بعثة تقصي الحقائق الأمنية تباشر مهامها في السودان

حميدتي يؤكد خلال لقائه مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن للأفريقي استعداد الدعم السريع لوقف الحرب والدخول في مفاوضات تنهي الأزمة السودانية من جذورها.

الخرطوم - حثّت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة اليوم الخميس الأطراف المتحاربة في السودان على وقف القتال، فيما بدأت عملها لجهة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في النزاع الدامي.

ودعا الفريق المكون من ثلاثة أعضاء الأطراف المتحاربة إلى الوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم الجسيمة.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان من العام الماضي حربا بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو 'حميدتي'.

وفي أكتوبر/تشرين الأول شكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعثة للتحقيق في جميع الانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي خلال النزاع.

وقال رئيس البعثة الدولية محمد شاندي عثمان في بيان "بدأت منظمات المجتمع المدني السودانية وأطراف أخرى بإعلامنا بادعاءات تتعلق بانتهاكات جسيمة ومستمرة"، مضيفا أن "هذه المعلومات تؤكد أهمية المحاسبة وضرورة تحقيقاتنا والحاجة الملحة لإنهاء العنف فورا". 

وإلى جانب رئيس المحكمة العليا السابق في تنزانيا محمد شاندي عثمان، تضم البعثة العميد الفخري لكلية القانون في جامعة نيجيريا جوي إيزيلو والأردنية السويسرية منى رشماوي وهي الخبيرة المستقلة السابقة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الصومال.

وقالت رشماوي "للأطراف المتحاربة التزامات قانونية دولية لحماية المدنيين من الهجمات وضمان وصول المساعدات الإنسانية والامتناع عن القتل والتهجير القسري والتعذيب والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري تحت أي ظرف".

وأضافت "سنتحقق بعناية من جميع الادعاءات التي تلقيناها وننفذ عمليات تقصي الحقائق بشكل مستقل ومحايد"، بينما قالت إيزيلو إن مزاعم الاغتصاب وتجنيد الأطفال لاستخدامهم في الأعمال العدائية ستلقى اهتماما خاصا. ودعت البعثة الأفراد والجماعات والمنظمات إلى تقديم المعلومات مشددة على أن ذلك يتم بسرية.

وتستمر ولاية البعثة لمدة أولية مدتها سنة واحدة من المقرر أن يقدم المحققون إحاطة شفهية بالنتائج الأولية التي توصلوا إليها خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان في يونيو/حزيران ويوليو/تموز، يليها تقرير شامل في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول.

وفي شأن آخر أكد قائد قوات الدعم السريع اليوم الخميس الاستعداد لوقف الحرب والدخول في مفاوضات تنهي الأزمة في السودان وذلك خلال لقائه مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي أنيتا ويبر في كمبالا عاصمة أوغندا.

وقال حميتدي في منشور على منصة "إكس" "التقيت في العاصمة الأوغندية كمبالا اليوم الخميس أنيتا ويبر مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي وأكدت لها أننا في سبيل رفع معاناة شعبنا مستعدون لوقف الحرب والدخول في مفاوضات تنهي الأزمة السودانية من جذورها وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد".
وأعرب عن أمله "بذل جهود إضافية من جميع أشقاء وأصدقاء السودان في المنطقة والعالم وخاصة الاتحاد الأوروبي، وتطلّعه لدعمهم ومساندتهم للشعب السوداني في هذه الظروف الاستثنائية التي يواجهها بسبب هذه الحرب، خاصة تقديم المساعدات الإنسانية".

وأبدى حميدتي خلال جولته الأخيرة استعدادا غير مشروط للانخراط في جهود وقف الحرب وتسوية شاملة وعادلة للأزمة، في حين كشف البرهان عن نواياه الحقيقية في إطالة أمد الصراع، ملوحا بالتصعيد رغم انتكاساته المتتالية وفقدانه السيطرة على أغلب المناطق.

وقُتل أكثر من 13 ألف سوداني منذ بدء الحرب في السودان، وفق تقدير متحفظ صادر عن مشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها (أكليد) وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من سبعة ملايين شخص نزحوا.