بروتين في دماغ الإنسان يصد الزهايمر

تنظيم خلايا الدم البيضاء في دماغ الإنسان بواسطة بروتين يحمي من الإصابة بالمرض العصبي المتسبب في فقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، والاكتشاف يمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة.

أوتاوا - أظهرت دراسة كندية حديثة أن خلايا الدم البيضاء في دماغ الإنسان يتم تنظيمها بواسطة بروتين يحمي من الإصابة بمرض الزهايمر، وهو اكتشاف يمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة للمرض.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة ألبرتا الكندية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Communications Biology) العلمية.
وأوضح الباحثون أن الخلايا المناعية في المخ، والتي تسمى الخلايا الدبقية الصغيرة، تلعب دورا مهما في الوقاية من مرض الزهايمر.
والخلية الدبقية الصغيرة، هي إحدى أنواع الخلايا الدبقية الموجودة في الدماغ والحبل الشوكي، وتعد تلك الخلية خط الدفاع المناعي الأول في الجهاز العصبي المركزي لقيامها بدور الخلايا البلعمية المقيمة.
وتمثل الخلايا الدبقية الصغيرة حجر الأساس في حماية الدماغ، إذ تنظفه من العصبونات والوصلات العصبية غير الضرورية والخلايا الميتة والعدوى باستمرار، وتُعتبر العمليات التي تقوم بها شديدة الأهمية في حماية الدماغ من أي تلف قاتل.

الخرف
يتسبب في فقدان الذاكرة

وحدد الباحثون في دراستهم الجديدة بروتينا يسمى "CD33"، موجودا على الخلايا الدبقية الصغيرة كعامل قد يقلل من احتمال إصابة الشخص بمرض الزهايمر.
واكتشف الفريق أن أقل من 10 في المئة من السكان لديهم نسخة من بروتين "CD33"، ما يجعلهم أقل عرضة للإصابة بالزهايمر.
وقال الدكتور ماثيو ماكاولي، الباحث المشارك في الدراسة، إن "وجود بروتين CD33 على الخلايا الدبقية الصغيرة يوحي بأن الخلايا المناعية يمكنها حماية المخ من مرض الزهايمر".
وأضاف أن دراستهم أظهرت أن "بروتين CD33 يلعب دورا مهما في تعديل وظيفة الخلايا الدبقية الصغيرة، وهذه النتائج تمهد الطريق للاختبار المستقبلي للعلاقة السببية بين هذا البروتين والمرض العصبي المعقد، وكذلك اختبار الاستراتيجيات العلاجية لتفعيل دور الخلايا الدبقية الصغيرة في حماية المخ".
وأشار ماكاولي إلى أن "بروتين CD33 يقوم بدور فاعل في حث الخلايا الدبقية على تنظيف الدماغ من لويحات التنكس العصبي، في عملية تسمى البلعمة، وهذه العملية تسهم في إبطاء خطر الإصابة بالزهايمر".
ويعد الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعا، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجيا إلى فقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.