بغداد وأنقرة تتفقان على تسهيل العودة الطوعية للعراقيين
بغداد - وقعت وزارة الداخلية التركية ووزارة الهجرة والمهجرين العراقية، على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال "الهجرة والعودة الطوعية"، وذلك بعد صعوبات واجهها عراقيون في الأشهر الأخيرة بسبب تعقيدات الإقامة.
وذكرت الداخلية التركية في بيان الأربعاء، أن الوزير علي يرلي كايا ووزيرة الهجرة والمهجرين العراقية ايفان فائق جابرو وقعا مذكرة التفاهم، التي تسمح للعراقيين في تركيا بالعودة إلى بلادهم طوعا.
ووفقا لمذكرة التفاهم، التي تهدف إلى اتباع نهج أكثر استدامة وأمانا في إدارة الهجرة، سيتعاون البلدان بشكل فعال في منع الهجرة غير النظامية وغير القانونية.
وأعرب الوزير التركي في منشور على منصة "إكس، عن أمله في أن تعود مذكرة التفاهم بالفائدة على البلدين.
وتُقدَّر الجالية العراقية في تركيا، بحسب بيانات سابقة لوزارة الهجرة والمهجرين في العراق، بنحو 700 ألف عراقي يتوزّعون في 12 ولاية تركية من أصل 81، وهي بحسب الترتيب إسطنبول وأنقرة وسامسون وسكاريا ويالوفا وبورصا وأسكي شهير وغازي عنتاب وألانيا وجورم وبولو وكوتاهيا.
تناولت صحيفة "ذي ناشيونال" الصادرة بالإنكليزية قصصاً من تجارب عراقيين من طالبي اللجوء العالقين في تركيا منذ سنوات، بانتظار حسم مصيرهم، والعديد منهم هربوا من الحرب وتهديد الميليشيات أو بسبب تعاونهم مع القوات الأميركية، واصفة أحوال بعضهم كأنهم من الموتى.
وأشار التقرير إلى وجود نحو 13 ألف لاجئ و101 ألف طالب لجوء من العراق في تركيا، بحسب أرقام الحكومة التركية التي تستند عليها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأضاف أن تركيا تستضيف واحدة من أكبر مجموعات اللاجئين وطالبي اللجوء في العالم، حيث أنها بالإضافة إلى العراقيين، فهي تستضيف 3.1 مليون سوري، عشرات الآلاف من الأفغان والإيرانيين.
وتناولت مقابلات الصحيفة خمسة عراقيين وقد تحدثوا عن قصص متشابهة عن الهروب من العراق تحت تهديدات الميليشيات، ووجدوا أنفسهم عالقين في تركيا في انتظار طلبات إعادة التوطين.
وعاد الكثير من العراقيين إلى الوطن في عام 2023، بعدما كانوا قد استقرّوا في تركيا على مدى أعوام، وذلك بسبب تعقيدات في منح السلطات التركية الإقامة أو تجديدها، على الرغم من أنّ كثيرين منهم يملكون هناك عقارات وأعمالاً تجارية.
وسبق لوزارة الداخلية التركية أن حدّدت ضوابط صارمة ووضعت مزيداً من الشروط بخصوص الحصول على الإقامة السياحية والتي يصعب توفيرها في أحيان كثيرة، وكذلك تحديد مدن وأحياء لإقامة الأجانب إلى حين قبول طلبات إقامتهم، وإغلاق عدد كبير من المدن والأحياء خصوصاً في إسطنبول.
ويُعامَل المواطن العراقي في تركيا بحسب بنود القانون التركي الخاص بالأجانب عموماً، في حال دخوله إلى الأراضي التركية بطريقة نظامية.
ونشرت الجريدة الرسمية التركية في أغسطس/آب الماضي مرسوماً رئاسياً يعفي فئة من المواطنين العراقيين من شرط الحصول على تأشيرة الدخول (فيزا) إلى تركيا.
والمرسوم التشريعي الذي حمل توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان، يقضي بالسماح للعراقيين الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً أو تزيد عن 50 عاماً من السفر إلى تركيا بدون تأشيرة اعتباراً من سبتمبر/ أيلول.
ويسمح القرار للمواطنين العراقيين الحاملين لجوازات سفر عادية بالسفر إلى تركيا لأغراض السياحة أو الإقامة لمدة تصل إلى 90 يوماً ضمن فترة 180 يوماً، وكذلك العبور من تركيا للمسافرين ترانزيت.