بالخداع والتضليل ينتزع عمالقة الانترنت بياناتكم!

دراسة نرويجية تجد ان فيسبوك وغوغل ومايكروسوفت يعتمدون صياغات مبهمة ويوهمون المستخدمين بالسيطرة ويخفون الخيارات الملائمة او يعقدونها لدفع الاشخاص للتنازل عن معطياتهم.
مايكروسوفت الأكثر احتراما لذكاء المستخدم

أوسلو - كشفت دراسة نرويجية اعتماد عمالقة التكنولوجيا وعلى رأسهم فيسبوك وغوغل ومايكروسوفت التضليل والمواربة لحث المستخدمين على التخلي عن خصوصية بياناتهم.

ورغم اتهام فيسبوك وغوغل بانتهاك قوانين خصوصية الاتحاد الأوروبي منذ اليوم الأول لسريانها وفضائح سوء استخدام هذه البيانات التي هزت اميركا والعالم، تبدو الشركات مصرة على جمع أكبر قدر ممكن من بيانات المستخدمين.

ورصد مجلس المستهلكين النرويجي تكتيكات خبيثة تعتمدها شركات التكنولوجيا للالتفاف على قوانين حماية بيانات المستخدمين.

ولخص التقرير النروجي الأساليب المعتمدة في "إعدادات افتراضية متطفلة على الخصوصية، وصياغة مضللة، وإعطاء المستخدمين وهم السيطرة، وإخفاء الخيارات الملائمة للخصوصية، مع توفير خيارات تتعلق بالموافقة على كل شئ أو التخلي عن كل شئ معا، وبنية اختيارات تتطلب من المستخدم مزيدًا من الجهد من أجل اختيار الخيار الملائم للخصوصية".

وتضمن التقرير صورا وأمثلة من خيارات التصميم المربكة والعبارات غريبة الصياغة التي تتضمن جمع واستخدام البيانات الشخصية.

ويوضح أحد الأمثلة خيارت فيسبوك المتعلقة بقوانين الخصوصية، والتي تجعل خيار "الموافقة والمتابعة" أكثر جاذبية وأقل رعبا بالمقارنة مع خيار "إدارة إعدادات البيانات" الرمادي اللون.

الخيار المقترح من الشركة هو أسهل من حيث الاستخدام، إذ يتألف من أربع نقرات للدخول في العملية، مما يستلزم قبول إعلانات مخصصة من أطراف ثالثة واستخدام تقنية التعرف على الوجه.

بينما كان على المستخدمين الذين أرادوا الحد من جمع البيانات واستخدامها أن يمروا بعملية تحتاج إلى 13 نقرة، حيث أن محاولة استخدام 41 تدرج لوني للون الأزرق من أجل قياس أي منها أكثر جاذبية هو أمر غريب، كما أن جعل الأمور أكثر صعوبة على المستخدمين للحفاظ على بياناتهم هو أمر آخر.

 

عمالقة التكنولوجيا
اصرار على جمع البيانات

أما غوغل فتعمد على سبيل المثال ايضا لجعل عملية إلغاء الاشتراك في الإعلانات المخصصة أصعب مما ينبغي أن تكون عبر استخدامها صفحات متعددة من النصوص ولغة تصميمة غير واضحة مع فرضيات مخفية عن المستخدمين لدفعهم نحو الإجراء الذي تريده الشركة.

وأوضح التقرير أنه إذا حاول المستخدم إيقاف الإعداد، فإن هناك نافذة منبثقة تظهر لتوضيح ما يحدث إذا تم إيقاف تشغيل خيار تخصيص الإعلانات، وتطلب من المستخدمين إعادة تأكيد اختيارهم.

كما لم يكن هناك أي تفسير حول الفوائد المحتملة لإيقاف تشغيل خيار تخصيص الإعلانات أو الجوانب السلبية لتركه قيد التشغيل، ويجب على أولئك الذين يرغبون في تجنب الإعلانات المخصصة بشكل كامل اجتياز قوائم متعددة، مما يجعل خيار الموافقة يبدو أقل الشرور.

وفي مايكروسوفت كانت خيارات جمع البيانات الخاصة ضمن ويندوز 10 أكثر احتراما لذكاء المستخدم، ومع ذلك، فإنه من الواضح تمامًا ما هو الخيار الذي تريد الشركة من المستخدمين اعتماده.

وعلى سبيل المثال إذا أراد المستخدم إلغاء الاشتراك في التجارب المخصصة المعتمدة على البيانات التشخيصية، فعليه أن ينقر على خيار ذو إضاءة خافتة، في حين أن الرمز الخاص بالاختيار الذي تريده مايكروسوفت كان ذو إضاءة ساطعة.