ايطاليا في المربع الذهبي لكأس اوروبا

المنتخب الايطالي يطيح بنظيره البلجيكي، ويضرب موعدا ناريًا في نصف النهائي مع الاسباني الفائز على السويسري 'المغامر' بركلات الترجيح.

ميونيخ (ألمانيا) - ضربت إيطاليا موعدًا ناريًا مع إسبانيا في نصف نهائي كأس أوروبا لكرة القدم بعدما واصلت مشوارها الرائع بإقصائها بلجيكا، الأولى عالميًا وثالثة مونديال 2018، عندما تغلبت عليها 2-1، فيما أنهى منتخب "لا روخا" بصعوبة مغامرة سويسرا بالفوز عليها 3-1 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1) الجمعة في ربع النهائي.

وستشكل المواجهة بين إيطاليا المتوجة بلقب وحيد في العرس القاري وإسبانيا المتوجة باللقب ثلاث مرات الثلاثاء المقبل على ملعب ويمبلي في لندن، إعادة لنهائي نسخة العام 2012 عندما خرجت اسبانيا بفوز ساحق برباعية نظيفة.

في المباراة الأولى على ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ، واصلت إيطاليا العلامة الكاملة في النسخة الحالية فعززت الرقم القياسي في عدد المباريات من دون هزيمة حيث رفعته إلى 32 مباراة (27 فوزا و5 تعادلات) بينها 13 فوزا متتاليا.

وتعود الخسارة الاخيرة لإيطاليا الى سقوطها امام البرتغال صفر-1 في دوري الامم في العاشر من ايلول/سبتمبر 2018.

وتقدمت إيطاليا بثنائية لنيكولو باريلا (31) ولورنتسو إينسينيي (44)، قبل أن يقلص روميلو لوكاكو الفارق (45+2 من ركلة جزاء).

إحساس رائع جدا

وعلق مدرب إيطاليا روبرتو مانشيني على إنجاز منتخب بلاده قائلا "إنه احساس رائع جدا، اعتقد اننا نستحق هذا الفوز قدمنا مباراة رائعة وكان بإمكاننا تسجيل هدف ثالث"، مضيفًا "واجهنا منتخبًا بلجيكيًا مميزًا، تقدموا في الدقائق الأخيرة ونحن دافعنا ونجحنا في الحفاظ على تفوقنا".

وأكدت إيطاليا تفوقها على بلجيكا في تاريخ مواجهات المنتخبين والتي بلغت 23 مباراة حيث فازت 15 مرة مقابل أربع هزائم ومثلها تعادلات.

في المقابل، فشلت بلجيكا، ثالثة مونديال 2018، في مشاركتها الثانية تواليا بعد خروجها من ربع النهائي عام 2016، والسادسة في تاريخها في بلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة وتكرار إنجازها عام 1980 على الاقل عندما خسرت المباراة النهائية امام ألمانيا الغربية 1-2، علما بأنها حلت ثالثة عام 1972 بخسارتها امام المجر بالنتيجة ذاتها.

وكانت ايطاليا صاحبة الأفضلية والاستحواذ في الشوط الاول لكن دون خطورة على مرمى عملاق وحامي عرين بلجيكا تيبو كورتوا، فيما اعتمدت بلجيكا على الهجمات المرتدة وكانت قريبة أكثر من مرة من التسجيل لولا تألق حارس مرمى إيطاليا جانلويجي دوناروما في التصدي لمحاولتين لدي بروين واخرى للوكاكو.

ونجحت إيطاليا في استغلال خطأ دفاعي للشياطين الحمر وافتتحت التسجيل، ثم عززت بهدف ثان رائع لنجم نابولي إينسينيي، قبل أن يقلص هداف إنتر ميلان لوكاكو الفارق في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول من ركلة جزاء.

وحاولت بلجيكا تدارك الموقف في الشوط الثاني لكن دون جدوى.

في الثانية، فرض الحارس الاسباني أوناي سيمون نفسه نجما في ركلات الترجيح بتصديه لمحاولتين، ليقود منتخب بلاده حامل اللقب ثلاث مرات الى وضع حد لمشوار سويسرا المثير، عندما تغلب عليها 3-1 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي الاضافي في سان بطرسبورغ.

وتصدى سيمون لركلتي فابيان شار ومانويل أكانجي، فيما علت تسديدة روبن فارغاس العارضة قبل ان يحسم ميكيل اورياسابال الفوز، في مباراة تألق فيها ايضًا حارس سويسرا يان سومر الذي قام بعشرة تصديات في المباراة (رقم قياسي في نسخة هذا العام)، وأبعد الركلة الترجيحية لرودري.

وافتتحت اسبانيا التسجيل بهدف للاعب سويسرا دنيس زكريا بالخطأ في مرمى منتخب بلاده (8)، قبل أن يدرك جيردان شاكيري التعادل (68)، لتتلقى بعدها سويسرا ضربة موجعة بطرد لاعب وسطها ريمو فرويلر لتدخل على البديل جيرارد مورينو (77).

يجب ان ننسى الفوز

وقال سيمون الذي ارتكب هفوة في الفوز على كرواتيا في ثمن النهائي "كما كان علينا ان نمحي ذاكرة ذلك الخطأ في المباراة الاخيرة، علينا ان ننسى سريعًا هذا الفوز لاننا نواجه خصمًا صعبًا تاليًا".

وتابع حارس مرمى أتلتيك بلباو الذي اختير "نجم المباراة": "صراحة، كنت لامنح (الجائزة) ليان سومر (...) يجب ان ندخل الدور نصف النهائي بمعنويات مرتفعة وبثقة عالية ورؤوسنا مرفوعة. يجب ان نفوز باليورو الآن".

وخاضت سويسرا الدور ربع النهائي للبطولة القارية للمرة الاولى في تاريخها، والاولى في بطولة كبرى منذ 67 عامًا، بعد إقصائها فرنسا بطلة العالم في أكبر مفاجآت الدور ثمن النهائي.

وحافظت إسبانيا على سجلها مثاليًا ضد سويسرا، إذ سقطت امامها مرة يتيمة في 23 مباراة، كانت في دور المجموعات من مونديال جنوب إفريقيا 2010 بهدف نظيف، أشعلت رغبة منتخب "لا روخا" بالتعويض ليمضي ويحصد لقبه الوحيد في تاريخه في كأس العالم.

وفشلت سويسرا في فك عقدة ربع النهائي في بطولة كبرى، إذ انتهى مشوارها عند هذا الدور للمرة الرابعة بعد كأس العالم 1934، 1938 و1954 عندما خسرت أمام النمسا 5-7 في أعلى مباراة تهديفية في تاريخ المونديال.

وقال مدرب سويسرا فلاديمير بيتكوفيتش "لاعبو فريقي كانوا أبطال الامسية. كنا نستحق التأهل الى نصف النهائي".

وتابع "لدي مشاعر مختلطة. أنا فخور جدًا، بإمكاننا ان نكون كذلك جميعًا. نخرج ورؤوسنا مرفوعة. في المقابل، كنا قريبين جدًا من نصف النهائي وهذا لا يحصل غالبًا. لدي مشاعر ايجابية اكثر منها سلبية".

وافتقدت سويسرا في المباراة لأحد أبرز عناصر تشكيلتها، لاعب الوسط غرانيت تشاكا الذي حصل على جائزة "رجل المباراة" ضد فرنسا، بسبب الإيقاف.