بعض سجناء داعش الفارين من سجن الحسكة وصلوا إلى تركيا

وفد من اليونيسف يزور سجن الصناعة بحي غويران ويلتقي قصرا من أبناء مسلحي تنظيم داعش في أول زيارة لمنظمة أممية للسجن منذ الهجوم الدموي الأخير الذي شنه التنظيم لتحرير قادة وأعضاء منه معتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية.

بيروت -  أكدّ المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد ممن فروا من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من سجن غويران في الحسكة بشمال شرق سوريا يقدّر بالمئات وأن عدد منهم وصل إلى تركيا وآخرون إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية الموالية لأنقرة، بينما توارى البعض في مناطق خاضعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تواصل عمليات تمشيط.

وكان تنظيم داعش شن أعنف هجوم على السجن في يناير/كانون الثاني الماضي لإطلاق سراح قادة التنظيم وعناصره المحتجزين به. واستمرت العملية والاشتباكات نحو عشرة أيام أعلنت بعدها قسد استعادة السيطرة على السجن والمناطق المحيطة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمان إن أميرين سابقين في التنظيم ممن كانوا في سجن غويران" وصلا إلى جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي.

وكان المرصد السوري قد ذكر أن الهجوم أسفر عن سقوط 332 قتيلا، بينهم 246 من عناصر داعش و79 من القوات الكردية وسبعة مدنيين، بينما كان سجن غويران يضم قبل الهجوم نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات التنظيم المتطرف، وهو أكبر سجن يؤوي من تم أسرهم من تنظيم الدولة الإسلامية في العالم.

وتأتي هذه التطورات بينما كشفت الأمم المتحدة الأحد أن قصرا لا يزالون معتقلين في سجن غويران. وسبق لمنظمات دولية عدة بينها "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) و"هيومن رايتش ووتش" أن أشارت إلى أن أكثر من 700 طفل كانوا محتجزين في سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة قبل الهجوم.

وكثر من هؤلاء المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما أفراد من عائلاتهم في السجن، ونقلوا إليه من مخيمات تؤوي الآلاف من أفراد عائلات عناصر التنظيم.

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنها "التقت بعض الأطفال الذين ما زالوا محتجزين في مركز غويران"، مضيفة في بيان "على الرغم من توافر بعض الخدمات الأساسية الآن، إلا أن وضع هؤلاء الأطفال غير مستقر إطلاقا"، من دون أن تحدد عدد القصّر الذين لا يزالون في السجن.

وتحدث مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي عن وجود "المئات" من القصّر في السجن في الوقت الراهن، ممتنعا عن إعطاء رقم دقيق، مؤكدا أنهم "جميعا في منطقة آمنة".

وأكدت يونيسف الأحد أنها "تعمل حاليا على توفير الأمان والرعاية للأطفال على الفور"، مبدية "استعدادها للمساعدة في إيجاد مكان جديد آمن في شمال شرق سوريا لرعاية الأطفال الأكثر هشاشة".

وأوضحت قوات سوريا الديمقراطية في بيان أصدرته الأحد أن يونيسف "هي الجهة الأممية الوحيدة التي سُمح لها بإمكانية الوصول إلى سجن الصناعة منذ الهجوم".

وأشار البيان إلى "تزويد مسؤولي اليونيسف بالمعلومات المتعلقة بوضع المراهقين المرتبطين" بتنظيم الدولة الإسلامية الموجودين في السجن.

وأظهرت مشاهد مصوّرة بالفيديو نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي نحو عشرة صبيان بعضهم مغطّى ببطانيات داخل زنزانة.

وأخذت السلطات الكردية تكرارا على المجتمع الدولي عدم دعمه جهود تأهيل هؤلاء السجناء وإعادتهم إلى دولهم.