باكستان تغلق أجواءها بوجه الرئيس الهندي

نيودلهي 'تأسف' لقرار باكستان المرتبط بتصعيد التوتر في كشمير بين الجارتين النوويتين.

اسلام اباد - أعلنت باكستان السبت أنها رفضت السماح لطائرة الرئيس الهندي رام نات كوفيند بعبور مجالها الجوي، على خلاف العادة، نظراً لـ"سلوك" نيودلهي مؤخراً.
ويأتي القرار على وقع تصاعد التوتر المرتبط بمنطقة كشمير بين البلدين الجارين المسلحين نوويًا.
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في بيان إن "القرار اتّخذ نظراً لسلوك الهند".
وأوضح قرشي أن "الرئيس الهندي سعى للحصول على تصريح لاستخدام المجال الجوي الباكستاني للسفر إلى ايسلندا لكننا قررنا عدم السماح له" بذلك، بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وأعرب المتحدث باسم الحكومة الهندية رافيش كومار عن أسف نيودلهي للقرار الباكستاني، وتابع "ندعو باكستان إلى الاعتراف بعدم جدوى مثل هذه الأعمال الأحادية".
وأغلقت باكستان مجالها الجوي أمام حركة الطيران الهندية بعد اشتباك جوي في شباط/فبراير بين البلدين. وأعادت فتح أجوائها أمام جميع الرحلات الجوية المدنية في تموز/يوليو، لتنهي بذلك القيود التي أثرت لشهور على مسارات مهمة في حركة الملاحة الجوية الدولية.
ويأتي قرار السبت غداة إحياء اسلام اباد يوم الدفاع الذي يحيي ذكرى حرب وجيزة في العام 1965 ضد الهند حول كشمير.
وخلال زيارة لبعض المواقع العسكرية وأسر جنود قتلوا في الشطر الباكستاني من كشمير، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إنّ "باكستان تقف بحزم مع الكشميريين من اجل حقهم في تقرير المصير".
وفي 5 آب/اغسطس، جردت الهند الشطر الذي تسيطر عليه في كشمير من الحكم الذاتي المستمر منذ سبعة عقود بموجب مرسوم رئاسي مثير للجدل، بعد ساعات من تشديد قبضتها الأمنية وفرض حظر للتجول في الإقليم الواقع في منطقة الهيمالايا.
وردت اسلام اباد بخفض علاقاتها الدبلوماسية مع نيودلهي وطردت السفير الهندي وعلّقت الاتفاقات التجارية واستدعت سفيرها احتجاجا.
وتصر الهند على أنّ كشمير مسألة داخلية بحتة وقد عارضت المواقف الخارجية واقتراحات الوساطة.
لكن اسلام اباد دعت المجتمع الدوليّ للتدخل وتعهدت إحالة الأمر على مجلس الأمن الدولي. وناقش المجلس بالفعل ملف كشمير في آب/اغسطس لأول مرة منذ نحو 50 عاما.
وخلال اجتماع مع خان في تموز/يوليو الفائت، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي طلب منه التوسط للمساعدة في حلّ النزاع في كشمير، وهو ما نفته الهند بشدة.
وكشمير مقسمة بين الهند وباكستان منذ نهاية الاستعمار البريطاني عام 1947. وكانت سبباً لحربين وصدامات عديدة بين الخصمين النوويين اللدودين آخرها في شباط/فبراير الماضي.
ويشهد الشطر الهندي من كشمير تمرّدا انفصاليا منذ عقود أوقع عشرات آلاف القتلى معظمهم من المدنيين، وتقول الهند إن باكستان تدعم المتمردين.