برلمان باكستان ينتخب شهباز شريف رئيسا للوزراء خلفا لخان

شهباز شريف سيشكل حكومة جديدة يمكن أن تبقى في السلطة حتى أغسطس المقبل، وهو موعد إجراء الانتخابات العامة.
ستكون مهمة شريف الأولى تشكيل حكومة تعتمد بشكل كبير على حزبي الشعب والرابطة الإسلامية
النواب من حزب عمران خان يستقيلون من البرلمان
شهباز شريف يقول ان باكستان تتجه لتسجيل عجز تاريخي في الموازنة وفي الميزان التجاري

إسلام آباد - فاز شهباز شريف في تصويت برلماني اليوم الاثنين ليصبح رئيس وزراء باكستان المقبل بعد انتخابه بديلا لرئيس الوزراء المخلوع عمران خان.
وقد أعلن ذلك أياز صادق، القائم بأعمال رئيس مجلس النواب، وقال إن شريف حصل على دعم 174 نائبا من أصل 342 عضوا.
وسيشكل شريف الآن حكومة جديدة يمكن أن تبقى في السلطة حتى أغسطس/آب 2023، وهو موعد إجراء الانتخابات العامة.

وفي خطابه امام البرلمان بعد احرازه على الثقة قال شريف إن البلاد تتجه لتسجيل أكبر عجز في الموازنة في تاريخها إضافة لعجز غير مسبوق في الميزان التجاري وميزان المعاملات الجارية.

وأضاف شريف أن حكومة عمران خان أساءت إدارة الاقتصاد وأن حكومته الجديدة ستواجه تحديا كبيرا لإعادته إلى المسار الصحيح.

وأعلن النواب من حزب عمران خان إنهم يستقيلون جماعيا من مجلس النواب في البرلمان اليوم الاثنين احتجاجا على تشكيل معارضيه السياسيين لحكومة جديدة.
وقال شاه محمود قرشي وزير الخارجية السابق ونائب رئيس حزب خان في خطاب قبل تصويت لانتخاب رئيس وزراء جديد "نعلن أننا جميعا نستقيل".
وتمت الإطاحة بخان في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد في تصويت بحجب الثقة بالبرلمان. (إعداد سلمى نجم للنشرة العربية)
وأفاد ما يصل إلى 20 من نواب "حركة إنصاف" البالغ عددهم 155 أنهم سيصوتون مع حجب الثقة عن خان الأحد، لكن دعمهم فقد أهميته بعدما انشق شريك الحزب في الائتلاف.
وستكون مهمة شريف الأولى تشكيل حكومة تعتمد بشكل كبير على "حزب الشعب الباكستاني" (يسار وسط)، وبشكل أقل على "جمعية علماء الإسلام" المحافظة.
خصومة

شهباز شريف هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الذي تولى المنصب ثلاثة مرّات وطالته فضائح فساد نواز شريف
شهباز شريف هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الذي تولى المنصب ثلاثة مرّات وطالته فضائح فساد نواز شريف

وهيمن حزبا "الشعب الباكستاني" و"الرابطة الإسلامية الباكستانية" اللذان أسستهما عائلتان سياسيتان باكستانيتان، على الحياة السياسية الباكستانية على مدى عقود وفي غالب الأحيان كخصمين مريرين، لكن من المؤكد أن علاقاتهما ستتدهور قبيل الانتخابات المقبلة التي ينبغي إجراؤها بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وسيتعيّن عليهما التعامل مع ارتفاع معدل التضخم وتراجع الروبية وتراكم الديون، في وقت يزداد الخطر الأمني إذ عززت عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان العام الماضي، موقع نظيرتها الباكستانية.
وشهباز شريف هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الذي تولى المنصب ثلاثة مرّات وطالته فضائح فساد نواز شريف. ووردت تكهنات في وسائل الإعلام الباكستانية تفيد بأن الأخير قد يعود قريبا من منفاه في بريطانيا.
وأقيل نواز شريف عام 2017 وسجن لمدة عشر سنوات بتهم تتعلق بالفساد على اثر معلومات سرّبت في وثائق بنما، لكن تم الإفراج عنه ليخضع للعلاج في الخارج.
واجه شهباز أيضا إجراءات مرتبطة بالكسب غير المشروع. وعام 2019، صادرت هيئة مكافحة الفساد حوالى عشرين عقارا يعود لشهباز شريف ونجله حمزة واتهمتهما بتبييض أموال.
وأوقف واعتقل في أيلول/سبتمبر 2020، وبعد ستة أشهر أفرج عنه بكفالة بانتظار محاكمة ما زالت معلقة.
وورث شريف البالغ 70 عاما مع شقيقه شركة التعدين العائلية فيما كان رجل أعمال شابا، قبل انتخابه لأول مرة في جمعية ولاية البنجاب عام 1988.
وعرف كمسؤول صارم أبقى الموظفين في حالة تأهب دائمة بقيامه بزيارات مباغتة إلى المكاتب الحكومية. وغالبا ما يذكر أبيات قصائد ثورية في خطاباته وخلال تجمعاته العامة.
نقل المعركة
لم يسبق لرئيس وزراء باكستاني أن أكمل ولايته، لكن خان كان أول رئيس وزراء يخسر المنصب بتصويت لسحب الثقة، في هزيمة لم يتقبلها بروح رياضية.
وبذل كل ما في وسعه للبقاء في السلطة بعدما خسر غالبيته البرلمانية، بما في ذلك حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات.
لكن المحكمة العليا اعتبرت جميع خطواته غير قانونية وأمرت المجلس بعقد جلسة جديدة والتصويت على سحب الثقة منه.
لكن خان أصر على أنه كان ضحية مؤامرة "لتغيير النظام" حاكتها واشنطن، وتوعّد بنقل المعركة إلى الشارع على أمل الضغط لإجراء انتخابات مبكرة.
ورأى المحلل السياسي طلعت مسعود أن خان يسعى على ما يبدو "لخلق مشاكل" للحكومة المقبلة.
وقال الجنرال السابق "بناء على ما يقوله، يبدو أنه يسعى .. لاتّباع سياسة تمرّد نوعا ما بدلا من تحسين الأوضاع من أجل البلاد والمجتمع".
وينأى الجيش بنفسه على ما يبدو في مواقفه العلنية عن الأزمة الأخيرة، لكن شهدت باكستان أربعة انقلابات منذ استقلالها عام 1947، وعاشت أكثر من ثلاثة عقود تحت حكم الجيش.