بريطانيا تدعو ترامب لتقديم بديل للاتفاق النووي الإيراني

رئيس الوزراء البريطاني يطلب من الولايات المتحدة منع الإيرانيين من حيازة سلاح نووي بكل الطرق الممكنة.

لندن -  دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الثلاثاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستبدال الاتفاق النووي مع إيران باتفاق جديد لضمان عدم امتلاكها سلاحا نوويا.

وقال جونسون عن الاتفاق النووي "إذا كنا سنتخلص منه فلنجد بديلا له وليحل اتفاق ترامب محله... ذلك سيقطع شوطا كبيرا".

وقال جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "الرئيس ترامب صانع صفقات رائع... فلنعمل معا على استبدال خطة العمل الشاملة المشتركة باتفاق ترامب".

ومطلع الشهر الجاري دعا ترامب البلدان الموقعة على الاتفاق النووي مع طهران للانسحاب منه قائلا "لقد حان الوقت لكي تدرك المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين هذه الحقيقة. عليها الآن الانسحاب من بقايا الاتفاق النووي".

وأضاف "علينا جميعا أن نعمل من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران يجعل العالم أكثر أمانا وسلما".

واتفقت إيران، بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، مع الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة على تقييد برنامجها النووي، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع عقوبات مفروضة عليها.

لكن ترامب أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق عام 2018. وقالت القوى الأوروبية مرارا إنها ما زالت تدعم الاتفاق، لكن إيران أعلنت في وقت سابق هذا الشهر تخليها عن الالتزام بالقيود على تخصيب اليورانيوم فيما مثل صفعة جديدة للاتفاق.
وفي نفس الوقت أكدت الحكومة الإيرانية مواصلة طهران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستعدادها للعودة للاتفاق في حالة رفع العقوبات وتأمين مصالحها في إطاره.

وقال جونسون "إذا تخلصنا من هذا الاتفاق النووي، خطة العمل الشاملة المشتركة، فهذا ما يريده ترامب. النقطة التي أريد توضيحها لأصدقائنا الأميركيين هي أنكم بشكل أو بآخر يجب أن تمنعوا الإيرانيين من حيازة سلاح نووي".

وتابع "من المنظور الأميركي هذا اتفاق معيب، ينقضي أجله كما أن من تفاوض عليه كان الرئيس (باراك) أوباما. ينطوي من وجهة نظرهم على عيوب كثيرة جدا".

وقالت كيليان كونواي مستشارة البيت الأبيض هذا الشهر بعد أن أعلنت إيران تراجعا جديدا عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إن ترامب على ثقة من أنه ما زال باستطاعته إعادة التفاوض على اتفاق نووي جديد مع طهران.

وقال جونسون "لا أرغب في صراع عسكري بيننا، بين الولايات المتحدة وإيران، دعونا نخفف حدة الأمر".

وقال دبلوماسيان أوروبيان إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستبلغ الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء بأنها ستقوم بتفعيل آلية فض النزاع النووي مع إيران في خطوة تهدف إلى إنقاذ الاتفاق من خلال التحاور معها بشأن ما ينبغي أن تفعله للعدول عن قرارات اتخذتها.

وأضاف الدبلوماسيان أن الهدف ليس إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.

وطلب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس الاثنين من روسيا المساعدة في إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران.

وقال ماس "نريد أن تساعد موسكو في المحادثات المرتقبة حاليا، لدفع إيران مجددا نحو الالتزام بقواعد اللعبة"، مضيفا أن الاتفاق النووي "عامل استقرار للمنطقة".

وذكر ماس أن روسيا أكدت التزامها مطلع هذا الأسبوع بالاتفاق، محذرا في الوقت نفسه من أن النزاع بين الولايات المتحدة وإيران يمثل خطرا مستمرا على المنطقة، وقال "سنواصل لذلك بلا هوادة مساعينا للحيلولة دون حدوث تصعيد جديد.