بريطانيا تتجه نحو سيناريو بريكست دون اتفاق

النوّاب البريطانيون يرفضون كل المقترحات البديلة لاتفاق بريكست ورئيسة الوزراء تيريزا ماي تعقد جلسة محادثات مع وزرائها للبحث عن مخرج للأزمة.
بريطانيا أمام خيارين: بريكست بدون اتفاق أو طلب التمديد
مفاوض الاتحاد الأوروبي يرى أن احتمال بريكست بدون اتفاق يزداد
فرصة أخيرة أمام بريطايا لكسر الجمود أو مواجهة الأسوأ
أعضاء مجلس العموم فشلوا في التصويت على بديل

بروكسل - حذّر كبير المفاوضين في ملف بريكست عن الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه، اليوم الثلاثاء، من أن احتمال خروج بريطانيا من التكتل الأسبوع المقبل دون اتفاق ينظم العملية "يزداد يوماً بعد يوم".

وقال بارنييه إن "بريكست بدون اتفاق لم يكن يوما السيناريو الذي نتمناه أو نسعى إليه (...) لكن دول الاتحاد الأوروبي الـ27 مستعدة" الآن لهذا السيناريو الذي "يزداد احتمالا يوماً بعد يوم".

وجاءت تصريحاته خلال خطاب ألقاه في مركز السياسات الأوروبية للأبحاث في بروكسل غداة فشل أعضاء مجلس العموم البريطاني مجددا في اتخاذ موقف موحد حيال أي بديل لاتفاق بريكست الذي وقعته رئيسة الوزراء تيريزا ماي العام الماضي.

وترأس ماي اجتماعات لمجلس الوزراء تستمر ساعات طويلة اليوم الثلاثاء في محاولة لشق مسار للخروج من حالة الغضب العارمة التي تحيط ببريكست بعد أن تعرضت لضغوط إما أن تترك التكتل دون اتفاق أو أن تدعو لانتخابات جديدة.

وصوت النواب البريطانيون مساء أمس الاثنين ضد أربعة بدائل محتملة لاتفاق بريكست، بعد رفضهم للمرة الثالثة الاتّفاق ما أبقى الغموض المخيم على الخروج قبل أقل من أسبوعين من انتهاء مهلة الإرجاء.

وكانت بروكسل قد حدّدت 12 نيسان/أبريل موعدًا نهائيًا لإقرار الاتّفاق المبرم مع رئيسة الوزراء أو إيجاد بديل منه أو الخروج من دون اتّفاق.

ولم تحصل البدائل المقترحة والقاضية بإقامة علاقات اقتصادية أوثق مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست (اقتراحان)، أو بإجراء استفتاء ثانٍ، أو بوقف بريكست تفاديًا لخروج من دون اتّفاق، على غالبية من الأصوات في البرلمان.

وقد حصل اقتراح إجراء استفتاء ثانٍ على أعلى نسبة تأييد من بين الاقتراحات الأربعة، وقد أيده 280 نائبا فيما عارضه 292.

وقال بارنييه "دعونا لا ننسى أن لدينا اتفاقا أبرمته تيريزا ماي والحكومة البريطانية مع المجلس والبرلمان الأوروبيين في 25 تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، أي منذ أربعة أشهر".

وأضاف "حاولنا التأكد من أنه سيكون بوسع بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي في 29 آذار/مارس، وهو ما كانت (لندن) تتطلع إليه". وأكد أنه إذا كانت لندن لا تزال ترغب بالانسحاب من التكتل "بشكل منظم فإن هذا الاتفاق هو الوحيد" الذي سيكون بإمكانها الحصول عليه.

ولفت إلى أنه في حال لم تنجح ماي في تمرير اتفاق بريكست عبر مجلس العموم، فلن يكون هناك أمامها إلا خيارين آخرين قبل انسحاب لندن من التكتل في 12 نيسان/أبريل أو بعد هذا التاريخ بوقت قصير.

وقال "إذا لم يصوت البرلمان البريطاني لصالح اتفاق الانسحاب خلال الأيام المقبلة، فلن يبقى إلا خيارين: الانسحاب بدون اتفاق أو طلب تمديد المهلة المنصوص عليها في المادة 50 لمدة إضافية".

وأضاف "تتحمل الحكومة البريطانية مسؤولية الاختيار بين هذين الخيارين".

لكنه حذّر من أن بقيّة قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 لن يوافقوا على تمديد من هذا النوع بشكل تلقائي لدى عقدهم قمة طارئة في 10 نيسان/أبريل.

وأوضح أن "تمديدا كهذا يحمل مخاطر كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ولذلك ستكون هناك حاجة لمبرر قوي. حذّرتنا شركات تجارية كثيرة في الاتحاد الأوروبي من كلفة تمديد فترة الضبابية".

وأفاد في إشارة إلى انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة "ستكون هناك كلفة سياسية كذلك. إذا كانت بريطانيا لا تزال عضواً (في التكتل) بتاريخ 23 أيار/مايو، فسيكون عليها المشاركة في الانتخابات".

وأضاف أن ذلك سيعني أن بريطانيا ستبقى في التكتل "لفترة أطول كعضو في طريقه إلى الخروج" وهو ما قد "يشكل خطراً على سيادتنا في صنع القرارات" محذرا من أنه لن يكون من الممكن التفاوض على علاقات بريطانيا مع بروكسل ما بعد بريكست في ظل وجود لندن داخل التكتل.

من جانبه حذّر مسؤول ملف بريكست في البرلمان الأوروبي غي فرهوفتشاد الثلاثاء من أن فشل النواب البريطانيين في التوصل إلى بديل لاتفاق بريكست يعني أنه بات شبه مؤكد أن بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبي من دون اتّفاق.

وقال فرهوفتشاد إن "مجلس العموم صوت مجددا ضد كل الخيارات. لقد بات بريكست شبه مؤكد"، مضيفًا أن "لدى المملكة المتحدة فرصة أخيرة الأربعاء لكسر الجمود أو مواجهة الأسوأ".

يذكر أن البريطانيون قرروا، بغالبية 52 بالمئة في استفتاء أجري عام 2016، الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد عضوية استمرت 46 عاما.

لكن مذّاك تشهد البلاد انقساما حول آلية الخروج وطبيعة العلاقات المستقبلية مع التكتل. ودفعت الفوضى في هذا الملف رئيسة الوزراء إلى إرجاء موعد بريكست.

وقالت ماي سابقا إن من "غير المقبول" أن تطالب الناخبين بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة، بعد ثلاث سنوات من تصويتهم في استفتاء لمصلحة مغادرة الاتحاد.