بروكسل تجهّز قائمة موسعة من العقوبات على تركيا

الرئيس التركي يعتبر أن أي قرار بشأن العقوبات لا يشكل مصدر قلق كبير لبلاده، فيما يحذر بعض الأوروبيين من أن تصعيد المواجهة قد يدفع تركيا مجددا لاستخدام ملف اللاجئين في ابتزاز أوروبا.
اردوغان يتهم الاتحاد الأوروبي بعدم النزاهة
اردوغان يتحدى أي عقوبات أوروبية

بروكسل - أفاد بيان أعده زعماء الاتحاد الأوروبي للموافقة عليه في قمتهم المقررة غدا الخميس بأن الاتحاد سيفرض عقوبات على المزيد من الأتراك والشركات التركية المسؤولة عن أعمال التنقيب في المياه المتنازع عليها في البحر المتوسط.

وأشارت مسودة البيان إلى أن الاتحاد "سيعد قوائم إضافية" لقائمة العقوبات المعدة بالفعل منذ 2019 "وسوف يعمل على توسيع نطاقها إذا تطلب الأمر".

وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء إن العقوبات التي قد يفرضها الاتحاد الأوروبي على أنقرة بسبب نشاطاتها المثيرة للجدل في شرق البحر المتوسط ليست "مصدر قلق كبير" لبلاده.

وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في أنقرة قبل توجهه إلى أذربيجان للقيام بزياة رسمية إن "أي قرار بشأن عقوبات الاتحاد الأوروبي لا يشكل مصدر قلق كبير لتركيا".

ومسألة فرض عقوبات على تركيا مدرجة على جدول أعمال القمة الأوروبية التي ستعقد في العاشر من ديسمبر/كانون الأول بسبب أعمال التنقيب عن الغاز التي تقوم بها تركيا في شرق البحر المتوسط في مناطق بحرية متنازع عليها مع اليونان وقبرص.

وقال اردوغان إن "الاتحاد الأوروبي يطبق دائما عقوبات على تركيا على أي حال"، متهما الاتحاد بأنه "لم يكن نزيها معنا ولم يفِ بوعوده".

ورأى الرئيس التركي أن "قادة شرفاء" داخل الاتحاد الأوروبي لم يسمهم، لا ينظرون بارتياح إلى العقوبات.

وكان الاتحاد الأوروبي تقدم بمقترح للانفتاح على أنقرة في أكتوبر/تشرين الأول يرافقه تهديد بفرض عقوبات إذا لم توقف تركيا أعمالها.

لكن العديد من الدول الأعضاء، بما في ذلك ألمانيا، تعارض فرض عقوبات.

وتصاعدت الخلافات بين أثينا وأنقرة مع نشر تركيا في أغسطس/آب السفينة عروج ريس للقيام بعمليات استكشاف في المناطق البحرية المتنازع عليها مع اليونان وقبرص.

وأعلنت أنقرة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عودة السفينة في مناورة جديدة لتفادي أي عقوبات أوروبية ستعمق حتما مشاكل الاقتصاد التركي يعيش ركودا آخذا في التفاقم خاصة مع انتشار فيروس كورونا

ومع ذلك دان الاتحاد الأوروبي الجمعة استمرار "الأعمال الأحادية" و"الخطاب العدائي" من جانب تركيا.

وقال اردوغان في إشارة إلى أثينا "هم من يتجنبون طاولة المفاوضات"، لكن اليونان أصرت على ضرورة وقف تركيا عمليات الاستكشاف قبل بدء التفاوض.

وبرز تفاؤل في سبتمبر/أيلول الماضي إزاء طريقة لحل الخلاف من خلال الحوار بعد موافقة تركيا واليونان العضوين في حلف شمال الأطلسي، على إجراء محادثات استكشافية متوقفة منذ 2016.

لكن الآمال تبددت مع عودة أوروتش رئيس لإجراء أنشطة استكشاف أواخر الشهر الماضي في خطوة وصفتها أثينا بأنها "تهديد مباشر للسلام".

ويثير وجود السفينة في شرق المتوسط منذ أشهر عدة توتراً مع الاتحاد الأوروبي الذي مدد هذا الشهر عقوبات ضد تركيا لعام إضافي ويعتزم تشديدها

ولا يتفق جميع أعضاء الاتحاد الاوروبي على جدوى العقوبات، إذ يخشى البعض من أن تصعيد المواجهة قد يحمل حكومة اردوغان مجددا على السماح لطالبي اللجوء بمغادرة تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي.

ويستثمر الرئيس التركي بورقة اللاجئين للضغط على أوروبا وابتزازها، وذلك للتغطية على انتهاكات أنقرة في مياه شرق المتوسط ومنع أي عقوبات أوروبية على بلاده.