برلماني عراقي يدعو الصدر للاعتذار عن فساد وزرائه

النائب باسم خشان يهاجم مقتدى الصدر بسبب تورط وزراء ومسؤولين من تياره في السنوات الأخيرة في قضايا فساد، محملا رجل الدين الشيعي المسؤولية و"إن كان لا يدري فالمصيبة أعظم".
الصدر قدم نفسه واعظا ومرشدا ومكافحا للفساد مدفوعا بطموحات سياسية
الصدر يدعي مكافحة الفساد فيما مسؤولون ووزراء من تياره متورطون في الفساد
تجاذبات واستقطابات تسبق الانتخابات التشريعية في العراق

بغداد - هاجم باسم خشان النائب بالبرلمان العراقي في تدوينة له اليوم الأحد على صفحته بفيسبوك، رجل الدين الشيعي وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر ودعاه لتحمل مسؤوليته ودعاه لطلب الصفح من العراقيين عن الفساد الذي تورط فيه وزراء ومسؤولون من تياره.

وأشار النائب العراقي المستقل إلى أن أنصار الصدر يحاولون النأي به عن قضايا فساد تطال وزراء ومسؤولين من التيار الصدري خلال السنوات السابقة بدعوى أن لا علم له، في تبرير ينطبق عليه "عذر أقبح من ذنب".

والصدر المدفوع بطموحات سياسية وصاحب أكثر المواقف تناقضا بين الشخصيات العراقية التي اقتحمت المشهد السياسي العراقي منذ الغزو الأميركي للعراق والإطاحة بنظام صدام حسين في 2003، احتكم للشارع مرارا وجيّش أنصاره واستقطب آلاف العراقيين من غير تياره ضمن حملة شعبية واسعة رفعت شعار مكافحة الفساد والمطالبة بمحاسبة الفاسدين.

وأصبغ حملته بهالة من القداسة مزجت بين الدين والسياسية وكان فيها الواعظ والمّحرض والعاقل وتصدر الصفوف في كثير من المناسبات واعتصم في خيمة بالمنطقة الخضراء، ما اكسبه شعبية بدأت تتآكل مع اندلاع الحراك الشعبي المندد بالنخبة الحاكمة منذ 2003 ومطالبا برحيل منظومة سياسية قائمة على المحاصصة الطائفية بكل رموزها.

وحاول مرارا ركوب الموجة الثورية واقتحام ساحات الاعتصام والتظاهر لجهة تبريد الجبهة الاجتماعية ولاستعادة السيطرة على الشارع.

وأطاحت احتجاجات أكتوبر/تشرين الأول 2019 بهالة القداسة تلك التي حرص الصدر على ترويجها غطاء لمآرب سياسية، بأن رفض المحتجون اقتحام المعممين سنّة أو شيعة أو أحزابا لحراكهم.

وقال باسم خشان في تدوينته "يحاول اتباع الصدر أن ينأوا بالصدر عن فساد الوزراء والمسؤولين الصدريين خلال السنوات السابقة بدعوى أنه ما يدري و ما يعرف، مضيفا  "هذا في الحقيقة أسوأ من المساهمة في الفساد بالنسبة لمن يخضع له أتباعه خضوع المؤمنين لرب يرونه عظيما".وكان الناي العراقي يشير مجازا بتلك العبارة إلى هالة القداسة التي أحاط بها الصدر نفسه أو أحاطه أتباعه بها لجهة التوظيف السياسي والتأثير وانتزاع مكاسب لا غير.

وتابع خشان "الرئيس الأمريكي (السابق ترومان) وضع الجملة التالية على مكتبه: The buck stops here وهذا اصطلاح معناه المجازي بأن الرئيس مسؤول عن كل شيء يحدث في بلده وليس له أن يتذرع بجهله أو بعدم معرفته بما يجري فيه، وإن إثبات الجهل وعدم المعرفة لا ينفي المسؤولية عنه، بل يضيف إليها الإهانة والاحتقار".

وتابع "قياسا على ما قاله  الرئيس ترومان، فإن من ينكرون علم الصدر بما ارتكبه أتباعه على مستوى الوزارات والهيئات المستقلة والدرجات الخاصة وفي مجلس النواب يضيفون إلى مسؤوليته عن الفساد الإهانة والإحتقار وهذا ما نرفضه نحن الذين لا ننتمي إلى التيار، ولذا نكتفي بتحميله المسؤولية عن الفساد، ونرجو منه أن يعتذر ويطلب صفح العراقيين، عسى أن يغفر الله له ما تقدم من خطايا أتباعه التي تحمل وزرها".

وقال ايضا "ما ينطبق على الصدر ينطبق على غير من قادة الأحزاب السياسية".

وتأتي تصريحات النائب العراقي بينما يستعد التيار الصدر لخوض الانتخابات التشريعية وهو استحقاق يراهن عليه الصدر لانتزاع رئاسة الوزراء، متوقعا أن يفوز تياره بالغالبية البرلمانية.

وكانت قيادة الصدر للاحتجاجات في السنوات السابقة التي رفع خلالها شعار "مكافحة الفساد الحكومي والطائفية" قد مكنته في انتخابات 2018 من تحصيل مكاسب سياسية واستطاع بتحالف مع الشيوعيين وتشكيل تحالف "سائرون" (حزب الاستقامة التابع للتيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي وخمس أحزاب أخرى) في حركة تناقض ايديولوجيا وسياسيا مسار تياره، انتزاع 54 مقعدا في مجلس النواب العراقي.

ويحاول الصدر حاليا استثمار ما تبقى له من شعبية مهتزة في الشارع العراقي في المعركة الانتخابية التي من المتوقع أن تشهد تجاذبات واستقطابات حادة.