بريطانيا تسلم ببقاء الأسد في السلطة ولو "لبعض الوقت"

لندن لا تزال تعتبر الرئيس السوري عقبة أمام السلام الدائم في الوقت الذي برزت فيه مؤشرات قوية على انفتاح دبلوماسي عربي على النظام بعد نحو ثماني سنوات من القطيعة.

بريطانيا لم تغير موقفها من الأسد خلافا لبعض الدول الغربية والعربية
لندن ترى أن لا سلام دائم في سوريا مع وجود الأسد

لندن - قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت اليوم الخميس، إن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى "لبعض الوقت" بفضل الدعم الذي تقدمه روسيا، لكن بريطانيا لا تزال تعتبره عقبة أمام السلام الدائم.

وقال هنت لقناة سكاي نيوز "موقف بريطانيا الثابت منذ وقت طويل هو أننا لن نحظى بسلام دائم في سوريا مع هذا النظام الذي يقوده الأسد، لكن للأسف نعتقد أنه سيبقي لبعض الوقت".

ومع مرور قرابة ثماني سنوات على بدء الحرب التي شردت الملايين في سوريا، استعاد الأسد السيطرة على معظم أنحاء البلاد بدعم من روسيا وإيران وجماعات شيعية مدعومة من طهران مثل جماعة حزب الله اللبنانية.

والأسبوع الماضي، أعادت دولة الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في دمشق بعد تقييم للوضع وضمن جهود قطع الطريق على التغول الإيراني التركي في الساحة السورية.

وتوقعت الكويت في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2018، فتح المزيد من السفارات العربية في العاصمة السورية دمشق خلال "الأيام المقبلة"، مضيفة أن هذه الخطوة تحتاج إلى ضوء أخضر من جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا قبل سبع سنوات.

وتسعى دول عربية منها بعض الدول التي كانت في وقت ما تدعم المعارضة السورية، إلى التصالح مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد المكاسب الحاسمة التي حققتها قواته في الحرب.

وإلى جانب تلك الخطوات قام الرئيس السوداني عمر البشير في نهاية العام الماضي بزيارة لدمشق التقى خلالها بنظيره السوري وهي أول زيارة لرئيس عربي تلتها اليوم الخميس زيارة مماثلة قام بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز إلى العاصمة السورية.

وفي الأشهر الماضية أبدت دول غربية مناوئة للأسد، مواقف أكثر مرونة حيال النظام السوري بأن أعلنت أن الأولوية هي للقضاء على داعش.

وبعد الولايات المتحدة، أعلنت فرنسا أن أولويتها في سوريا هي القضاء على الإرهاب، لكنها أكدت أيضا أن الأسد لا يزال يمثل جزء من المشكلة، داعية لحل سلمي للأزمة السورية.

وسعت روسيا خلال سنوات الصراع إلى توفير غطاء عسكري وسياسي للنظام السوري، محاولة تفكيك عزلته دوليا واقليميا.

وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2018 دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إعادة سوريا عضوا في جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن سحب مقعدها من المنظمة كان خطأ فادحا.

وقال لافروف إن "جامعة الدول العربية يمكن أن تلعب دورا هاما جدا في دعم جهود التسوية السورية. أعتقد أن سحب تلك المنظمة لعضوية سورية كان خطأ كبيرا، ويبدو أن العالم العربي بات يعي الآن أهمية إعادة سوريا إلى أسرة الدول العربية".