باشاغا يسوق نفسه في أوروبا كأفضل مرشح لرئاسة ليبيا

وزير الداخلية الليبي السابق يحذر حكومة الوحدة الوطنية من تأجيل الانتخابات، منتقدا "إخفاقها" في كبح الميليشيات بينما كانت حكومة الوفاق ذاتها والتي كان هو عضو فيها رهينة لتلك الميليشيات.
باشاغا يدافع عن الوجود العسكري التركي في ليبيا
وزير الداخلية الليبي يبدأ حملة انتخابية مبكرة من أوروبا
باشاغا يبحث في عواصم أوروبية عن تزكية من بوابة كبح الهجرة والميليشيات

بروكسل - حذر وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا أحد المرشحين المحتملين للرئاسة، الحكومة الانتقالية في طرابلس من إرجاء الانتخابات في وقت يسعى فيه البلد الذي دمرته الحرب لإرساء السلام والأمن.

وقال باشاغا الذي غادر الحكومة في مارس/اذار 2020، لكنه لا يزال يتمتع بنفوذ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية إنه "ما زال يفكر" في احتمال الترشح للانتخابات الرئاسية.

لكنه أضاف أنه بعد 10 سنوات من الإطاحة بالزعيم معمر القذافي ووسط محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة، فإن الليبيين "متفائلون" بشأن المستقبل وجاهزون لبناء "دولة قوية".

وشدد على أنه كوزير داخلية سابق، فإن لديه "خبرة في الدولة ولدي خبرة في التعامل الأمني".

كما أكد أهمية أن "يكون تحقيق الأمن داخل ليبيا قويا جدا"، منتقدا الحكومة الانتقالية لما سماه "الاخفاق" في السيطرة على الفصائل المسلحة.

وقال "بعد إسقاط القذافي، عدد كبير من السلاح انتشر بين أيدي الناس ومن بين هؤلاء الناس مجموعات مجرمة"، مضيفا "نحن في طور بناء الدولة وهناك العراقيل وهناك المشاكل وهناك المخاطر ولكن هناك الإرادة والتصميم أن نصل إلى بناء الدولة".

والمفارقة أنه هو ذاته حين كان وزيرا للداخلية في حكومة الوفاق الوطني التي قادها رجل الأعمال فايز السراج، لم يكن يملك القدرة على لجم سلاح الميليشيات وكثير منها موالية للحكومة.

وباشاغا البالغ من العمر 58 عاما ضابط سابق في سلاح الجو انضم إلى الانتفاضة ضد نظام القذافي في المجلس العسكري لمصراتة، حمل الحكومة مسؤولية تأخير تلك العملية.

وقال "بطبيعة الحال فإن الحكومة تتمنى ألا تتحقق هذه الانتخابات ولكن هي ملزمة بأنها تدعم هذه الانتخابات"، مضيفا "أما بالنسبة لهذه الانتخابات يجب أن تكون في نفس الوقت برلمانية ورئاسية، والرئاسية تكون بانتخاب مباشر من الشعب".

ويجري باشاغا جولة في عواصم أوروبية وكان في بروكسل للقاء أعضاء في البرلمان الأوروبي ومسؤولي منظمات غير حكومية للحديث عن مستقبل بلاده، وفي نفس الوقت ليقدم نفسه بشكل متحفظ، على أنه الشخصية المناسبة للمنصب.

وبروكسل قلقة إزاء مشكلة طالبي الهجرة واللجوء انطلاقا من الشواطئ الليبية، على متن سفن تهريب مكتظة وغير آمنة في غالب الأحيان، نحو دول الاتحاد الأوروبي.

وشدد وزير الداخلية الليبي السابق على أنه تعامل مع هذه القضية بجدية خلال فترة وجوده في الوزارة، لكنه حذر من أنه من الأفضل معالجتها من جانب حكومة ليبية موحدة.

وقال "تعاونا مع الاتحاد الأوروبي أيضا وكانت فترة صعبة"، مشيرا إلى تعرض مراكز احتجاز مهاجرين للقصف خلال هجوم لقوات المشير خليفة حفتر، على طرابلس العام الماضي.

لكن باشاغا دافع عن وجود القوات التركية التي قال إنها ساعدت سلطات طرابلس في الدفاع عن العاصمة في صد الهجوم الذي قادته قوات الجيش الوطني الليبي، الذي قد يصبح بدوره مرشحا رئاسيا منافسا.

وقال إن الحكومة الليبية السابقة برئاسة فايز السراج هي التي طلبت دعم تركيا "وكنا نحن في حالة دفاع عن طرابلس"، مضيفا "أتت المساعدة التركية وفعلا فشل الهجوم".

وتابع "ليبيا متجهة إلى السلام وانتهت حالة الحرب. وهذا السلام أيضا لا بد أن يتحقق للذهاب إلى الانتخابات، انتخابات نعتقد أنها الضمانة التي تقود ليبيا إلى الأمن والسلام".

وحذر الحكومة الحالية قائلا "يجب ألا تضع العراقيل" أمام الانتخابات، لكنه شدد على أنها ستكون مدعومة من الليبيين في أنحاء البلاد بعد عقد من الفوضى.

وتشارك الحكومة الانتقالية برئاسة عبدالحميد دبيبة والمجلس الرئاسي بقيادة محمد يونس المنفي، في عملية سلام برعاية الأمم المتحدة ووعدت بإجراء الانتخابات في موعدها.

وتستضيف ألمانيا جولة جديدة من المباحثات في برلين بعد ثلاثة أسابيع، ستتمحور على تنظيم انتخابات عامة في 24 ديسمبر/كانون الأول، وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد بعد عقد من أعمال العنف.

وأفضت هدنة رسمية في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي إلى تشكيل حكومة مؤقتة أوكلت إليها مهمة توحيد مؤسسات ليبيا المنقسمة وإطلاق جهود إعادة الإعمار والتحضير لانتخابات في ديسمبر/كانون الأول.

لكن الموفد الدولي الخاص إلى ليبيا يان كوبيتش حذر من أن عملية سحب القوات الأجنبية وتوحيد المؤسسات، تشهد جمودا. وستناقش محادثات السلام في برلين في وقت لاحق هذا الشهر ضرورة انسحاب القوات الأجنبية.