بايدن يلغي قرارات ترامب ويعيد تفعيل حل الدولتين

الإدارة الأميركية الجديدة تعيد إحياء العلاقات مع القيادة الفلسطينية بما يشمل إعادة فتح البعثة الدبلوماسية في واشنطن وإعادة المساعدات المخصصة للفلسطينيين في أوضح موقف يلغي كل القرارات السابقة التي اتخذها الرئيس السابق ترامب ضد الفلسطينيين.
بايدن يدفع لإحياء مفاوضات السلام على أسس سبق أن ألغاها سلفه
موسكو تؤيد مقترحا فلسطينيا لعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة 10 دول
واشنطن تدعو لتجنب الخطوات الأحادية المعرقلة لحل الدولتين والسلام في المنطقة

نيويورك - أعلنت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء، أن إدارة الرئيس جو بايدن ستدعم "حل الدولتين وفق اتفاق متبادل" بهدف إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال ريتشارد ميلز القائم بأعمال المبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة في إحاطة أمام مجلس الأمن إن الإدارة الأميركية ستعيد تفعيل المساعدات التي علقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب للفلسطينيين وأن بايدن وجه إدارته لـ"استعادة التواصل الأميركي الموثوق" مع فلسطين وإسرائيل.

وأضاف أن الجهود الدبلوماسية "ستشمل إحياء العلاقات مع القيادة والشعب الفلسطينيين التي ضمرت" في عهد الرئيس السابق ترامب وستشمل أيضا استعادة المساعدات الإنسانية لفلسطين التي علقها سلفه فضلا عن إعادة فتح البعثة الأميركية الفلسطينية في واشنطن، والتي أغلقها ترامب أيضا في 2018.

وقبل أربع سنوات، توقفت الولايات المتحدة عن تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأغلقت مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن.

وأوضح ميلز "لا يمكن فرض السلام على الإسرائيليين أو الفلسطينيين، سيبدأ الانخراط الدبلوماسي الأميركي من فرضية أن التقدم المستدام يجب أن يقوم على التشاور النشط مع كلا الجانبين وأن النجاح النهائي يتطلب موافقة نشطة من كلا الجانبين".

وتعد تصريحات ميلز بمثابة أول توضيح رسمي للإدارة الجديدة بشأن سياستها تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ تولى بايدن السلطة في 20 يناير/كانون الثاني.

وقال ميلز إن الولايات المتحدة "ستحث حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية على تجنب الخطوات الأحادية الجانب التي تجعل حل الدولتين أكثر صعوبة مثل ضم الأراضي والأنشطة الاستيطانية وهدم المنازل والتحريض على العنف وتقديم تعويضات للأفراد المسجونين عن أعمال إرهابية".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين اليوم الثلاثاء إن بايدن يرى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي قدما صوب تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وفي تطور آخر، اقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في الأمم المتحدة تطبيق الفكرة الفلسطينية القاضية بتنظيم مؤتمر دولي حول النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، على المستوى الوزاري مع عشرة مشاركين وذلك في الربيع أو الصيف.

وذكّر بأن روسيا وافقت منذ البداية على الطلب الذي تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر/أيلول 2020 لعقد مؤتمر دولي مطلع 2021 "لإطلاق عملية سلام". وأعطى الوزير الروسي تفاصيل عن المشاركين فيه خلال مؤتمر عبر الفيديو حول الشرق الأوسط في مجلس الأمن.

وقال "نقترح أن يعقد في ربيع-صيف 2021 مؤتمر وزاري دولي تشارك فيه روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كأعضاء اللجنة الرباعية (للوساطة في الشرق الأوسط) وأربع دول عربية هي مصر والأردن والإمارات والبحرين وبالطبع إسرائيل وفلسطين".

وأضاف "من الأهمية أيضا دعوة السعودية التي هي وراء مبادرة السلام العربية" بدون تحديد مكان أو زمان لعقد مثل هذا المؤتمر.

وقال لافروف "قد يكون هذا الاجتماع منصة لإجراء تحليل شامل للوضع ومساعدة الدول على فتح حوار"، مذكّرا بأن روسيا "مستعدة أيضا لأن تستضيف في موسكو اجتماعا بين إسرائيل والفلسطينيين على أعلى مستوى".

وأعربت الصين عن دعمها اقتراح لافروف عقد مؤتمر دولي وهي فكرة لم يسبق أن اقترحها أي من أعضاء المجلس الآخرين.

وخلال الجمعية العامة السنوية الأخيرة للأمم المتحدة أعلن محمود عباس الذي رفض خطة سلام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أنه يجب تسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني "على أساس القانون الدولي" والمعايير المتفق عليها من الأسرة الدولية.

وخلال جلسة الثلاثاء شدد معظم المشاركين تقريبا على ضرورة اعتماد "حل الدولتين".

وفي بيان مشترك، دعا أعضاء الاتحاد الأوروبي في مجلس الأمن: إيرلندا وإستونيا وفرنسا "الحكومة الإسرائيلية إلى والاستفادة من زخم اتفاقات التطبيع التي أبرمت في الأشهر الأخيرة".

وأضاف البيان "ندعو الجانبين إلى اتخاذ خطوات ملموسة ومتبادلة لاستعادة الثقة، وهو أمر ضروري لاستئناف محتمل للمفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية".

وللمرة الأولى منذ 15 عاما يتوقع تنظيم انتخابات فلسطينية هذه السنة: تشريعية في 22 مايو/ايار ورئاسية في 31 يوليو/تموز.