجراءً منفصلاً عن مئات طلبات اللجوء التي تقوم فرنسا سنويا برفضها وإعادة أصحابها إلى إيطاليا بموجب اتفاقية دبلن التي تنص على تقديم طلب اللجوء لدى اول بلد أوروبي يتم دخوله.
وانتقد سالفيني في بداية الأسبوع توغل الشرطة الفرنسية لإيصال مهاجرين إلى منطقة غابات بالقرب من كلافير. وأقرت فرنسا بارتكابها "خطأ" موضحة أن هؤلاء العناصر لم يكونوا على دراية بالمنطقة، لكن متحدثا باسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقد كذلك "الاستغلال السياسي" الذي يقوم به سالفيني.
وتوترت العلاقات بين روما وباريس خلال الأشهر الأخيرة. وتتهم إيطاليا شركاءها الأوروبيين، وعلى رأسهم فرنسا، بأنهم يدعونها تدير وحدها أزمة الهجرة و الـ700 ألف مهاجر الذين وصلوا إلى شواطئها منذ عام 2013.