برهم صالح يناشد جيران العراق الحفاظ على استقراره

الرئيس العراقي يؤكد أن المنطقة بحاجة إلى استقرار مبني على منظومة للأمن المشترك يعتمد احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونبذ العنف والتطرف.
العراق سيعمل على بذل قصارى جهده لفتح باب الحوار البناء في المنطقة
الرئيس العراقي يطالب بضرورة تبني الحوار المباشر
صالح يصف مشاركته بمؤتمري مكة بالمشاركة المثمرة

بغداد - أكد الرئيس العراقي برهم صالح، السبت، أن ترسيخ الاستقرار في العراق يتطلب تعاونا وتفهما من الأشقاء والجيران والأصدقاء، فيما وصف مشاركته بمؤتمري مكة بـ "المثمرة".
وذكر بيان لمكتبه الإعلامي أن "صالح عاد صباح السبت إلى البلاد، بعد مشاركة مثمرة بمؤتمري القمة العربية الطارئة، وقمة منظمة التعاون الإسلامي الرابعة عشرة، في مدينة مكة المكرمة".
واعتبر صالح أن "المنطقة بحاجة إلى استقرار مبني على منظومة للأمن المشترك، يعتمد احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونبذ العنف والتطرف".
وأوضح أن "ترسيخ الاستقرار في العراق يتطلب تعاونا وتفهما من الأشقاء والجيران والأصدقاء، مما يحتّم على كل الأشقاء دعمنا والوقوف إلى جانبنا، لأن العراق أحد أهم ركائز المنطقة".
وتابع: "أي تصادم في منطقتنا سيعرض أمن العراق للتهديد، ومن هذا المنطلق، منطلق مصلحتنا العراقية، ومنطلق حرصنا على أمن المنطقة، ومنطلق حرصنا على أمن أشقائنا والأمن القومي العربي، فالعراق سيعمل على بذل قصارى جهده لفتح باب الحوار البناء".

أي تصادم في منطقتنا سيعرض أمن العراق للتهديد

وشدد الرئيس العراقي على "ضرورة تبني الحوار المباشر، ونبذ العنف والحرب".

وأحرق عناصر فصائل شيعية موالية لإيران أعلاما أميركية وداسوا على صور للرئيس دونالد ترامب خلال مسيرة نظمت الجمعة في بغداد بمناسبة "يوم القدس" الذي يصادف هذه السنة مع توتر شديد بين طهران وواشنطن.

ونظمت المسيرة في الذكرى السنوية "ليوم القدس" الذي يحتفل به منذ عام 1979 في إيران، في شارع فلسطين الرئيسي الواقع في شرقي بغداد.

وقام عناصر من فصائل حزب الله و النجباء المواليتين لإيران، يرتدون زيهم العسكري، بحرق أعلام الولايات المتحدة التي تعيش خلافاً حاداً مع إيران منذ الانسحاب الأميركي الأحادي الجانب قبل عام من الاتفاق النووي مع إيران و ما أعقبه من فرض عقوبات اقتصادية ضد طهران.

وحمل عناصر من هذه الفصائل المسلحة يرتدون زيا عسكريا صورة كبيرة لآية الله الخميني، وحملوا لافتات أخرى كتب على أحدها "لا لصفقة القرن" في إشارة إلى خطة السلام الأميركية التي يعدها جاريد كوشنر صهر الرئيس الاميركي حول مستقبل الشرق الاوسط .

الفصائل العراقية الموالية لايران
ايران تحرض فصائلها في العراق على مهاجمة المصالح الاميركية

واعتبر محللون ان المسيرة التي قامت بها الفصائل الشيعية رسالة تهديد من العراق للولايات المتحدة من مغبة التعرض لطهران.

وتصاعد التوتر بين البلدين أيضا بعدما أدرجت واشنطن الحرس الثوري الإيراني الذي يتولى تدريب وتسليح فصائل شيعية عراقية، على قائمة "الإرهاب".

ويثير تعزيز التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط منذ مطلع أيار/مايو، لمواجهة "التهديدات الإيرانية، مخاوف من وقوع مواجهات مسلحة خصوصا داخل العراق.

وتعمد إيران الى تحريض حلفائها في المنطقة وفي العراق على استهداف الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج خدمة للمصالح الإيرانية ولتخفيف الضغوط الدولية على طهران.

وتستغل إيران القضية الفلسطينية لدغدغة مشاعر حلفائها وتبرير الاعتداءات التي تتعرض لها دول خليجية.

وحذر المسؤولون العراقيون خلال استقبال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بغداد قبل أيام من "مخاطر الحرب"، ومن تحول العراق الى مسرح لأي تطور في التوترات بين واشنطن وطهران.

وشهدت بغداد ومدن متفرقة تظاهرات شارك فيها آلاف العراقيين تحت شعار "لا للحرب" في المنطقة.

وحث الآلاف من أنصار رجل الدين العراقي البارز مقتدى الصدر القادة السياسيين وزعماء العشائر في العراق الجمعة 24مايو/ايار على الابتعاد عن أي صراع بين إيران والولايات المتحدة أكبر حليفتين لبغداد.
وهتف محتجون من مؤيدي الصدر، الذي قاد مسلحين من قبل ضد القوات الأميركية وانتقد علنا أيضا النفوذ الإيراني في العراق، بشعارات مناهضة للحرب في وسط العاصمة بغداد وفي مدينة البصرة في جنوب البلاد.
ويخشى العراقيون من تورط بلادهم في أي تصعيد للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران والذي احتدم هذا الشهر عندما قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها سترسل قوات إضافية للشرق الأوسط لمواجهة ما تصفه بالتهديدات لمصالحها في المنطقة من جانب أطراف بينها جماعات مسلحة تدعمها إيران في العراق.
ودعا سياسيون وقادة جماعات شيعية مسلحة للتحلي بالهدوء وحاولت الحكومة العراقية أن تضع نفسها في موقع الوسيط بين الجانبين.

وكان الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر حذر الاثنين 20 ايار/مايو من نهاية العراق حال نشوب الحرب بين إيران وأميركا، رافضاً زج بلاده في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع.
وقال الصدر في تغريدة له نشرت على حسابه الرسمي في "تويتر"، ان "الحرب بين إيران وأميركا ستكون نهاية للعراق، وأي طرف يزج العراق بالحرب ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدوا للشعب العراقي".
وأضاف، "لست مع الحرب بين إيران وأميركا، ولست مع زج العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع الإيراني الأميركي".
وتابع الصدر، "نحن بحاجة الى وقفة جادة مع كبار القوم لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس فتجعله ركاما".

ووسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران شهدت المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد والتي تضم مبان حكومية وسفارات إطلاق صاروخ مطلع الأسبوع لكنه لم يتسبب في وقوع خسائر. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم يشتبهون بقوة في أن حلفاء محليين لإيران هم من يقفون وراءه.
وجاء إطلاق الصاروخ بعد أن حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو القادة العراقيين من أن واشنطن سترد بالقوة إذا أخفقوا في السيطرة على الجماعات المدعومة من إيران.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن معلومات مخابراتية أميركية أظهرت أن جماعات مسلحة تنشر صواريخ قرب قواعد بها قوات أميركية.
وقال العراق إنه سيرسل وفودا إلى واشنطن وطهران للمساعدة في تهدئة التوتر.

وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو
واشنطن حذرت القادة العراقيين من رد قاس على الجماعات المدعومة من إيران

ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وأطاح بصدام حسين في عام 2003، هيمنت إيران على السياسة في العراق عبر حلفاء في الحكومة والبرلمان وبنت نفوذا كبيرا على قطاعات من أجهزة الأمن.

وبات التخلص من التبعية لإيران أمرا صعبا حيث تغلغلت في مفاصل الدولة وهيمنت على معظم القطاعات الحيوية بما فيها القطاعات الأمنية والعسكرية.

وتم دمج العشرات من الفصائل شبه العسكرية المدعومة بالأساس من طهران رسميا في صفوف قوات الأمن في العام الماضي، بعدما لعبت دورا رئيسيا في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017.

ويقول منتقدون إنهم شرعوا أيضا في السيطرة على قطاعات بالاقتصاد. وتنفي الفصائل ذلك، لكن الوقائع تشير بالفعل إلى أن تلك الفصائل باتت تتمتع بنفوذ أكبر مما كان متوقعا وهي قادرة على خلخلة الأمن وإرباك الاقتصاد إذا دخلت في معركة لي أذرع مع الدولة العراقية.

وتسعى إيران لتعزيز السيطرة على محور من الأراضي يمتد من طهران عبر العراق وسوريا إلى لبنان حيث تتمتع بنفوذ، من خلال حلفاء بينهم تلك الفصائل.

وعقدت قمة خليجية طارئة في مكة بدعوة من الرياض، لبحث التهديدات في المنطقة إثر التوتر الأخير بين واشنطن وطهران، بالتوازي مع انعقاد قمتين في مكة: عربية وإسلامية، الخميس والجمعة الماضيين.
وجاءت القمة بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، وتصدرتها دعوات سعودية لإدانة التدخلات الإيرانية في المنطقة.