بروكسل تحيي دعوات استقلال أوروبا بنفسها عن واشنطن

وزيرة خارجية بلجيكا ترفض إظهار "حماسة وسذاجة" حيال مقاربة الرئيس الأميركي الجديد للعلاقات بين ضفتي الأطلسي، داعية إلى ضرورة أن تستمر أوروبا في رسم مسارها وعدم انتظار واشنطن لتقول أي طريق يتوجب إتباعه.
تطمينات بايدن لا تهدئ المخاوف الأوروبية
ترامب رحل تاركا أزمة ثقة بين ضفتي حلف الأطلسي
محاذير أوروبية في التعاطي مع السياسات الأميركية

بروكسل - لم تهدئ تطمينات الرئيس الديمقراطي جو بايدن خلال حملته الانتخابية ولا بعد فوزه برئاسة الولايات المتحدة القلق الأوروبي حيال القضايا المشتركة، ففي الوقت الذي رحب فيه الاتحاد الأوروبي برحيل ترامب معتبرا نهاية ولايته "فجرا جديدا"، لا يزال زعماء في الاتحاد يؤيدون بقوة فكرة الاستقلال عن الشريك الأميركي في عدة ملفات وهي فكرة طرحها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون قبل سنوات قليلة في ذروة التوتر الذي فجره ترامب بين ضفتي المتوسط.

 وأحيت وزيرة خارجية بلجيكا صوفي فيلمس الخميس هذا الجدل بأن قالت إنّ الاتحاد الأوروبي يمكنه "الشعور بالارتياح" حيال مقاربة بايدن للعلاقات بين ضفتي الأطلسي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ لبروكسل مصلحة بالاستقلال بنفسها عن الولايات المتحدة.

وقالت في مقابلة مع فرانس برس "ثمة ترقب، أمل في القدرة على العمل مع شخصية يمكن التنبؤ بتحركاتها بشكل اكبر ربما، ولكن من دون سذاجة".

وأضافت فيلمس التي سبق أن تبوأت منصب رئيسة حكومة دولتها "نحن نعلم أنّ الولايات المتحدة ستحافظ على أجندتها، لكن ما سيتغير هي المقاربة لنهج التعددية وللاتحاد الأوروبي وفقا لما سمعناه في بعض التصريحات".

وقالت "طبيعي أن نشعر بالارتياح تجاه العودة إلى نهج التعددية وتجاه قرار الرئيس بايدن العودة إلى اتفاق باريس (حول المناخ) وعودة الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية"، لافتة إلى أنّه "بالإمكان إحداث تغيير فقط عندما نعمل سويا".

إلا أنّ صوفي فيلمس رفضت رغم ذلك إظهار "حماسة وسذاجة"، مضيفة أنه "يتعين على أوروبا الاستمرار في رسم مسارها وعدم انتظار الولايات المتحدة لتقول أي طريق يتوجب إتباعه".

وشددت على أنّ "أوروبا تعلمت من إدارة دونالد ترامب إلى أي مدى لها مصلحة بالاستقلال بنفسها عن واشنطن وإتباع مسارها الخاص، لا ضدّ طرف معيّن وإنّما لتكون في موقع الشريك الموثوق به".

وكانت بعض القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وضعت الأوروبيين في مواجهة صعوبات على غرار قرار واشنطن خفض عديد قواتها العسكرية المشاركة في عملية "الدعم الحازم" لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان إلى 2500 عنصر.

وحذر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ حديثا بأنّه "سيتعيّن اتخاذ قرارات صعبة في فبراير/شباط 2021 بخصوص البعثة في أفغانستان في حال إخفاق مسار السلام، بينما قالت ويليمس "إننا نأسف اتخاذ بعض القرارات بشكل أحادي وبشكل حاد بعض الشيء".

وأعلنت وزيرة خارجية بلجيكا التي تنشر 200 عسكري في أفغانستان "الأفضل حاليا الإبقاء على حضور ميداني هناك إذا كان من شأن ذلك الحفاظ على وضع يتسم بما يكفي من الهدوء"، مضيفة "سنحدد موقفنا في فبراير" خلال اجتماع وزراء دفاع الحلف.