باريس تعيش حفلا مفتوحا في أجواء أولمبية متنوعة
باريس - طوت دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها باريس وعدد من المدن الفرنسية يومها الثالث عشر منذ انطلاق المنافسات واليوم العاشر بعد حفل الافتتاح الرسمي يوم 26 يوليو/تموز الماضي.
وتتزين شوارع وأنهج وساحات العاصمة باريس بألوان الأولمبياد المتنوعة في مشهد فسيفسائي بمختلف الفضاءات والمحطات ووسائل النقل يؤثثه الباريسيون وضيوف العاصمة الفرنسية من كل أصقاع العالم.
وبعد حادثة تعطل حركة بعض القطارات قبيل انطلاق الألعاب، حيث استهدف مخربون شبكة القطارات فائقة السرعة وتسببوا في أعطال ببعض خطوط السكك الحديدية في باريس، تبددت المخاوف والشكوك منذ بداية الألعاب وأقبل الفرنسيون والضيوف على الملاعب والقاعات المنتشرة في مختلف أرجاء العاصمة الفرنسية بكثافة، وسادت أجواء البهجة ومناخ من الثقة وتزايد إقبال الفرنسيين وضيوفهم على مواقع الألعاب، حيث تجري مختلف منافسات الألعاب الجماعية والفردية في ملاعب وقاعات ممتلئة بالجماهير.
وقد تميزت أيام الألعاب بالأجواء المفعمة بالحيوية والنشاط والأمن السائد في الساحات العامة وحول الملاعب والقاعات والذي تؤمنه قوات الأمن الفرنسية مدعومة بقوات أمنية من عدد من البلدان الأخرى.
وأعرب عدد من الفرنسيين الذين تحدثت إليهم وكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات) عن شعورهم بالنخوة بسبب ما وصفوه نجاح الدورة الأولمبية، لافتين إلى أن مختلف المواقع تعتبر مسرحا يوميا للاحتفال.
واعتبر بعض من تحدثت معهم (وات) ومنهم من يقطن بباريس ومنهم من جاء من مدن داخلية، أن "من غادر باريس خوفا من الازدحام، أو من بعض الظواهر التي قد ترافق الألعاب خلال هذه الفترة، أو لأسباب مختلفة قد أخطأ" التقدير.
وكان الكثير من الفرنسيين يخشون قبل بدء دورة الألعاب الأولمبية من ارتفاع الأسعار في عدد من الخدمات ومنها وسائل النقل وضغط حركة المرور وازدحام المترو والقطار بسبب تدفق السياح وضيوف الدورة وتنقلات الجماهير المحلية والأجنبية من وإلى فضاءات المنافسات.
وإذا كانت بعض التخوفات مبالغ فيها في ما يتعلق بالنقل بفضل اتساع شبكة السكك الحديدية بمختلف أصنافها وانتشار المحطات العصرية الكبرى وسرعة تواتر القطارات والمتروهات، فإن ذلك لا ينفي وجود بعض التعطيلات أحيانا في استعمال القطار (ار -اي- ار)، حيث تجد الجماهير صعوبة عند خروجها من بعض الملاعب في بعض المحطات الكبرى وخاصة بجانب الملاعب حيث تشهد هذه المحطات ازدحاما لافتا في أوقات معينة على غرار ما تعرفه المحطة الكبرى المجاورة لملعب فرنسا حيث تجري مسابقات ألعاب القوى. كما انتشار مواقع المنافسات وابتعادها عن بعضها البعض يكلف الجماهير متاعب التنقل من موقع إلى آخر ويضطر أحيانا إلى الاختيار بين منافسة وأخرى نظرا لتزامنهما أو لفارق الوقت الضيق بينهما.
وتعيش باريس وضيوفها يوميا حفلا مفتوحا متجددا في أجواء وألوان أولمبية وبكل تعبيرات ثقافات العالم ولغاته على وقع البهجة وروح الحيوية تترجمها احتفاليات "مناطق المشجعين" المنتشرة في منطقة "إيل دو فرانس" حيث يمكن مشاهدة مختلف الألعاب على شاشات عملاقة.
وتوفر كل منطقة من مناطق المشجعين سعة مناسبة تتراوح بين 500 و9000 شخص، وفضلا عما توفره مناطق المشجعين من فرص المشاهدة، فهي تعتبر أيضا نقاط التقاء للجميع من كل الأعمار والجنسيات بما يعزز فرص التعايش والتخاطب بينهم بكل لغات العالم وتعزيز قيم التعارف والألفة والمشاركة التي تميز روح الألعاب الأولمبية.
كما تقام بهذه المناطق مجموعة متنوعة من الأنشطة من موسيقى وعروض تلقائية مختلفة، فيما تنتشر حول المواقع الرياضية محلات تبيع الأقمصة والأزياء ومختلف المحامل التذكارية للألعاب.
ما جعل هذا الحدث العالمي احتفالاً "كونيا لا يفرق بين الألوان والأديان والأجناس "متاحا للجميع في باريس التي تعد القلب النابض لهذه الألعاب حيث تضم 26 موقعا للمنافسات بما في ذلك 15 ملعبا أولمبيا، بالإضافة إلى 25 ملعبا للتدريب". وبعد أن تودع ضيوفها في الدورة الأولمبية ستستقبل العاصمة الفرنسية الألعاب البارالمبية بداية من موفى الشهر الحالي.