باريس تعتقل عنصرين آخرين للاشتباه في صلتهما باعتداء نيس

الشرطة الفرنسية تلقي القبض على الرجلين بمدينة جراس المجاورة لنيس جنوب فرنسا، ليرتفع إجمالي المعتقلين إلى ستة مع استمرار التحريات بشأن آخر من تواصلوا مع منفذ العملية الإرهابية.

باريس - أوقفت السلطات الفرنسية مساء السبت رجلين آخرين يشتبه في علاقتهم بالهجوم الإرهابي بكنيسة مدينة نيس الفرنسية، ما أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص.

وقال مصدر في الشرطة الفرنسية إن "السلطات ألقت القبض على رجلين آخرين" على خلفية هجوم بسكين خلف وراءه ثلاثة قتلى في كنيسة بمدينة نيس، ليرتفع إجمالي المعتقلين إلى ستة مع تحري المحققين لآخر من تواصل معهم المشتبه به في تنفيذ الهجوم.

وقال المصدر إن الاعتقالات الأخيرة حدثت أمس السبت.

كان مهاجم يردد "الله أكبر" قد قطع رأس امرأة وقتل شخصين آخرين في كنيسة بنيس يوم الخميس، في ثاني هجوم بسكين يوقع قتلى ويُشتبه في وجود دافع إسلامي وراءه في فرنسا خلال أسبوعين.

وأصيب المهاجم المشتبه به وهو تونسي يبلغ من العمر 21 عاما، برصاص الشرطة ويرقد في المستشفى في حالة خطيرة ولم يتمكن المحققون من استجوابه لأنه في غيبوبة.

وقالت قناة (بي.إف.إم) التلفزيونية إن الاعتقالات الأخيرة في القضية نُفذت في بلدة جراس التي تقع بالقرب من ساحل جنوب فرنسا على مقربة من نيس.

وكان كبير ممثلي الادعاء في قضايا مكافحة الإرهاب بفرنسا قد قال إن المشتبه به في هجوم نيس وصل من تونس إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في 20 سبتمبر/أيلول.

ويكثف المحققون في إيطاليا أيضا تحرياتهم بخصوص تحركات المشتبه به واتصالاته في جزيرة صقلية. وقالت مصادر قضائية إن المحققين يعتقدون أنه ربما أمضى بعض الوقت هناك بعد أن ذهب من لامبيدوسا إلى باري في أوائل أكتوبر/تشرين الأول على متن سفينة لوضع المهاجرين في الحجر الصحي.

وفي باري يُعتقد أن المشتبه به تلقى أمرا يلزمه بمغادرة إيطاليا خلال أسبوع حسبما ذكرت مصادر قضائية. وأضافت المصادر أن المحققين يبحثون احتمالية أن يكون المهاجم المشتبه به بقي في بلدة ألكامو على جزيرة صقلية لمدة عشرة أيام.

وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت في وقت سابق أنها رجلا ثالثا مقربا من المشتبه به الثاني الذي أوقف مساء الجمعة، وضع في الحبس على ذمة التحقيق في الحادثة المروعة.

وكان الرجل البالغ 33 عاما حاضرا خلال تفتيش عناصر الشرطة مساء الجمعة لمنزل مشتبه فيه ثان كان على تواصل مع المنفذ عشية الهجوم. وأوضح مصدر قضائي "نحاول توضيح دوره في كل ما حصل".

وأوقف الرجل الثاني البالغ 35 عاما في نيس مساء الجمعة ووضع في الحبس على ذمة التحقيق.

وكان مشتبه فيه أول يبلغ 47 عاما أوقف الخميس بعدما شوهد إلى جانب المهاجم وهو شاب تونسي وصل قبل فترة قصيرة إلى أوروبا، على لقطات وفرتها كاميرات مراقبة عشية الهجوم. وهو لا يزال في الحبس على ذمة التحقيق صباح السبت على ما أوضح المصدر القضائي.

ويحاول المحققون معرفة ما إذا كان المهاجم استفاد من مساعدة وكيف حصل على الهاتفين اللذين عثر عليها في حقيبة تحوي مقتنياته الشخصية. ويحلل المحققون مضمون الهاتفين راهنا.

وتفيد عناصر التحقيق الأولى أن ابراهيم العيساوي وهو تونسي في الحادية والعشرين وصل إلى نيس عشية الهجوم أو قبل يومين على ذلك.
ودخل صباح الخميس إلى كنيسة في وسط نيس حيث ذبح امرأة في الستين من العمر والقيم على الكنيسة البالغ 55 عاما. وتوفيت امرأة برازيلية تبلغ الرابعة والأربعين بعد تعرضها لطعنات عدة، في مطعم قريب لجأت إليه.

وقد شرع القضاء التونسي في التحقيق مع أفراد عائلته. ويقول نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس (نائب المدعي العام) محسن الدالي إن المشتبه به "ليس مصنفا إرهابيا لدى السلطات التونسية وغادر البلاد بطريقة غير قانونية في 14 سبتمبر/أيلول الماضي ولديه سوابق قضائية في أعمال عنف ومخدرات".

وتبنى تنظيم مجهول في تونس يحمل اسم "أنصار المهدي في الجنوب التونسي"، العملية الإرهابية في نيس الفرنسية.