برلمان الطفل بالمغرب يرسم ملامح عالم ركائزه التعليم والصحة والسلام

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل في مراكش، 395 عضوا في برلمان الطفل تم اختيارهم بناء على تفوقهم الدراسي يقدمون رؤيتهم لبلدهم وللكوكب واحلاما تتراوح بين احترام حق الاختلاف والتطبيب المجاني ووضع حد لزواج القاصرات.

مراكش (المغرب) – تحلم الطفلة فاطمة الزهراء "بعالم يحترم حق الاختلاف"، بينما تدافع ياسمين عن "مجانية التطبيب"، وتأمل مريم في "وضع حد لزواج القاصرات"… أحلام عبر عنها عشرات الأطفال المغاربة خلال مؤتمر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل في مراكش.

ويمثل الأطفال المشاركون في المؤتمر الذي ينظمه المرصد الوطني الطفل (رسمي) هذا الأسبوع في جنوب المغرب، مختلف مناطق المملكة. وهم 395 عضوا في برلمان الطفل، أي ما يوازي عدد أعضاء البرلمان المغربي، تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة، ويتم اختيارهم لعضوية هذه الهيئة بناء على تفوقهم الدراسي.

وتختصر آية (11 عاما) رؤيتها الوردية لعالم أفضل قائلة "نحتاج إلى الحب والحنان داخل البيت، أما خارجه فعلى الدولة أن توفر للأطفال ملاعب رياضية ودورا للشباب يعبرون فيها عن مواهبهم". وهي قادمة من مدينة وزان (شمال) في منطقة تعاني نقصا في البنى التحتية الأساسية.

وتضيف التلميذة التي تحلم بأن تصبح طبيبة "المدرسة هي بداية الطريق نحو التنمية لأن طفل اليوم هو إنسان الغد". وتقاسمها ياسمين (14 عاما) حلم أن تصبح طبيبة في المستقبل، لكنها تتطلع خصوصا إلى أن "تصير الخدمات الطبية مجانية للجميع، كي يكون كل الناس سعداء".

وتلتقي أحلام الكثيرين من زملائها حول ضمان تعليم وخدمات صحية جيدة، في حين تضطر الكثير من الأسر المغربية المتوسطة إلى اللجوء للمدارس والمصحات الخصوصية المكلفة، بسبب ضعف مستوى الخدمات في القطاع العمومي.

وبحسب معطيات رسمية، ينقطع الشباب المغربي (15-24 سنة) عن الدراسة مبكرا، ويعاني معظمهم من البطالة.

"مساعدة الفتيات"

ويوّلد هذا التسرب المدرسي والبطالة والهشاشة الاجتماعية لدى كثيرين من الشباب المغربي "إحساسا بالظلم"، مغذيا حلم الهجرة نحو "الفردوس الأوروبي" أو أخطار الانزلاق نحو الانحراف والتطرف، بحسب تقارير رسمية. وبالتالي، أصبح تحسين أوضاع الشباب على رأس الأولويات في المملكة.

ويرتبط التسرب المدرسي بالنسبة إلى الفتيات القرويات خصوصا بظاهرة الزواج المبكر. وما زالت هذه المشكلة مستمرة في المغرب رغم أن الإذن بتزويج قاصر يعد استثنائيا في القانون ومقيدا بشروط. وفاق عدد الحالات 40 ألفا سنة 2018، بحسب تقديرات المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي).

ويثير الموضوع اهتمام مريم (17 عاما) التي ترى أن "الأهم هو مساعدة الفتيات كي لا ينقطعن عن الدراسة مبكرا". وفضلا عن طموحها في أن تصبح دبلوماسية في المستقبل، تريد مريم العمل على "محاربة زواج القاصرات، وتشجيع الفتيات ليمارسن السياسة كي يتمكنن من اتخاذ القرارات".

ويحلم أمين (14 عاما) بعالم "تختفي منه كل المشكلات مثل الهدر المدرسي والعنف تجاه الأطفال والتمييز إزاء الذين يعانون من إعاقات ذهنية أو جسدية"، آملا في أن يصبح مهندسا ميكانيكيا أو طبيبا.

ولا يفوت طه (17 عاما) التنبيه إلى معاناة اللاجئين في بلد يعد معبرا للمهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء نحو أوروبا. ويحلم بأن يصبح موظفا في المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين كي يحقق أمله في "تمكين المهاجرين من التمتع بالحقوق الأساسية ليعيشوا بكرامة"، و"تحقيق السلام في كل ربوع العالم".

لكن نواياه الحسنة لا تجعله غافلا عن أن الحل يكمن "في تحقيق التنمية الاقتصادية ببلدان القارة السمراء"، من أجل وقف نزف الهجرة غير النظامية نحو أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط والتي تودي بحياة الكثيرين.

أما أحمد، فيحلم بكل بساطة بـ"عالم دون حروب، لأن الأطفال هم الأكثر تضررا منها".