بشارة الراعي يحذر من حرب أهلية في لبنان ويندد بالنفوذ الإيراني

بطريرك الموارنة في لبنان يجدد دعوته للنأي بالبلاد عن النزاعات الإقليمية، مؤكدا أن إيران ومن خلال حزب الله تتدخل مباشرة في الشؤون اللبنانية بينما تستمر دمشق في التدخل في الشأن السياسي.
تصريحات الراعي تأتي بعد تهديد حزب الله باستيراد الوقود من إيران
بشارة الراعي يكثف من خطاباته المنددة بالسلاح غير الشرعي
بطريرك الموارنة يرى أن أزمة لبنان مردها تدخل حزب الله في نزاعات إقليمية

باريس - حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقابلة مع أسبوعية  'لوجورنال دو ديمانش' الفرنسية من حرب أهلية ثانية في بلاده بسبب تواجد اللاجئين السوريين، منتقدا في الوقت ذاته التغلغل الإيراني من خلال حزب الله وسلاحه.

وأشار إلى أن لبنان واقع تحت تدخل إيراني مباشر في الشأن اللبناني من خلال حزب الله بقوة سلاحها، مؤكدا أيضا أن دمشق لاتزال تتدخل في الحياة السياسية اللبنانية.

ودعا بطريرك الموارنة إلى ضرورة أن يلتزم لبنان بالحياد وهي الدعوة ذاتها التي تكررها قوى لبنانية بينها تيار المستقبل الذي يرأسه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وحزب الكتائب اللبنانية بزعامة سمير جعجع.

وتحدث بشارة الراعي عن اللقاء من أجل لبنان الذي دعا إليه البابا فرنسيس، مشيرا إلى ضرورة الناي بلبنان عن النزاعات الإقليمية.

وتأتي تصريحات بشارة الراعي بعد أيام قليلة من تلويح حزب الله بالمضي في مسعاه لاستيراد الوقود من غيران بشكل مباشر بعيدا عن القنوات الرسمية، مصادرا بذلك دور الدولة التي يفترض أنها الجهة الوحيدة المخولة بمثل الاتصالات والاتفاقيات.

وسبق له أن وجه انتقادات عنيفة لحزب الله وحلفائه وحملهم المسؤولية عن استمرار الأزمة الراهنة.

وكان البطريرك الماروني قد دعا في فبراير/شباط الماضي اللبنانيين إلى عدم السكوت عن "السلاح غير الشرعي وغير اللبناني"، في إشارة إلى سلاح حزب الله، مطالبا بجعل لبنان على الحياد.

وجاءت دعوته حينها خلال استقباله مئات المؤيدين لمواقفه، بالصرح البطريركي في منطقة بكركي شمالي بيروت ونقلتها قنوات محلية.

وتوجّه إلى اللبنانيين بالقول "لا تسكتوا عن الفساد وعن فوضى التحقيق في جريمة المرفأ ولا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني ولا عن مصادرة القرار الوطني ولا عن عدم تأليف حكومة وعدم إجراء الإصلاحات".

وأطلقت خلال كلمة الراعي شعارات من قبل المحتشدين مندّدة بسلاح حزب الله والتدخل الإيراني في البلاد من قبيل "إرهابي.. إرهابي سلاح حزب الله إرهابي"، "يا إيران طلعي برا (اخرجي)".

وخلال كلمته، جدّد بطرس الراعي دعوته إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يوفّر الدعم للجيش اللبناني ليكون المدافع الوحيد عن البلاد.

كما دعا إلى "طرح قضية لبنان في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، يثبت لبنان في أطره الدستورية الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان وتوفير ضمانات دائمة للوجود اللبناني تمنع التعدي عليه والمس بشرعيته وتضع حدا لتعددية السلاح".

وقال كذلك "لا نريد من المؤتمر جيوشا ومعسكرات أو المس بكيان لبنان فهو غير قابل لإعادة النظر وحدود لبنان غير قابلة للتعديل وشراكته المسيحية - الإسلامية غير قابلة للمس".

وأضاف "خروج الدولة عن سياسة الحياد هو سبب ما نعاني منه، وأثبتت التجارب أنه كلما انحاز البعض إلى محور إقليمي اندلعت الحروب وانقسمت الدولة".

وجراء خلافات بين القوى السياسية، لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب في 10 أغسطس/آب الماضي، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.

وردا على تصريحات بشارة الراعي حينها، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله (في فبراير/شباط الماضي)، إن التلويح "بتدويل أزمة لبنان أمميا هي دعوة للحرب واستدعاء لقوات احتلال (لم يسمها)"، محذرا من أن ذلك "قد يصب في مصلحة إسرائيل".

كما تعرض بشارة الراعي لسيل من الانتقادات الإيرانية واتهامات بدعم التطبيع مع إسرائيل.