بروكسل تدرس تشكيل 'جيش أوروبي' للتدخل السريع

فكرة تشكيل قوة عسكرية أوروبية مشتركة قوامها 5 آلاف جندي تأتي بينما يسعى الاتحاد الأوروبي لتعزيز قدراته العسكرية وإجراء مراجعة إستراتيجيته الشاملة، فيما يريد أن تكون تلك القوة قادرة على التدخل السريع في مناطق الأزمات.
الهدف من تشكيل قوة أوروبية مشتركة يذهب أبعد من الانتشار العسكري السريع
فكرة تشكيل جيش أوروبي لا تحظى بتوافق داخل الاتحاد
دول أوروبية دعت في السابق لاستقلالية دفاعية في خضم توترات فجرها ترامب
هل سيكون تشكيل قوة أوروبية مشتركة رديفا لقوات الناتو

بروكسل - أفاد مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي بأنّ وزراء دفاع التكتل سيبحثون الخميس مقترحا لتشكيل قوة عسكرية مشتركة قوامها 5 آلاف جندي قادرة على التدخل والانتشار السريع في مناطق الأزمات.

وتهدف الخطة التي تحظى بدعم نحو 14 دولة عضو لتعزيز القدرات العسكرية للاتحاد الأوروبي، في إطار مراجعة إستراتيجيته الشاملة التي سيتم التوافق عليها عام 2022.

وقال المسؤول الأوروبي الأربعاء "ما نود القيام به الآن، ولأن العديد من الدول أيدت الفكرة، هو محاولة معرفة ما إذا كان بإمكاننا إجراء تدريب مسبق لـ5 آلاف شخص إضافة إلى عنصر جوي وربما بحري أيضا".

وأضاف "ما في ذهننا هو أن نكون قادرين على نشر قوة التدخل هذه بسرعة في حال كان لديك على سبيل المثال حكومة شرعية في دولة ما تخشى احتمال سيطرة مجموعة إرهابية عليها".

وهذا المخطط الذي من المقرر مناقشته في أول اجتماع وجها لوجه لوزراء دفاع التكتل منذ نحو عام يأتي مع دفع بعض دول الاتحاد لتطوير قوة عسكرية مشتركة.

وأشار المسؤول إلى أن الدول الأعضاء الـ14 التي أيدت الاقتراح حتى الآن هي النمسا وبلجيكا وقبرص والجمهورية التشيكية وألمانيا واليونان وفرنسا وايرلندا وايطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا.

وهذه ليست المرة الأولى التي تبذل فيها جهود من قبل التكتل لتشكيل قوة تدخل سريع، فقد أنشأ الاتحاد الأوروبي ما يسمى بـ"المجموعات القتالية" التي يبلغ عديدها 5 آلاف جندي عام 2007، لكن لم يتم نشرها بسبب خلافات سياسية وتمويلية.

وقال المسؤول إن المجموعات القتالية يمكن أن تشكل "نواة" للقوة المستقبلية، لكنه أصر على أن النقاش لا يزال في مهده، مضيفا "ما نحتاج إليه الآن هو بناء إجماع حول هذه الفكرة".

ويحتدم الجدل منذ عقود حول الدور الذي يجب أن تلعبه بروكسل في مجال الدفاع، كما يسود التردد بين الدول الأعضاء في التوافق على خطوات لدمج القدرات العسكرية لدول التكتل.

ووضع قرار الانسحاب الأميركي من أفغانستان، الشركاء الأوروبيين في حلف الناتو في مأزق وأيقظ المخاوف الأوروبية من التقلبات السياسية وتبعاتها وتأثيراتها على جهود مكافحة الإرهاب ومهام الدفاع المشتركة.

واكتسبت الطموحات بشأن تشكيل قوة دفاع مشترك زخما في السنوات الأخيرة. وكان لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أثره رغم خسارة بعض الثقل العسكري والدبلوماسي، خاصة وأن لندن كانت معارضا شرسا لأي فكرة تؤدي إلى إنشاء جيش أوروبي.

وكشف المسؤول أن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي دعا التكتل لإظهار المزيد من القوة سيحض أيضا الخميس على إرسال مهمة لمتدربين لمساعدة جيش موزمبيق.

وأضاف أن المهمة قد يتم نشرها في النصف الثاني من هذا العام حيث ستشهد تسليم جيش موزمبيق معدات تساعده في حربه ضد الجهاديين في شمال البلاد.

وكان الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون من أنصار هذه الفكرة التي طرحت في خضم توتر بين الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والاتحاد الأوروبي حول نفقات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ومن ضمن تلك التوترات التي فجرها ترامب حينها رفع مخصصات الدول الأعضاء لتخفيف الأعباء، ما خلق شرخا في صلب الناتو، لكن ماكرون نفى حينها أن يكون تشكيل جيش أوروبي رديفا لقوات الناتو، بينما لا تحظى تلك الفكرة بتوافق داخل التكتل الأوروبي المثقل بأكثر من أزمة والذي يعيش حالة من الانقسامات خاصة في ما يتعلق بتقاسم أعباء استقبال وإيواء اللاجئين، فمعظم دول شرق أوروبا ترفض تحمل أعباء إضافية بينما تواجه أزمات مالية.