بطولة المرأة تفتح شباك الشهرة والمال للأفلام

على الرغم من أن الأفلام ذات البطولة الذكورية تتجاوز في عددها أعمال البطولات النسائية، إلا أن الأخيرة تتفوق في تحقيق الأرباح وإقبال الجمهور.
جمهور السينما يتخلص من ذكوريته أمام البطولات النسائية الناجحة
إعادات الأفلام بتصدر الممثلات تحقق نجاحا كبيرا
حان الوقت لتغيير الذهنيات تجاه المرأة حتى في السينما

لوس أنجليس - في قطاع يعيد تدوير الكثير من الافكار القديمة ولا يحب المجازفات الكبيرة، لم يعد اختيار مجموعة من النجمات لبطولة فيلم كبير بميزانية ضخمة ضربا من الجرأة.
ففي دراسة جديدة أكد باحثون أن أفلام البطولات النسائية تتفوق على أفلام البطولات الذكورية في شباك التذاكر، ما يعكس تغييرا في الذهنيات مع فرض النساء انفسهن مكان الرجال في الكثير من الاجزاء الجديدة من افلام هوليوودية ناجحة مثل "اوفربورد" و"اوشينز 8". 
حللت مؤسسة "تايمز أب"، وهي منظمة أقيمت لتعزيز المساواة بين الجنسين، 350 فيلما شهيرا من العالم كله، تم عرضها في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني 2014 وديسمبر/كانون الاول 2017، ووجدت أن الأفلام التي لعبت دور البطولة فيها امرأة سجلت شهرة أفضل سواء كانت ميزانياتها صغيرة أم متوسطة أم ضخمة.
ففيلم "اوشينز 8" من بطولة ساندرا بولوك وكيت بلانشيت وآن هاثواي ونجمات اخريات وهو نسخة نسائية لسلسلة الافلام الشهيرة حول عصابة لصوص، تم عرضه بزخم في يونيو/حزيران الماضي وسجلا نجاحا كبيرا، في حين ان من المتوقع أن تشهد اعادة لفيلم "وات ويمن وانت" (2000) الذي كان من بطولة ميل غيبسون وهيلين هانت، اقبالا كبيرا العام المقبل مع الممثلة تاراجي هنسن.
كما حققت النسخة الجديدة من فيلم "اوفربورد" التي عرضت في مايو/أيار الماضي والتي حلت انا فاريس في دور البطولة الذي كان يتولاه كورت راسيل في الفيلم الاصلي، اكثر من 90 مليون دولار فيما ميزانيته 12 مليونا.

ووجدت دراسة مؤسسة "تايمز أب" أن الأفلام التي اجتازت اختبار "بيتشديل" أبلت بلاء حسنا أيضا. ويتطلب اختبار "بيتشدل" أن يضم أي فيلم شخصيتين من الإناث تدور بينهن محادثة حول شيء آخر غير الرجل.
وتفوق الأفلام ذات البطولة الذكورية في عددها أفلام البطولات النسائية، ففي الأفلام التي تزيد ميزانيتها عن 100 مليون دولار، كان هناك 75 فيلما يلعب فيها الرجال دور البطولة، في مقابل 19 فيلما للبطولات النسائية.
وتشهد أفلام الاعادات مع تغيير جنس البطل ترقبا كبيرا من قبل الجمهور، وهي ليست نهجا جديدا في السينما الاميركية، إذ تعود الى عصر هوليوود الذهبي مع على سبيل المثال "هيز غيرل فرايدي" (1940) من اخراج هاورد هوكس الذي تلعب فيه روزاليند راسل دورا اداه في الاساس رجل في "ذي فرونت بيدج" العام 1931.
لكن التوجه الكبير الى هذه الاعادات استفاد اخيرا من حركة "مي تو" ومحاولات الاستوديوهات تجنب الاتهامات بالتمييز الجنسي التي تكثفت في السنوات الاخيرة.
ويرى بعض المراقبين ان هذا التطور وان كان ايجابيا لا ينصب فعلا في اطار المساواة في الاجور او مكافحة التحرش الجنسي في هوليوود، إذ لا يزال الانطباع ان الافلام لا تزال بحاجة الى قدرة الاستقطاب الذكورية لكي تنجز، وأن هذه الافلام التي تقلب فيها ادوار البطولة تدفع الى الظن ان النساء لسن مهمات ما يكفي ليكون لديهن قصصهن الخاصة وعليهن الاعتماد على قصص ذكورية سبق ان حققت نجاحا.