بعد سليماني وفخري زاده، تصفية جنرال إيراني في سوريا

الأنباء لاتزال متضاربة حول طريقة تصفية القيادي البارز بالحرس الثوري الإيراني مسلم شهدان وثلاثة من مرافقيه على الحدود السورية العراقية.
غارة بطائرة مسيرة إسرائيلية أو أميركية تنهي حياة الجنرال مسلم شهدان
مصادر عراقية تتحدث عن انفجار غامض تسبب في مصرع القيادي بالحرس الثوري
الحرس الثوري يشرف على الميليشيات الشيعية متعددة الجنسيات في سوريا

بغداد/موسكو - لقي قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني وثلاثة أفراد من حمايته مصرعهم على الحدود العراقية السورية وسط أنباء متضاربة حول طريقة مقتلهم، حيث يتم تداول روايتين متناقضتين واحدة تتحدث عن عملية استهداف بطائرة مسيرة قد تكون أميركية وقد تكون إسرائيلية وأخرى تتحدث عن انفجار غامض جدّ ليل الأحد الاثنين في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق.

ويشرف الحرس الثوري الإيراني على الميليشيات الشيعية متعددة الجنسيات في سوريا التي تقاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد وعلى ميليشيات الحشد الشعبي في الجانب العراقي من الحدود بين البلدين.

ونقلت قناة روسيا اليوم على موقعها الإخباري اليوم الاثنين عن مصادر من المخابرات العراقية قولها إن "القائد في الحرس الثوري الإيراني مسلم شهدان قتل اليوم مع ثلاثة من أفراد حمايته على الحدود العراقية السورية"، مضيفة أن "المعلومات الأولية لم تؤكد بعد إذا ما كانت الضربة بطائرة مسيرة أو عملية اغتيال بطريقة أخرى".

وأوردت وكالة شفق نيوز الكردية العراقية النبأ ذاته نقلا عن مصدر في قيادة عمليات الحشد الشعبي ضمن قاطع عمليات مدينة القائم غربي الأنبار.

وبحسب المصدر في قيادة الحشد، فإن انفجارا وقع في ساعة متأخرة من ليلة أمس في الجانب السوري المحاذي للعراق ضمن محور القائم ـ البوكمال، لكنه أوضح أيضا أنه لم تتوفر حتى الآن أي معلومات عن طبيعة التفجير وما إذا كان قد تسبب في سقوط ضحايا.

وترجح المصادر أن القيادي في الحرس الثوري مسلم شهدان قتل ومرافقوه حين كانوا بصدد عبور منفذ القائم على الحدود العراقية السورية.

تصفية الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في بغداد مطلع 2020 كانت أكبر ضربة تعرض لها الحرس الثوري الإيراني
تصفية الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في بغداد مطلع 2020 كانت أكبر ضربة تعرض لها الحرس الثوري الإيراني

ونقلت وكالة شفق نيوز عن المصدر من قيادة الحشد الشعبي العراقي قوله إن "وحدات الحشد العاملة على الحدود في قواطع حصيبة والرمانة ومكر الذيب والقائم والزاوية المحاذية للأراضي السورية لم تتلق أي معلومات عن استهداف قواتها في الشريط الحدودي العراقي السوري، كما أن معبر القائم لم يتلق أي جثامين لضحايا".

لكنه أكد في المقابل وقوع انفجار في الجانب السوري من الحدود، موضحا أن حدث داخل الأراضي السورية المحاذية للعراق من دون معرفة سببه أو طبيعته.

وبحسب المصدر ذاته فإن "قسما من التفجيرات المتكررة تحدث بسبب اعتداءات صهيونية أو أميركية على الأخوة في الجانب السوري ويتم معرفة ذلك من دخول جثامين الضحايا للعراق في حال كان منهم جنسية عراقية فقط".

وتأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من مقتل 19 مسلحا مواليا لإيران يوم الخميس الماضي في ضربات جوية يرجح أنها إسرائيلية استهدفت مواقعهم في شرق سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ورجّح المرصد أن تكون "طائرات إسرائيلية" شنّت الغارات التي استهدفت إحدى المجموعات المسلحة غير السورية الموالية لإيران قرب مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي. والقتلى جميعهم "من الجنسية الباكستانية"، وفق المرصد.

وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري.

كما تأتي عملية تصفية شهدان بعد يومين تقريبا من اغتيال كبير العلماء النوويين في إيران محسن فخري زاده الذي قتل في كمين مسلح يوم الجمعة الماضي قرب العاصمة طهران، بينما وجهت إيران أصابع الاتهام للمخابرات الإسرائيلية والأميركية وتوعدت بالانتقام.

وقتل في سوريا عدد من كبار الجنرالات في الحرس الثوري الإيراني إما في تفجيرات أو في مواجهات مسلحة مع مسلحي الفصائل السورية المعارضة، فيما شكلت عملية تصفية قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني في غارة أميركية بطائرة مسيرة على موكبه في بغداد فجر الثالث من يناير/كانون الثاني، أكبر ضربة تلقاها الثوري الإيراني والتي أعقبتها قبل أيام عملية اغتيال فخري زاده وهو أيضا من أعضاء الحرس الثوري، بحسب أكثر من رواية غير رسمية.