برنامج الفضاء الروسي على المحك بعد حادث إطلاق بلا ضحايا

رائدا فضاء أميركي وروسي ينجوان من هبوط اضطراري في قازاخستان بعد تعطل صاروخ حامل لمركبتهما، في أول عطل خطير تواجهه مهمة روسية مأهولة منذ عام 1983.
الكبسولة انفصلت عن الصاروخ المعطل وقامت بهبوط شديد الانحدار مستعينة بمظلات
الحادث يعني أن رواد الفضاء الثلاثة بمحطة الفضاء الدولية سيبقون بالمحطة حتى يناير على الأقل
الصواريخ الروسية هي الوسيلة الوحيدة لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الدولية منذ 2011
ترامب'غير قلق' بشأن اعتماد الرواد الأميركيين على روسيا للوصول للفضاء
تساؤلات حول برنامج الفضاء الروسي بعد الحادث الثاني في ظرف وجيز
اغسطس شهد اكتشاف ثقب في كبسولة سويوز أدى لخلل قصير في مستويات الضغط

مركز بايكونور الفضائي (قازاخستان) - نجا رائدا فضاء أميركي وروسي على متن مركبة سويوز في هبوط اضطراري في قازاخستان الخميس بعد تعطل الصاروخ الحامل للمركبة وهو في الجو خلال رحلته إلى محطة الفضاء الدولية.

وقالت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ووكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) إن رائد الفضاء الأميركي نيك هيغ والرائد الروسي أليكسي أوفتشينين هبطا دون أن يصابا بأذى وإن فرق الإنقاذ التي سارعت لتحديد مكانهما في الصحراء وصلت إليهما.

وحدثت الحالة الطارئة عندما انفصلت المرحلتان الأولى والثانية من صاروخ الدفع بعد فترة قصيرة من الإطلاق من قاعدة بايكونور الفضائية في قازاخستان.

وانفصلت الكبسولة سويوز التي كانت تقل الرجلين عن الصاروخ المعطل وقامت بما وصفتها وكالة ناسا بهبوط شديد الانحدار نحو الأرض مستعينة بمظلات ساعدت في إبطاء سرعتها.

وقالت ناسا إن الكبسولة استغرقت 34 دقيقة حتى هبوطها على الأرض بعد انفصالها عن الصاروخ.

وأضافت أن أطقم الإنقاذ هرعت بعد ذلك إلى موقع الهبوط، مشيرة إلى أنها ضمت مظليين وطائرات هليكوبتر ومركبات مخصصة للطرق الوعرة.

وأظهرت لقطات من داخل سويوز الرائدين وجسداهما يرتجان وقت حدوث الخلل وقد فقدا السيطرة على حركة أذرعهما وأرجلهما.

وأمكن سماع الرائد الروسي أوفتشينين وهو يقول "كانت رحلة سريعة".

ونشرت وكالة الفضاء الروسية صورا للرائدين وهما يخضعان لفحوص طبية ويسترخيان بعد الهبوط الاضطراري. وقالت وكالة إنترفاكس إنهما سيقضيان ليلة واحدة في المستشفى.

وقالت وكالة الإعلام الروسية إن موسكو علقت فورا جميع الرحلات الفضائية التي تحمل روادا. وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية ديمتري روجوزين إنه أمر بتشكيل لجنة حكومية لإجراء تحقيق بشأن الخلل الذي حدث.

ويحتاج مسؤولو ناسا الآن لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت الوكالة ستستمر في برنامج مختبر الأبحاث الفضائي الذي تكلف مئة مليار دولار.

وقال سام سميمي مدير محطة الفضاء الدولية في ناسا "خططنا للكثير من الأمور لبقية الخريف والشتاء ويجري تقييم كل هذا الآن".

وأضاف "هذا الطاقم لديه موارد جيدة للعام المقبل ولذلك لا داعي للقلق".

ونقلت إنترفاكس عن مصدر قوله إن الحادث يعني أن رواد الفضاء الثلاثة بمحطة الفضاء الدولية وهم ألماني وروسي وأميركي سيبقون بالمحطة حتى يناير/كانون الثاني على الأقل. وذكرت الوكالة أن من المحتمل تعليق إطلاق صواريخ سويوز غير المأهولة أيضا.

وأصبحت الصواريخ الروسية الوسيلة الوحيدة لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الدولية منذ أن أحالت الولايات المتحدة برنامج المكوك الأميركي للتقاعد في عام 2011 وذلك رغم إعلان ناسا عن خطط لرحلة تجريبية تحمل رائدين على متن صاروخ تجاري تابع لشركة سبيس إكس في أبريل نيسان من العام المقبل.

وتتعاون الولايات المتحدة وروسيا في قطاع الفضاء رغم توتر العلاقات بين البلدين. وعندما سئل عن الحادث، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إنه "غير قلق" بشأن اعتماد الرواد الأميركيين على روسيا للوصول للفضاء.

وكان حادث الخميس هو أول مشكلة كبيرة في عملية إطلاق تواجهها مهمة مأهولة لسويوز منذ عام 1983 عندما أفلت الطاقم بأعجوبة قبل انفجار في منصة الإطلاق.

نجاة الطاقم

قال جيم بردنستاين المسؤول في ناسا الذي كان حاضرا في عملية الإطلاق الخميس إن العطل نتج عن انحراف في محرك الصاروخ.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في تصريح للصحفيين إن أهم شيء هو أن الرجلين عادا سالمين.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر بصناعة الفضاء الروسية قوله الخميس إن طاقم محطة الفضاء الدولية لديه ما يكفي من الإمدادات حتى أبريل/نيسان المقبل.

ومن المرجح أن تُثار تساؤلات حول برنامج الفضاء الروسي. ففي أغسطس/آب تم اكتشاف ثقب في كبسولة سويوز التحمت بالفعل بمحطة الفضاء الدولية أدى لخلل قصير في مستويات الضغط. وقال روجوزين حينها إن الثقب قد يكون "عملا تخريبيا".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، فقدت وكالة الفضاء الروسية الاتصال بالقمر الصناعي ميتيور إم المخصص لرصد وقياس أحوال الطقس بعد إطلاقه من قاعدة فوستوشني الجديدة في أقصى شرق البلاد.