برنامج إلكتروني يتصدى لوباء النفايات في المحيطات

باحثون يطورون تقنية تستعين بالذكاء الاصطناعي والدراسات لتحديد أماكن تواجد النفايات في البحار والمحيطات ويسعون الى مساعدة أصاحب القرار والمجتمع المدني على تعقب آفة تهدد البيئة وصحة البيئة.

واشنطن – طور باحثون تكنولوجيا جديدة تستعين بالذكاء الاصطناعي والدراسات البحثية لتعقب النفايات في البحار والمحيطات.
ولا تزال الجهود البشرية في اقتفاء أثر نفايات تشوه الثورة البحرية وتؤدي الى الاضرار بصحة البشر والبيئة غير كافة لا سيما وانها تحتاج لوقت طويل ومجهودات مضاعفة ولكن البرنامج الالكتروني الجديد سيختصر الوقت ويكون اكثر دقة وفعالية في عملية البحث عن مخلفات تغزو البحار والمحيطات.
وقد طور فريق من الباحثين بجامعة فلوريدا الأميركية أداة افتراضية جديدة لتعقب اثر المواد الضارة بالبيئة.
ونشرت دورية "فرونتيرز إن مارين ساينس" العلمية الدراسة العلمية الخاصة بهذا البرنامج الإلكتروني الذي يساعد في تقديم إجابات بشأن كيفية مراقبة مشكلة النفايات البحرية والتصدي لها، كما أنه يمد يد العون للحكومات وصناع القرار وحتى المجتمع المدني بما في ذلك الجمعيات والمنظمات الناشطة في مجال البيئة لتحديد كيفية تركيز جهودهم من أجل التعامل مع وباء بيئي يجتاح العالم.
وقام الخبراء بتزويد البرنامج الجديد بالبيانات الخاصة بحجم النفايات البلاستيكية على مستوى العالم، كما قاموا بإثرائه بمعلومات بشأن التيارات البحرية في المحيطات.
 ويستطيع البرنامج الالكتروني الجديد من خلال هذه البيانات تحديد أماكن تواجد هذه النفايات في البحار والمحيطات ويقوم بتظليلها بألوان معينة على خرائط البحار ومحيطات العالم.
وشارك في تطوير التقنية الجديدة الباحث إيريك شاسنيت من مركز الدراسات التنبؤية للمحيطات والغلاف الجوي بجامعة فلوريدا الذي شدد على ضرورة معرفة المزيد حول آفة النفايات وتحديد الوسائل الفعالة للتخفيف من آثارها.
وفي السنوات الأخيرة أثارت صور الزجاجات والأكياس التي تجمعها التيارات في وسط المحيطات أو الشواطئ المكسوة بالنفايات حملات لمكافحة هذا الميل، إلا ان هذا التلوث الظاهر ليس سوى جزء قليل من الواقع.
كما قام باحثون بحلّ لغز البلاستيك المفقود، إذ ترمى ملايين الأطنان من المخلّفات البلاستيكية في البحار والمحيطات كلّ سنة لكن لا يظهر سوى جزء بسيط منها.
وتنتهي أطنان من البلاستيك سنويا في مياه المحيطات إلا ان العلماء يقدرون أن 250 ألف طن فقط تطفو على سطح المياه فيما يبقى 99% من هذه النفايات التي وصلت إلى البحار مفقودة.
وتتغير كثافة المواد البلاستيكية بسبب التآكل والشمس وعمل البكتيريا وتكون تحت رحمة التيارات وما أن تصل إلى الأعماق يصبح من الصعب تعقبها.
وحذّر البنك الدولي من أن الانتشار الكبير للنفايات في العالم يشكّل تهديدا إضافيا على صحة البشر والبيئة التي أوهنها أصلا الاحترار المناخي.
وجاء في تقرير للبنك الدولي أنه في حال لم تُتّخذ الإجراءات اللازمة للحدّ من هذه الأزمة بشكل عاجل، فإن حجم النفايات سيزيد بنسبة 70% مع حلول العام 2050 ليصبح ثلاثة مليارات و400 مليون طن، في مقابل مليارين وعشرة ملايين طن في العام 2016.
ومع أن البلدان الغنيّة لا يعيش فيها سوى 16% من إجماليّ سكّان الأرض، إلا أنها تنتج 34% من نفايات العالم، فيما تصدر مناطق شرق آسيا والمحيط الهادئ ما نسبته 23%.
ويُتوقّع أن يزداد إنتاج النفايات في دول إفريقيا أكثر من ضعفين بحلول العام 2050 وأكثر من ثلاثة أضعاف في جنوب آسيا.
ويبدي خبراء البنك الدولي بشكل خاص قلقا من سوء إدارة البلاستيك لكونه يضرّ بالأنظمة البيئية مئات السنوات أو آلاف السنوات.
وتلقى فكرة تجريم الدمار الواسع للبيئة تحت مصطلح "الإبادة الإيكولوجية" تأييدا متناميا ويأمل مناصروها أن يساعد هذا المفهوم على ردع الحكومات والشركات عن إلحاق الضرر بالكوكب.