'برسيفيرانس' يتباهى أمام العالم بأول سيلفي على المريخ

بعد هبوطه بيوم، الروبوت الجوال يرسل صورة ذاتية مذهلة بالألوان من عملية انزاله تُظهر المركبة بأكملها معلقة من ثلاثة كابلات من الرافعة سكاي إلى جانب سلك اتصالات وسط دوامات من الغبار تتطاير بواسطة دافعات صواريخ الرافعة.

لوس أنجليس (كاليفورنيا) - قدم علماء إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) الجمعة صورا مبكرة مذهلة من هبوط مركبة الفضاء الجوالة "برسيفيرانس" من بينها صورة ذاتية للمركبة ذات الست عجلات المتدلية فوق سطح الكوكب الأحمر قبل لحظات من الهبوط.

والتقطت هذه الصورة الملونة كاميرا فرنسية مثبتة على "الرافعة سكاي" والتي تعمل بالطاقة الصاروخية والموجودة فوق "برسيفيرانس" مباشرةً مع هبوط المركبة الفضائية الخميس فوق تربة المريخ.

وكشف مديرو المهمة تلك الصورة خلال إفادة إخبارية عبر الإنترنت من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا بالقرب من لوس أنجلوس بعد أقل من 24 ساعة من الهبوط.

وتُظهر الصورة المركبة بأكملها معلقة من ثلاثة كابلات من الرافعة سكاي ، إلى جانب سلك اتصالات . كما كان يمكن رؤية دوامات من الغبار تتطاير بواسطة دافعات صواريخ الرافعة.

وقالت آرون ستيهورا نائبة قائد فريق الهبوط بالمهمة "هذا شيء لم نشهده من قبل".

هذا شيء لم نشهده من قبل

وتم التقاط الصورة في نهاية ما وصف بأنها "سبع دقائق من الرعب" قبيل هبوط "برسيفيرانس" في قاع حوض شاسع يسمى حفرة جيزيرو بعد رحلة إلى المريخ بسرعة 12000 ميل في الساعة.

وتأمل ناسا بأن تقدم هذا الأسبوع المزيد من الصور والمقاطع المصورة - ربما يكون بعضها مع الصوت - والتي التقطتها جميع الكاميرات الست المثبتة على المركبة الفضائية . 

يذكر ان الروبوت  "برسفيرنس" (تعني بالعربية المثابرة) ارسل حال وصوله بسطح الكوكب الأحمر صورة التقطها لموقع الهبوط.

ونشرت ناسا الصورة على الحساب الرسمي لـ"برسفيرنس" على موقع تويتر وأرفقتها بتغريدة جاء فيها "مرحباً أيها العالم. هذه أول نظرة لي على ما سيكون منزلي إلى الأبد".

والصورة الأولى وهي بالأبيض والأسود وبجودة متواضعة ظهر فيها خيال المركبة منعكسا على سطح المريخ.

وستساهم كاميرا "سوبركام" التي صممها فرنسيون والتي التقطت الصور، في درس صخور المريخ بالصوت والضوء، بواسطة أشعة الليزر والميكروفون، بحثًا عن آثار حياة سابقة على الكوكب الأحمر.

وتوازي "سوبركام" حجم علبة حذاء، ويبلغ وزنها نحو خمسة كيلوغرامات، وهي ستعمل بـ"قوتها الخارقة" من أعلى الروبوت، وتتكامل مع أدوات التحليل والتحكم الأميركية الصنع الإضافية المثبتة في هيكل الروبوت الجوال.

وقال مصمم الكاميرا عالم الفيزياء الفلكية سيلفستر موريس من معهد أبحاث الفيزياء الفلكية والكواكب "إنها بمثابة ساعة جيوفيزيائية تحدد الاتجاه الذي ينبغي اعتماده لأخذ عينة وفحص بيئتها". وكان موريس صمم أيضاً الشقيقة الكبرى "تشيم كام" التي لا تزال تعمل في المركبة الأميركية "كوريوسيتي" منذ عام 2012.