بريكست يربك حظوظ المحافظين في انتخابات البرلمان الأوروبي

آشلي فوكس الذي يقود حزب المحافظين في انتخابات البرلمان الأوروبي يقرّ أن الحملة الانتخابية صعبة مع تأجّل بريكست وملل الناخبين وبداية تخلي معارضي البقاء في الاتحاد الأوروبي عن حزب المحافظين.

حزب بريكست الجديد بقيادة فاراج يحتل الصدارة في استطلاعات الرأي
تحديات كثيرة تنتظر مرشحي حزب المحافظين لانتخابات البرلمان الأوروبي

بريستول (المملكة المتحدة) - يواجه حزب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي المحافظ ضربة محتملة في انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الشهر في ظل الطريق المسدود الذي وصل إليه ملف بريكست، إذ ينتظر مرشحو الحزب تحديات جمّة للحصول على الأصوات.

وفي وقت باتت فيه سلطة ماي على المحك، بينما تأجّل بريكست وملّ الناخبون وبدأ معارضو البقاء في الاتحاد الأوروبي يتخلون عن الحزب، وفق استطلاعات الرأي، أقرّ آشلي فوكس الذي يقود المحافظين في انتخابات البرلمان الأوروبي أن الحملة الانتخابية "صعبة".

وقال النائب في البرلمان الأوروبي البالغ من العمر 49 عاما لدى احتسائه كوبا من الشاي في مقر الحزب في بريستول بجنوب غرب بريطانيا "أتفهّم غضب الناس".

وفي يونيو/حزيران 2016، صوّت 52 بالمئة من الناخبين لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكان من المفترض في الأساس أن يتم بريكست في 29 مارس/آذار، لكن النواب لم يقرّوا اتفاق الانفصال الذي توصلت إليه ماي مع بروكسل فتأجّل الموعد حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول.

ونتيجة لذلك، سيكون على بريطانيا المشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري في المملكة المتحدة بتاريخ 23 مايو/أيار لانتخاب نواب قد لا يستمرّون في مقاعدهم أكثر من بضعة أشهر.

وقال فوكس إن الانتخابات "ستكون صعبة بالنسبة لحزبي نظرا للإحباط الذي يشعر به الناخبون وشهدنا ذلك في الانتخابات المحلية".

وتعرّض الحزبان الرئيسيان: المحافظ وحزب العمّال المعارض لخسائر في انتخابات المجالس المحلّية التي جرت في الثاني من مايو/أيار إذ صوّت الناخبون للأحزاب الأصغر.

ويحتل حزب بريكست الجديد بقيادة نايجل فاراج الصدارة في استطلاعات الرأي المرتبطة بانتخابات البرلمان الأوروبي.

وأكّد فوكس "كنا نفضّل بألا تتم الانتخابات الأوروبية في بريطانيا، لكننا سنحارب"، داعيا الناخبين إلى عدم اختيار حزب فاراج حديث العهد والذي لا يعنى إلا بقضية واحدة.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "أوبينيوم" لحساب صحيفة "ذي أوبزرفر" أن حزب بريكست حصل على 34 بالمئة من نوايا التصويت بينما حصل حزب العمال على 21 بالمئة. وحل الليبراليون الديمقراطيون المناهضون لبريكست في المركز الثالث بـ12 بالمئة فيما جاء المحافظون في المرتبة الرابعة مع حصولهم على 11 بالمئة من نوايا التصويت.

لكن الحماسة التي يبديها فوكس بشأن الحملة الانتخابية لا تنعكس في مقر الحزب المحافظ في لندن. ويبدو أن الحزب المنتمي ليمين الوسط شعر بالاتجاه الذي تهب فيه الرياح فلم يطلق بعد حملته الانتخابية رسميا، تاركا المعركة في المرحلة الحالية للعناصر المحليين.

وخطط فوكس الذي يسعى لإعادة انتخابه للبرلمان الأوروبي في الدائرة الانتخابية في جنوب غرب بريطانيا، لحملة محدودة تركّز على وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من التوجه من منزل لآخر.

ويصر على أن ذلك ليس خشية لقاء الناخبين بل بسبب قلة الوقت حتى موعد الانتخابات. ومع بقاء أقل من أسبوعين لبدء الاقتراع، يأمل المرشح عن الليبراليين الديمقراطيين (وسط) ستيفن وليامز بأن يحافظ حزبه على الأداء المبهر الذي شهده في الانتخابات المحلية.

ويطرق الأبواب يوميا لمخاطبة الناخبين. وقال بينما كان منخرطا بحملته في ريدكليف في قلب بريستول "الرسالة الأساسية مفادها: نريد منع بريكست". ولدى طرقه باب منزل فخم، فتح له شاب بدا متفاجئا وغير مهتم بالانتخابات.

لكن وليامز (52 عاما) اعتاد على طرق أبواب الناخبين وهو أمر يقوم به منذ 35عاما. وكان عضوا عن غرب بريستول في البرلمان البريطاني من العام 2005 وحتى 2015.

وأما في المنزل التالي، فيلقى ترحيبا أكثر حماسة حيث يتقاسم القس دان تيندال، المرشح تأييده لأوروبا. وقال تيندال عن الانتخابات "آمل في أن نحصل على إشارة واضحة لنعرف كيف نخرج من هذا المأزق".

ويجوب وليامز حاملا منشورات من منزل لآخر ولا يقابل أيا من أنصار بريكست، ففي بريستول، صوّت 62 بالمئة من الناخبين لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016.

ويقول لإليزابيث ديفيز (57 عاما) إن "الليبراليين الديمقراطيين هم أكبر حزب مؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي".

وتلقى رسالته مجددا آذانا صاغية إذ ترد ديفيز بالقول "لم أصوّت يوما للمحافظين والآن لا يمكنني التصويت لحزب العمال إذ أنهم لم يتصرفوا كحزب معارض".

ويواصل الحزبان التفاوض للتوصل إلى تسوية بشأن بريكست بينما يتبع حزب العمال سياسة باتت تعرف بـ"الضبابية البنّاءة" حيال الملف.

ويواصل وليامز حملته على أمل الفوز بمقعد والحفاظ عليه في حال تراجعت بريطانيا عن قرار بريكست.