بريطانيا تتسلم من الإدارة الكردية 3 أطفال من أبناء جهادييها

رغم نداءات الأكراد المتكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع "كارثية" في مخيمي الهول وروج، إلا أن غالبية الدول تصر على عدم استعادة مواطنيها.
الإدارة الكردية تتمسك بعد إقامة محكمة خاصة بالجهاديين الأجانب
دول غربية ترفض استعادة أبناء جهادييها المحتجزين في سوريا
فرنسا أعادت 35 طفلا فقط من أصل 320 أبناء جهادييها المحتجزين

القامشلي (سوريا) - سلّمت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا ثلاثة أطفال أشقاء بريطانيين من أفراد عائلات تنظيم الدولة الإسلامية إلى وفد من بلادهم، وفق ما أعلنت الثلاثاء.

ومنذ إعلان القضاء على دولة "خلافة" التنظيم المتطرف المزعومة قبل عامين، تطالب الإدارة الذاتية الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم الموجودين في مخيمات، وبينهم عشرات آلاف الأطفال، أو مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات، فيما تمتنع بلدانهم عن القيام بذلك.

وأعلن الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية عبدالكريم عمر في تغريدة على حسابه بتويتر الثلاثاء أنه "تم تسليم ثلاثة أطفال بريطانيين من عوائل تنظيم داعش إلى هيئة من الخارجية البريطانية وفق وثيقة تسليم رسمية بين الإدارة الذاتية والمملكة المتحدة".

وقال مصدر في الإدارة الذاتية فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الأطفال الثلاثة أشقاء وهم طفلة في الثانية وولدان في السابعة والتاسعة، مشيرا إلى أن والدتهم بقيت في أحد مخيمات شمال شرق سوريا.

وفي السادس من أكتزبر/تشرين الأول، سلمت الإدارة الذاتية 11 امرأة و37 طفلا لكل من الدنمارك وألمانيا.

ويقبع آلاف النساء والأطفال الأجانب من عائلات أفراد التنظيم في أقسام مخصصة لهم في مخيمي الهول وروج في محافظة الحسكة (شمال شرق).

ورغم نداءات الأكراد المتكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع "كارثية" في المخيمين، إلا أن غالبية الدول تصر على عدم استعادة مواطنيها ولم تستجب دعوة الإدارة الذاتية إلى إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين القابعين في سجون قواتها.

وقد تسلمت دول قليلة عددا من أفراد عائلات الجهاديين، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو. واكتفت أخرى، خصوصا الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال لا سيما اليتامى من أبناء الجهاديين.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي أفادت منظمة ""أنقذوا الأطفال"  (سيف ذي شيلدرن) بأن فرنسا أعادت 35 طفلا فقط من أصل 320 على الأقل يقطنون في المخيمين، فيما أعادت بريطانيا أربعة فقط بينما يُعتقد أن 60 طفلا بريطانيا ما زالوا في سوريا.

ويؤوي مخيم الهول وحده قرابة 62 ألف شخص، غالبيتهم نساء وأطفال، بينهم نحو عشرة آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص وقيد حراسة مشدّدة، وفق الأمم المتحدة التي حذرت من "حالات تطرف". ويشهد المخيم بين الحين والآخر فوضى وحوادث أمنية.

وتخشى دول غربية من أن هؤلاء يمثلون مشاريع تطرف وقنابل موقوتة وأن برامج إعادة التأهيل قد لا تمحو من ذاكرتهم ما تربوا عليه من عنف وتطرف.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد دعا الدول الأوروبية خصوصا لاستعادة مواطنيهم من الجهاديين المحتجزين في مخيمات تحت إشراف الإدارة الكردية وهدد باطلاقهم على حدودها في حال لم تستجب تلك الدول للنداءات المتكررة.

وحذرت الإدارة الكردية مرارا من أنها لم تعد قادرة على تحمل أعباء الجهاديين الأجانب وعوائلهم المحتجزين لديها ماليا وأمنيا.

وشنت قوات سوريا الديمقراطية التي يمثل المسلحون الأكراد عمودها الفقري، حملة أمنية واسعة داخل مخيم الهول على اثر حوادث قتل يعتقد أنها على صلة بالمتطرفين، واعتقلت العديد من أنصار تنظيم داعش.

وسبق لتقارير دولية أن حذّرت من أن نواة جديدة للتنظيم المتطرف بدأت تتشكل في مخيم الهول بدفع من عناصر متشددة من خارجه وبتنفيذ من بقاياه المحتجزين.