بزشكيان يعين سنيّا محافظا لكردستان لاحتواء غضب الأقليات

الرئيس الإيراني يواجه تحدي الوفاء بوعده بالرفع في تمثيل النساء والشباب والأقليات العرقية والدينية في المناصب العليا.

طهران - عيّن الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان اليوم الأربعاء أحد أبناء الأقلية السنية محافظا لكردستان الواقعة في غرب البلاد، فيما يبدو أنه يسعى إلى احتواء الغضب تجاه سياسة التمييز ضد الأقليات وتهميشهم وإقصائهم من المناصب العليا.

ونقلت وكالة إرنا للأنباء عن المتحدثة باسم الحكومة فاطمة موهاجراني قولها "آره زره تن، وهو شاب من الطائفة السنية... عُيّن محافظا لكردستان".

ويعدّ زره تن ثاني سنّي يتم تعيينه محافظا في الدولة ذات الأغلبية الشيعية. وفي فبراير/شباط 1979، تمّ تعيين شخص آخر في هذا المنصب لمدة شهر واحد.

وآره زره تن إصلاحي يبلغ من العمر 48 عاما، وكان نائبا من العام 2020 إلى العام 2024 حين مثّل مدينة باوه (غرب).

ويشكّل السنّة حوالي 10 في المئة من سكّان إيران ونادرا ما شغلوا مناصب رئيسية في السلطة منذ إقامة الجمهورية الإسلامية في العام 1979.

وخلال حملته الانتخابية، تعهّد الرئيس بزشكيان بزيادة تمثيل النساء والشباب والأقليات العرقية والدينية، وخصوصا السنة، في الحكومة.

وفي أغسطس/آب، عيّن حسين عبدالكريم حسين زاده وهو إصلاحي من الأقلية السنية، في منصب نائب الرئيس لشؤون التنمية الريفية والمناطق المحرومة في البلاد.

وتواجه طهران انتقادات بسبب التضييق على الأقليات العرقية والدينية، في وقت تتدهور فيه الأوضاع الاجتماعية في المناطق ذات الأغلبية السنية والكردية.

وسبق أن انتقد بزشكيان خلال حملته الانتخابية ضعف شغل النساء والشباب والأقليات العرقية والدينية لمناصب هامة، لكن حكومته افتقرت إلى التنوع الديني والعرقي.

وأسند الرئيس الإيراني وزارة الطرق إلى إمرأة في وقت تواجه فيه الجمهورية الإسلامية انتقادات بالتضييق على النساء، بينما يتوجس النظام الديني السلطوي من تجدد الاحتجاجات التي هزت البلاد في العام 2022 إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق الحميدة بسبب عدم التزامها بقواعد اللبس الصارمة.

وانتقد عضو البرلمان الإيراني محمد قاسم عثماني تشكيلة الحكومة عند إعلانها موجها كلامه للرئيس قائلا "على مدى تاريخ إيران لم يقم أحد بتشجيع النساء والمجتمع السني مثلكم"، متابعا "لقد كنا متفائلين بكم وتوقعنا أن تتصرفون على غرار إجراءات المرشد الإيراني علي خامنئي إذ كسر تعويذة عدم الثقة بالمجتمع السني من خلال تعيينه سنيا في إحدى أكثر المهام العسكرية حساسية في البلاد، قائد القوات البحرية الأميرال شهرام إيراني، لكنكم لم تفعلوا".