بشارة الراعي يحذر من مخطط إقليمي لإبقاء الشغور الرئاسي

البطريرك الماروني يؤكد ان الصراع الإقليمي يعرقل جهود انتخاب رئيس جديد ملمحا للتدخلات الإيرانية من خلال حزب الله.
الراعي يؤكد تواصل جهوده لاخراج لبنان من الازمة الدستورية
بشارة الراعي يحمل الطبقة السياسية مسؤولية الازمة
البطريرك الماروني يحث المجتمع الدولي على مساعدة لبنان
استجابة اممية لدعوات بشارة الراعي لاخراج لبنان من ازمته

بيروت - حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من مخطط لاستهداف لبنان مشيرا إلى أن كل المعطيات السياسية تؤكد وجود توجه لإحداث شغور رئاسي إضافة لفراغ دستوري يعقد بشكل كبير انتخاب رئيس للجمهورية خلفا لميشال عون.
ولمح الراعي لدور التدخلات الإقليمية في منع مرور لبنان من الوضع الحالي إلى وضع أكثر استقرار في إشارة إلى إيران الممثلة في حليفها حزب الله الذي يضع العراقيل أمام انتخاب رئيس جديد وبالتالي تجاوز حالة الفراغ.
وقال في رسالة الميلاد نقلتها "الوكالة الوطنية للإعلام" أن "الذين يمنعون انتخاب رئيس لكل لبنان، يمنعون قيامة لبنان، أما البطريركية المارونية فمصممة على مواصلة نضالها ومساعيها في لبنان ولدى المجتمعين العربي والدولي من أجل تسريع الاستحقاق الرئاسي".
وأضاف أن "الصراع الإقليمي يعيق هذه المساعي لأن هناك من يريد رئيسا له لا للبنان ويريد رئيسا لمشروعه لا للمشروع اللبناني التاريخي، وهذا أمر لن ندعه يحصل فلبنان ليس ملك فريق دون آخر" في إشارة الى تداعيات الصراع الإقليمي بين إيران وخصومها الخليجيين في تازيم الوضع الداخلي.
وكانت التدخلات الإيرانية وتهديدات حزب الله سبب رئيسي في انسحاب دول خليجية من الملف اللبناني بعد ان دعمت خاصة المملكة العربية السعودية الشعب اللبناني اقتصاديا خلال فترات صعبة من تاريخه لكن مع تراجع هذا الدعم بات لبنان قاب قوسين أو أدنى من إفلاس حقيقي رغم وعود صندوق النقد الدولي بتقديم تمويل.
وحذر الراعي مرارا من تداعيات التدخلات الإيرانية حتى قبل حصول الفراغ الدستوري قائلا أن لبنان واقع تحت تدخل إيراني مباشر في الشأن اللبناني من خلال حزب الله بقوة سلاحها، مؤكدا أيضا أن دمشق لا تزال تتدخل في الحياة السياسية اللبنانية.
وتفاقم شروط حزب الله أزمة الشغور الرئاسي وتنذر بتمدد الفراغ الدستوري في استنساخ لسيناريوهات سابقة في بلد تمزقه الصراعات السياسية وأزمة مالية طاحنة دفعت لبنان إلى حافة الإفلاس والانفجار الاجتماعي.
وطرحت قيادة حزب الله مواصفات الرئيس المقبل وهي مواصفات على مقاس الحزب وتتمثل أساسا في أن يكون "غير خاضع للولايات المتحدة" و"مطمئن للمقاومة" في حين تطالب القوى السياسية اللبنانية برئيس قادر على لم الشمل ومواجهة أزمة اقتصادية عاصفة.
ويحمل الراعي الساسة اللبنانيين مسؤولية الخروج من الأزمة قائلا "أنه حتى الآن لم يقدم أي طرف لبناني فكرة وطنية أو حضارية أفضل من الفكرة اللبنانية".
ودعا البطريرك "إلى مؤتمر برعاية الأمم المتحدة والدول الصديقة خاص بلبنان، لكي نحيد لبنان عن أي مواجهة عسكرية ويبقى الوضع مضبوطا في هذه المرحلة الإقليمية المجهولة المصير". مضيفا "ان الدعوة من جهتنا الى هذا المؤتمر تأتي لأننا يئسنا من السياسيين".
ويبدو ان بشارة الراعي يتشارك مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في يأسه من الطبقة السياسية الحالية حيث طالب باستبدال القيادة للخروج من الأزمة فيما يرى مراقبون ان الأمم المتحدة بدات تتفاعل مع مقترح البطريرك الماروني.
وعبرت مصادر أممية وفق ما نقلته صحيفة " الجمهورية" اللبنانية عن مخاوف المجتمع الدولي من تداعيات بقاء لبنان دون رئيس.
وقالت المصادر إنّ "الوضع في لبنان كان محور نقاش في اتصال هاتفي جرى قبل فترة قصيرة، بين مسؤول اممي رفيع، وأحد كبار المسؤولين في لبنان، عكس فيه المسؤول تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الوضع في لبنان".
واضاف "أنّ اللبنانيين عليهم  مسؤولية أن يتداركوا هذه التداعيات بالركون إلى مصلحة لبنان واللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير.
وتابع "شعب لبنان يعاني، وواجبكم كلبنانيين أن تنتخبوا رئيساً يوقف المعاناة ويوحّد الشعب اللبناني، وانتم كلبنانيين تعلمون أنّ المخاطر محدقة بلبنان على كل الصعد، وهذا يوجب على السياسيين تنحية مصالحهم والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في لبنان".
وختم وفق الصحيفة "نحن مدركون أن لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها لتتمكن من تجنّب تلك المخاطر، وتنفيذ الإصلاحات الشاملة برؤية استراتيجية تستحث تغييراً جوهرياً يحقق المصلحة العامة".