بريطانيا تضع مقتل سليماني في إطار الدفاع عن النفس

بريطانيا أوعزت لـ400 جندي يدربون قواتًا محلية بالتخلي عن مهامهم الحالية لصالح حماية القوات والدبلوماسيين والأصول البريطانية وتأهبا لأي انتقام إيراني لمقتل قاسم سليماني.
سفينتان حربيتان بريطانيتان تعودان إلى مضيق هرمز لحراسة السفن
بريطانيا تدعو العراق للحث على خفض التوتر في المنطقة
مقتل سليماني يحدث استنفارا دوليا تحسبا لاندلاع حرب مفتوحة بين طهران وواشنطن

لندن - أكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الأحد أن مقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني عقب غارة نفذتها طائرة أميركية مسيرة، شرعي ويندرج في إطار الدفاع عن النفس، لافتا إلى أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني كان يشكل تهديد لأمن المنطقة واستقرارها.

وقال راب "إن الولايات المتحدة لديها الحق في الدفاع عن نفسها فيما يتعلق بقتل سليماني"، مضيفا في خلال مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) تعليقا على إن كان قتل سليماني مشروعا "هناك حق الدفاع عن النفس".

وتابع أن بريطانيا ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للحد من المخاطر التي يمكن أن تواجه مصالحها وجنودها.

وقال إنه تحدث إلى الرئيس ورئيس الوزراء في العراق للحث على خفض التوتر في المنطقة، مصرحا لقناة سكاي نيوز "هناك طريق يسمح لإيران بالدخول والابتعاد عن الصقيع الدولي"، مضيفا "نحتاج لاحتواء تصرفات إيران الشريرة لكننا بحاجة أيضا إلى خفض التصعيد وتحقيق الاستقرار".

وأحدثت تصفية سلمياني والتهديدات الإيرانية التي جاءت ردا على ذلك، استنفارا دوليا تحسبا للأخطار التي قد ينجر عنها تفاقم التوتر بين طهران وواشنطن في أثقل عملية هزت بها أميركا النظام الإيراني.

والأحد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن البحرية الملكية سترافق السفن التجارية التي ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز بسبب تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن السفينتين الحربيتين الفرقاطة إتش إم إس مونتروز والمدمرة إتش إم إس ديفندر "ستستأنفان مرافقة السفن التجارية التي ترفع العلم البريطاني" وتمر عبر نقطة العبور الإستراتيجية في مضيق هرمز.

وأضاف "ستتخذ الحكومة كل الإجراءات اللازمة لحماية سفننا ومواطنينا"، في أولى الخطوات الاحترازية التي تتخذها بريطانيا لتوفير الحماية لسفنها بعد مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني على يد القوات الأميركية الجمعة في بغداد.

وأفادت صحيفة ديلي ميل أن لندن أوعزت لـ 400 جندي يدربون قواتًا محلية بالتخلي عن مهامهم الحالية لصالح حماية القوات والدبلوماسيين والأصول البريطانية وسط مخاوف من اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة، بعد أن صرح مسؤول إيراني أنه تم تحديد 35 هدفًا أميركيا لاستهدافه في المنطقة.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن الجنود البريطانيين سيتم تسليمهم أسلحة ثقيلة وتم إبلاغهم بالانتقال من 8 قواعد صغيرة في العراق إلى مواقع كبيرة تحت سيطرة الولايات المتحدة، رغم وجود مخاطر من أن تكون عرضة لأهداف إيرانية.

ويخشى جهاز الاستخبارات البرطاني من وجود تهديد حقيقي للسفارة البريطانية في طهران، التي اقتحمت من قبل محتجين إيرانيين في عام 2011، حسب ما نقلت ديلي ميل.

يذكر أن السفارة البريطانية في طهران أعادت فتح أبوابها في أغسطس/ آب 2015، بعد أربع سنوات من إغلاقها إثر مهاجمة محتجين لها احتجاجا على فرض عقوبات دولية على طهران آنذاك، بسبب برنامجها النووي.

وكانت بريطانيا أول الدول التي دعمت وأثنت على العملية الأميركية التي قضت على سليماني.

وقال وزير الدفاع البريطاني على تويتر إنه تحادث مع نظيره الأميركي مارك إسبر الجمعة، قائلا إن القوات الأميركية "تعرضت لهجوم متكرر" في الأشهر الأخيرة من جانب ميليشيا موالية لإيران في العراق.

وأضاف أنه "بموجب القانون الدولي يحق للولايات المتحدة الدفاع عن نفسها ضد أولئك الذين يشكلون تهديدا وشيكا لمواطنيها".

والسبت قال القيادي في الحرس الثوري الإيراني غلام علي أبو حمزة إن طهران حددت عشرات الأهداف الأميركية في المنطقة، متوعداً بمحاسبة الأميركيين على قتلهم للقائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني.

ال
مناصرو الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق أحرقوا أعلام بريطانيا وأميركا وإسرائيل

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية  عن أبوحمزة قوله إن "مضيق هرمز نقطة حيوية للغرب وإن عدداً كبيراً من المدمرات والسفن الأميركية يمر من هناك"، مثيراً بذلك إمكانية شن هجمات على سفن في الخليج.

وكانت البحرية الملكية البريطانية رافقت سفنا مدنية بين تموز/يوليو وتشرين الثاني/نوفمبر بعدما صادرت إيران في تموز/يوليو ناقلة النفط السويدية التي تحمل العلم البريطاني "ستينا امبيرو".

وفي 5 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت لندن أنها ستنضم إلى مهمة بحرية أمنية دولية، بقيادة واشنطن في الخليج، لحماية السفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز من الممارسات الإيرانية.

والسبت، نصحت الحكومة البريطانية رعاياها بتجنب السفر إلى العراق وإيران في وقت حذر فيه خبراء من قيام الجماعات العديدة المؤيدة لإيران في المنطقة بتنفيذ هجمات ضد القواعد الأميركية في الشرق الأوسط أو ضد ناقلات نفط أو ضد السفن التجارية في منطقة مضيق هرمز الذي يمكن لطهران إغلاقه في أي وقت.

ويعد مضيق هرمز جنوب إيران، أحد السيناريوهات التي قد تلجأ إليها طهران كإحدى أدوات الرد الاقتصادية على اغتيال سليماني، عبر تعطيل الإمدادات النفطية من دول الخليج إلى العالم وتهديد مصالح الدول الغربية وفي مقدمتها واشنطن.

ولا تستطيع إيران من الناحية القانونية إغلاق الممر المائي من جانب واحد لأن جزءا منه في المياه الإقليمية لسلطنة عمان. ومع ذلك، تمر السفن عبر المياه الإيرانية، التي تقع تحت مسؤولية بحرية الحرس الثوري.

وبلغ معدل التدفق اليومي للنفط في المضيق 21 مليون برميل يوميا في 2018، ما يعادل 21 بالمئة من استهلاك السوائل البترولية على مستوى العالم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، مما يجعله أكبر ممر مائي في العالم.

ومنذ مايو/ أيار الماضي، تعرضت ناقلات نفط وطائرة تجسس أميركية للهجوم بالقرب من المضيق، الذي يدفع تعطيل الإمدادات من خلاله إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وصعود أسعار الطاقة العالمية.

ومرارا، هددت إيران بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، ما يحدث تداعيات صادمة للهند والصين وعشرات البلدان الأخرى التي تستورد النفط الخام في الشرق الأوسط بكميات كبيرة.

كما يمكن لطهران استهداف القواعد المتعددة التي ينتشر فيها الجيش الأميركي في العراق أو في سوريا أو السفارات الأميركية الأخرى في المنطقة، إضافة إلى مهاجمة حلفاء واشنطن مثل إسرائيل أو السعودية أو حتى الدول الأوروبية.