بايدن يطالب عباس بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل

الرئيس الاميركي يجري اتصالين هاتفيين مع عباس ونتانياهو للتأكيد على "الدعم القوي" للتحرك العسكري الاسرائيلي والالتزام الثابت بحل الدولتين.
أول اتصال يجريه بايدن مع عباس منذ وصوله الى البيت الابيض

واشنطن - أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت خلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن "قلقه البالغ" إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وقطاع غزة، كما أكّد خلال محادثة مماثلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة أن توقف حركة حماس إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية.
وقصفت إسرائيل منزل يحيى السنوار زعيم حركة حماس في غزة في ساعة مبكرة من صباح الأحد وأطلقت الحركة الإسلامية وابلا من الصواريخ على تل أبيب في الوقت الذي دخلت فيه العمليات القتالية اليوم السابع دون ظهور ما يشير إلى تراجعها.
وسبق أن أجرى بايدن محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأربعاء، لكنها المرة الأولى التي يجري فيها اتصالاً هاتفياً برئيس السلطة الفلسطينية منذ وصوله إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.
وشدّد بايدن خلال محادثاته مع عباس على "ضرورة أن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل"، فيما أكّد لنتانياهو "دعمه القوي لحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها" بوجه "الهجمات التي تشنّها الحركة الإسلامية" و"غيرها من الفصائل الإرهابية في غزة"، وفق بيانين منفصلين أصدرتهما الرئاسة الأميركية.
كما أكّد الرئيس الأميركي "التزامه القوي بحلّ الدولتين عبر التفاوض باعتباره أفضل طريق للتوصّل إلى تسوية عادلة ودائمة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني".
وبحسب البيان فإن الرئيس الأميركي "دان هذه الهجمات العشوائية على مدن إسرائيل".
ومنذ اندلاع حلقة العنف الجديدة بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الإثنين، قتل أكثر من 150 شخصا غالبيتهم من الفلسطينيين.
كذلك أعرب بايدن عن قلقه إزاء أمن الصحافيين وسلامتهم بعدما دمّرت طائرات إسرائيلية مبنى في غزة يضمّ مكاتب لوكالة "أسوشييتد برس" الأميركية وغيرها من وسائل الإعلام وسوّته أرضاً، وفق البيان.
لكنّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن جدّد خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس السبت "التأكيد على حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وفقاً لبيان أميركي.
من جانبه شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، خلال محادثة هاتفية مع غاري بروت، رئيس وكالة أسوشييتد برس، على "دعمه الراسخ لاستقلال الصحافيين ووسائل الإعلام"، بحسب ما نقل عنه المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس.
وفي مكالمته مع نتانياهو أعرب بايدن عن "قلقه البالغ إزاء أعمال العنف بين شرائح المجتمع في إسرائيل، ورحّب بالبيانات التي يصدرها رئيس الوزراء وغيره من المسؤولين والتي ترفض مثل هذه الممارسات التي تنطوي على كراهية".
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنّ الحقبة الراهنة من النزاع "أوقعت قتلى مدنيّين إسرائيليين وفلسطينيين، بينهم أطفال".
وجدّد بايدن لعباس "الالتزام الأميركي بتعزيز الشراكة" مع الفلسطينيين التي تدهورت بشدّة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
كما أعرب سيّد البيت الأبيض عن "دعمه لتدابير تتيح للشعب الفلسطيني التمتّع بالكرامة والأمن والحرية والفرص الاقتصادية التي يستحقّ"، مذكّراً باستئناف المساعدة الأميركية للفلسطينيين في نيسان/أبريل بعدما توقفت في عهد سلفه الجمهوري.
ووصف المتحدّث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة فرانس برس اتّصال بايدن بعبّاس بأنّه "مهم".
وأوفدت واشنطن مبعوثها الخاص إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية هادي عمرو للحضّ على "احتواء التصعيد".
ومما يعقد الجهود الدبلوماسية عدم اتصال الولايات المتحدة ومعظم القوى الغربية مع حماس التي تعتبرها هذه الأطراف منظمة إرهابية. كما لا يمارس عباس، الذي تتركز قاعدة نفوذه في الضفة الغربية المحتلة، بأي نفوذ على حماس في غزة.
وفي إسرائيل اقترن الصراع بأعمال عنف في تجمعات يقطنها مزيج من اليهود والعرب في إسرائيل. وهوجمت معابد يهودية ونُهبت متاجر يملكها عرب واندلعت مشاجرات في الشوارع. وحذر الرئيس الإسرائيلي، الذي يعد منصبه شرفيا إلى حد بعيد، من حرب أهلية.
وتصاعدت أيضا الاشتباكات الدامية في الضفة الغربية المحتلة.
وقتلت القوات الاسرائيلية ما لا يقل عن 12 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة منذ يوم الجمعة معظمهم خلال اشتباكات.