بريطانيا تحمل روسيا رسميا المسؤولية عن هجوم سالزبري

الادعاء البريطاني يكشف لأول مرة عن اسمي ضابطين روسيين نفذا محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سكريبال وابنته بغاز نوفيتشوك، فيما قالت رئيسة الوزراء البريطانية انهما تصرفا بناء على أوامر الدولة الروسية.

موسكو تتجاهل إعلان لندن اسمي ضابطي المخابرات الروسيين
لندن وواشنطن تتمسكان بمحاسبة روسيا على اعتدائها الكيماوي
لندن تصدر مذكرة اعتقال أوروبية بحق ضابطين روسيين متهمان بتسميم سكريبال

لندن - أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأربعاء أن الروسيين المطلوبين لصلتهما بحوادث التسميم بغاز نوفيتشوك على الأراضي البريطانية يعملان لصالح الاستخبارات العسكرية الروسية وتصرفا بناء على أوامر من الدولة الروسية.

وقالت ماي أمام النواب بعيد إصدار الشرطة البريطانية مذكرتي توقيف بحق هذين الرجلين، إنه استنادا إلى معلومات أجهزة الاستخبارات البريطانية "خلصت الحكومة إلى أن هذين الشخصين هما ضابطان في مديرية الاستخبارات العسكرية الروسية".

وأضافت أن العملية "تمت الموافقة عليها بالطبع خارج مديرية الاستخبارات الرئيسية، على مستوى رفيع في جهاز الدولة الروسي".

وقال السفير الأميركي لدى بريطانيا وودي جونسون اليوم الأربعاء إن واشنطن ولندن متمسكتان بمحاسبة روسيا على "تصرفها العدواني" على الأراضي البريطانية.

وكان المدعون البريطانيون اتهموا روسيين بالشروع في قتل الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز أعصاب في سالزبري وأعلنوا اسم الروسيين لأول مرة في القضية التي سببت واحدا من أكبر الخلافات بين الشرق والغرب منذ عقود.

وقال جونسون على تويتر "الولايات المتحدة وبريطانيا متمسكتان بمحاسبة روسيا على تصرفها العدواني على الأراضي البريطانية".

وأعلن الادعاء البريطاني اليوم الأربعاء رسميا اتهام الروسيين بالتآمر في محاولة اغتيال سكريبال وابنته يوليا بغاز أعصاب في إنكلترا في مارس/آذار.

وعثر على سكريبال، الكولونيل السابق بالمخابرات العسكرية الروسية الذي وشى بعشرات الجواسيس الروس لجهاز المخابرات البريطاني (إم.آي6) وابنته يوليا مغشيا عليهما على مقعد في مدينة سالزبري بجنوب إنكلترا في الرابع من مارس/آذار.

الادعاء البريطاني ينشر صورة الضابطين الروسيين المتهمان بتسميم سكريبال
الادعاء البريطاني ينشر صورة الضابطين الروسيين المتهمان بتسميم سكريبال

وألقت بريطانيا باللوم على روسيا في تسميمهما بغاز نوفيتشوك وهو غاز أعصاب قاتل كان يصنعه الجيش السوفييتي خلال السبعينات والثمانينات. ونفت روسيا مرارا ضلوعها في الهجوم.

وقال المدعون البريطانيون إن الروسيين هما ألكسندر بيتروف ورسلان بوشيروف اللذان ذكرت الشرطة أنهما وصلا إلى مطار جاتويك بلندن قادمين من موسكو في الثاني من مارس/آذار على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الروسية (إيروفلوت) وغادرا البلاد في الرابع من مارس. ونشرت الشرطة صورا للرجلين.

وقال نيل باسو رئيس شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية إن المشتبه بهما كانا مسافرين باسمين مستعارين ويبلغان من العمر حوالي 40 عاما ويحملان جوازي سفر روسيين أصليين.

وقال باسو "نود أن يتواصل معنا أي شخص يعرفهما". وقالت وزارة الخارجية الروسية إن إعلان بريطانيا اسمي الرجلين لا يعني شيئا لموسكو.

وذكر مبعوث روسيا لدى منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية اليوم أن موسكو ليست لها أي صلة بتسميم سكريبال.

بريطانيا في حالة استنفار وسط مخاوف من هجمات كيماوية بعد تسميم العميل السابق سيرغي سكريبال
بريطانيا في حالة استنفار وسط مخاوف من هجمات كيماوية بعد تسميم العميل السابق سيرغي سكريبال

وقال باسو، إن كاميرات مراقبة أوضحت رش غاز نوفيتشوك أمام باب منزل سكريبال في سالزبري، مضيفا أنه تم العثور على آثار غاز نوفيتشوك في غرفة فندق بلندن كان الرجلان يقيمان بها.

وتابع "تم فحص غرفة الفندق التي كان المشتبه بهما يقيمان بها. حملت ممسحتان آثار غاز نوفيتشوك بمعدلات أقل مما يمكن أن تمثل قلقا على الصحة العامة".

قال المدعون إن مذكرة اعتقال أوروبية صدرت بحق الروسيين.

والروسيان متهمان أيضا باستخدام غاز نوفيتشوك وامتلاكه في مخالفة لقانون الأسلحة الكيميائية.

وقالت سو همينج مديرة الخدمات القانونية بمكتب الادعاء الملكي "لن نقدم طلبا لروسيا لتسليم هذين الرجلين لأن الدستور الروسي لا يسمح بترحيل مواطني روسيا".

وكانت بريطانية تدعى دون ستيرجس توفيت في يوليو/تموز بعد أن مرت أمام زجاجة صغيرة تحتوي على غاز نوفيتشوك قرب سالزبري حيث فقد سكريبال وابنته الوعي كما أصيب أيضا صديقها تشارلي راولي.

وقالت الشرطة إن راولي وستيرجس عثرا على زجاجة مقلدة لعطر نينا ريتشي بريمير جور والتي أوضحت الاختبارات لاحقا أنها تحتوي على غاز نوفيتشوك.